(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 13 February 2019 10:38

خلاصنا في ثقافة المواطنة

Written by  عفاف عنيبة

يشهد الله لم تؤرقني قضية في حياتي مثل  ترسيخ الممارسة المدنية لمفهوم المواطنة في مجتمع متمرد مثل المجتمع الجزائري. دائما ما شعرت بإستعجالية الموقف، و لا خيارات كثيرة أمامنا سوي الذهاب إلي الفعل المسؤول الواع و إلا الفشل مآلنا.

بعد أكثر من خمسين سنة من الإستقلال، لا يزال المواطن الجزائري حبيس ذهنية التواكل، ينتظر الآخر أن يتحرك كان مسؤولا أو جارا أما هو فلا حراك له و لا عمل. فكيف نتوقع تفعيل دور المواطن و الحال علي ما هو عليه ؟

هذا و المنظومة التربوية شقت الطريق نحو إسترداد دورنا في صنع مصيرنا بعقولنا و أيدينا، ماذا ننتظر بربكم ؟

الحياة صراع بين خير و شر إلي يوم الدين و أن تناضل سلميا و حضاريا بدون كلل و لا ملل في أرضك و وطنك له طعم خاص، فلماذا هذا الجمود و التحجر و لغة العنف الطاغية علي أي مناقشة عقلانية و تقدير صحيح للحقوق و الواجبات ؟

لا أحد منا قرأ الدستور الجزائري، فكيف بالمواطن الجزائري يعي مسؤولياته و ما يحق له و لا يحق ؟

هذا و الذهنية التي تبيح للمواطن الدوس علي القوانين بدعوي أن المسؤول يسمح لنفسه بذلك، ذهنية مدمرة. قضينا علي أنفسنا بتوجيه اللوم إلي الآخر كان مسؤولا أو مواطنا و تبرئة ذمتنا بإعتبارنا معصومين لا نخطأ و لا نسيء لأحد.

هل يعقل أن مثل هذه الذهنيات و السلوكيات تحكم المواطن ؟ هل يعقل أن ما يسيرنا الهوي و ليس تقوي الله ؟

متي ندرك أننا ركاب مركب واحد و أن خرق للقانون من واحد سينتهي بنا إلي الهلاك الجماعي ؟

تعجل حياة الفوضي و التمرد في نهايتنا، فلنا أن نقرر أي مصير نريد ؟ الدولة مرآة الشعب و العكس صحيح أيضا. فنحن ندور في حلقة مفرغة منذ 1962 من جراء لاوعي و لامسؤولية الحكام و المحكومين. كيف نطوع القانون ليخدم مصالح الأقلية و لا نعبأ بالمخاطر المحدقة بنا نتيجة ذلك ؟

كيف ينظر إلي الشعب أنه من العوام الذين لا يستحقون إحترام او إشراك في صنع الحاضر و الغد ؟

كيف نشيطن مسؤول لمجرد سماع القيل و القال ؟ ألا نحكم علي شخص طبقا لأفعاله ؟ لماذا لا نقيم المسؤول وفق عمله في الميدان ؟ هذا و مبدأ الإنتخاب يخولنا معاقبة المسؤولين الفاشلين، لماذا لا نستغل هامش الحرية المتاحة لنا ؟

إلي متي و نحن منكفئين علي أنفسنا، نرفض فعل المشاركة و تحمل مسؤوليات المواطنة ؟

في اليوم الذي سنفهم فيه حاجتنا الماسة إلي تفعيل وجودنا في الواقع المعاش نكون قد بدأنا في ممارسة حقوقنا و واجباتنا كمواطنين جزائريين. فخلاصنا بأيدينا، و لا أحد يقرر مصيرنا سوانا، لنكف من معزوفة الشكوي و لننضج فننهض بأنفسنا بعيدا عن لغة الخشب من فضلكم.

 هذا و فعل التغيير في الإتجاه الصحيح، يبدأ بخطوة علي مستوي المواطن الفرد و البقية تأتي، كما سبق و أن قلت لنغير ما بأنفسنا أولا و سيتغير تدريجيا كل شيء حولنا إن شاء الله...

 

Read 1283 times Last modified on Monday, 04 March 2019 19:11