(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 08 July 2015 06:25

فرحة العيد وحزام الأحزان

Written by  الأستاذ حسن قاطرجي
Rate this item
(0 votes)

لا يَتعارَض في فكر المسلم فهمُه لفلسفة الأعياد في الإسلام و تفاعُلُه الفكري و الشعوري مع قضايا أمَّته و همومها و أحزانها؛ فهو في الوقت الذي يَشعُر بفرحة إتمام العبادة مع انتِهاء رمضان، و يشكُرُ اللهَ - سبحانه و تعالى - على نعمته عليه و على المسلمين بما تجلَّى فيه من كثيرٍ من مؤشِّرات الخيريَّة و دلائل النِّعَم، و يَوجَل قلبُه ضارعًا ألاَّ يُحرَم من الأجر و قَبول الجهد، و أنْ يكون ممَّن شَمِلتهم مغفرة الله - عزَّ و جلَّ - و مَنَّ عليهم بالعِتق من النار.

يخنقُ فرحتَه الجزئيَّة هذه حِزامٌ من الأحزان، لا ليقع في اليأس أو الإحباط، و إنما ليتولَّد عنده مزيدٌ من قوَّة الإصرار على مُغالَبة أسبابها:

1 - حُزنُ إقصاء الإسلام عن موقع الإدارة السياسيَّة و التشريعيَّة و الإعلاميَّة و التربويَّة في بلاد المسلمين، و هو كارثة الكوارث، و منبع أخطر الشُّرور و أشدِّ المفاسد.

2 - و حُزنُ تولِّي "مَن لا خَلاق لهم عند الله" - في الأعمِّ الأغلب من الحالات - سُدَّة الحكم و المسؤوليَّات في العالم الإسلامي.

3 - و حُزنُ مَأساة احتِلال "أعداء المسلمين" لفلسطين الحبيبة، و العراق الغالية، و أفغانستان الأبيَّة، و كشمير الممتَحَنة... و عدد آخر من بلاد المسلمين الرازحة تحت نير الاحتلال الروسي البَغِيض.

4 - و حُزنُ حِصار و خنق "قطاع غزة" منذ سنواتٍ مع ما ينطَوِي عليه هذا الظُّلم من آلامٍ و نكبات، و كذلك حُزنُ كارِثة فيضانات باكستان و ما خلَّفَتْه من مَآسٍ و أحزان في حياة الملايين من المسلمين.

و على الرغم من ذلك كلِّه فإنَّ بَريق آمال الخلاص من هذه الأحزان سيَبقَى محفِّزًا لتحويل تلك الآمال إلى واقعٍ مُشرِقٍ عزيز، يُرضِي اللهَ و رسولَه، و يغمُرُ المؤمنين الصادقين بالفرح؛ ﴿ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 4 - 5]، بَرِيق الثقة العظيمة بالله و قوة الإيمان به، و إرادة التغيير و عزيمة التنفيذ، و بريق التخطيط الواعي الصادق للمستقبل، و بريق الأمل العظيم بالمؤمنات الأبيَّات صانِعات الأجيال، و المتصدِّيات لأخطر مشاريع الإفساد في بلاد المسلمين، سواء الإفساد الأخلاقي البَشِع، أو إفساد التخلُّف و التجهيل و تهميش الإنسان... و صدَق الشاعر المؤمن في قوله:

مَا الْعِيدُ إِلاَّ أَنْ نَعُودَ لِدِينِنَا

حَتَّى يَعُودَ نَعِيمُنَا الْمَفْقُودُ

مَا العِيدُ إِلاَّ أَنْ نُكَوِّنَ أُمَّةً

فِيهَا مُحَمَّدُ لاَ سِوَاهُ عَمِيدُ


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/spotlight/0/25333/#ixzz3f3PJlXz3

Read 1788 times Last modified on Sunday, 26 March 2017 12:04