(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 17 June 2015 08:11

بين الذنب والمسؤولية

Written by  أ.زين العابدين بن غرم الله الغامدي
Rate this item
(0 votes)

تختلف وجهـات النظر في تحديد المسؤول عن جريمة ما، و يصعب على المرء تخيل قدر الذنب الذي يقع فيه المذنب حين يظن أن جريمته حق مشروع و هدف معلن .

حين يحدث شرخ في المجتمع و يتوزع شبابه بين تيارات مختلفة كل تيار ينازع غيره، و يقارعه الحرب في غياب كامل لحوارات عقلانية  بناءة؛  تختفي مؤسسات التربية و تعود المدرسة مجرد ناد للتسلية لاعلاقة لهـا ببناء جيل واع و ناهض و قوي و رشيد، و حين يفتقد المعلم أبسط أدبيات  المسؤولية؛

هل يا ترى الحرية التي يفتقدهـا شباب في مقتبل العمر هي السبب في هذا الانحراف و الانجراف نحو الفكر المتشدد أو الجنوح نحو الإلحاد

أم هي التربية المختطفة من توجهات غريبة و مشبوهة أو أن محاضن التربية أصبحت غير قادرة على الإنجاب؟!

ترى من المسؤول و من يحدد المسؤولية: هل السياسي الغافل عن أبسط حقوق المواطن أم المواطن المستهتر بحقوق الوطن؟

الأكاديمي أم التربوي أم المجتمع كله؟ هل نحن شركاء في الجريمة و في الذنب بتحول الشباب نحو فضاءات خارجية خطيرة و عميلة و مشبوهة

أم المسؤولية تقع على الإعلام المعاصر الذي نظـَّر للجريمة الأخلاقية و الجنائية ببرامج و مشاهد و أفلام موغلة في العنف و القتل و الفساد؟ هل الترويج للخلاعة و الجنس باسم الفن هي مهمة و مسؤولية الفضاء الإعلامي الحديث؟

من المسؤول عن جرائم القتل الجماعي في العالم: هل هي العولمة الحديثة أم ثقافة الاستغلال و الاتجار بالبشر و المخدرات التي تدان من مروجيهـا أم ثقافة الحقد و الكراهية؟

من المسؤول عن كل ما يحدث من خلل و صراع و انقسام و حروب و عنف في العالم اليوم سواء عالمنا العربي الصغير المستهلك و المنتهك أم العالم كله من حولنا؟

أسئلة كثيرة و كبيرة مازالت الأجيال العربية الشابة  تنتظر الإجابة عنهـا في محاولة يائسة من الشباب العربي في الجيل الحديث لفهم العلاقة بين الذنب و المسؤولية  .

لقد بدأ منذ قرن يفكر بعمق في مستوى ما وصلنا إليه من استعمار و استغلال و استلاب حضاري.

حضارة عربية تنهار، ثقافات تنصهر، هوية تذوب و تتلاشى .

مدن عربية كبيرة تتحول إلى ملاجئ، ملايين من النساء و الأطفال و الشيوخ العزَّل قابعة وحيدة و عارية في قارعة الطريق .

وجه طفل يخرج بين ركام الطين و البارود؛ ليسدد رمية سهم في قلب كل عربي و مسلم غيور على دماء سالت، و مازالت تسيل من أجل تسلط أنظمة، و رغبة حمقاء مجنونة في الاستئثار بالمال و الملك و السلطة.

إن الطفل العربي و الجيل الجديد القادم هو من سيحاكم هذا التاريخ المعاصر المثقل بالغبن و الألم و الجراح، و وحده من سيفسره و يتولى الإجابة عن الأسئلة الغامضة و الملحة؛ التي تدور حول تحديد المسؤولية، و تعريف الذنب، و من المذنب في حق جيل كامل من شعب عربي؛ كان يحلم بالعزة و الكرامة و العدالة و النصر في غابة عولمة متوحشة لا ترحم

http://wefaqdev.net/art4302.html

 

Read 1809 times Last modified on Friday, 19 June 2015 07:12