(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 10 February 2020 21:26

حينما تغضب المرأة و ترفض عون الرجل

Written by  عفاف عنيبة

 

e1c857e353ffa3868d63de7bd15f9c02216005d4c2f4d02e03badcaa618e1028

 

 

في زمن ما بعد العولمة، أصبحت المرأة لها عقل الرجل و عضلاته و مشيته و إصراره علي طلب الرزق في أكثر الأعمال خطورة...

في زمن ما قبل العولمة، شاهدت فيلما لمخرج أمريكي أثار معضلة دقيقة جدا و هي :

"هل بإمكان المرأة أن تستغني عن سواعد الرجل و حمايته لها و حضوره العقلي الفكري و العاطفي في حياتها ؟"

و هكذا أجاب عبر سيناريو أحد أفضل الأفلام التي تابعتها في تسعينيات القرن الماضي :

خطب رجل أمن أمريكي شابة موظفة في الخزينة الفيدرالية الأمريكية، سعدت بخطوبتها و رغب في تعريفها بأبيه، فدعاها لوجبة عشاء في بيته بحضور والده.

لبت الشابة الدعوة و عند وصولها إستقبلها أب خطيبها :

-أين هو مايكل سيدي ؟ سألته.

-تغيب إبني بشكل مفاجيء هذا علي إثر إتصال هاتفي من عمله. علي ما يبدو يحتاجونه و لا أدري متي سيعود لكنه وعدني بأنه سيبذل جهده ليكون معنا في وجبة العشاء هذه. رد عليها والد الخطيب.

فنظرت الخطيبة بحزم إلي الرجل المسن.

-عذرا، لا أستطيع تناول معك العشاء في غياب إبنك، بلغه عن عدم رضاي للأمر و مع السلامة.

و لم تستمع لأعذار الأب و غادرت الشابة شقة خطيبها.

عند عودته، سارع الخطيب في الإتصال هاتفيا بالخطيبة، سدي لم تجبه.

في الغد ذهبت لعملها الشابة نانسي و هناك وقعت مصيبة بحيث إستولت عصابة علي مبني الخزينة الفيدرالية. كل الموظفين نجوا إلا هي، فقد أصبحت رهينة في يد العصابة دون علمهم لأنهم تأكدوا من خلاء المبني و لم يتفطنوا لوجودها في إحدي المكاتب الصغيرة في الطابق الخامس و العشرين....

أخذ علم خطيبها بالخبر كونه رجل أمن من مكتب التحقيقات الفيدرالي و أول ما فكر في خطيبته، فإتصل بها مرة اخري، هذه المرة، كسابقاتها لم تجب.

جن الرجل، فقرر أن يقتحم لوحده المبني بحثا عنها قبل أن يقع الهجوم علي العصابة و هكذا بدأت حكاية عناد إمرأة في الإستغناء عن عون الرجل...

نجح في التسلل إلي داخل البناية الضخمة... أنظروا قراءنا الكرام ماذا تفعل إمرأة  برجل ؟ تجعله ينجز المستحيل....

و من طابق إلي آخر، توجه إلي مكتبها بحذر شديد بينما هي كانت خرجت للإنتقال إلي مكتب زميلة لها، فلاحظت خلاء المكان من أي من زملاءها أو زميلاتها و لأول مرة إنتبهت إلي الضوء الأحمر الذي كان يضيء في آخر الرواق مخبرا إياها بوقوع حدث غير طبيعي و حتما غير سار...

فعادت بسرعة إلي مكتبها لتجد خطيبها الذي بدون مقدمات أمرها بأن تتبعه شارحا لها الوضع...

عوض أن تطيع خطيبها الرجل الأمن المحنك، تصوروا ماذا فعلت الشابة نانسي ؟

نزعت خاتم الخطوبة و سلمته خطيبها معلنة :

-من الآن لست خطيبتك و لا أريد رؤيتك و أرفض مساعدتك.

نظر إليها الخطيب مفزوعا :

-و هل هذا وقت الخصومة نانسي ؟ قال لها بصوت منخفض مخافة ان يسمع احد رجال العصابة أصواتهم.

-طبعا و ماذا تعتقد نفسك ؟ نزلت علي من السماء لتثبت لي بطولتك. لا شكرا أريد الزواج من رجل طبيعي عادي و لا يتركني لوحدي مع أباه عند وجبة العشاء...ردت عليه نانسي.

إبتسم الرجل رغما عنه. لكن التوقيت كان جد حرج و كان يعرف عناد خطيبته السابقة، فحاول أن يقنعها بأن تتبعه :

-لا، يعني لا. هل فهمت ؟

-طيب ماذا ستفعلين ؟

-سأغادر المبني بطريقتي لكن لوحدي و ليس معك. قالت له متحدية.

فهم الرجل أنها جادة و لا مجال لثنيها عن قرارها. فقال :

-علي راحتك نانسي أنسحب بعد ربع ساعة سنقوم بالهجوم، فلديك ربع ساعة للخروج، مع السلامة.

لم ترد عليه و خرج من مكتبها،  كان غاضبا حانقا علي نفسه و عليها.

بينما هي بدأت تبحث عن السبيل للهروب و غادرت مكتبها و نزلت طابقين لتلتقي بشكل مفاجيء بأحد رجال العصابة إلا انها تنجح في الهروب منه كونها تعرف جيدا أروقة المبني و ردهاته و حالما دخلت مكتب فتحت نافذته التي تطل من علو 20 طابق. خرجت علي حافة النافذة لتتقدم خطوة خطوة كي تنتقل بهذا الشكل إلي مكتب آخر بعد المرور بغرفتين فارغتين و قد لمحتها قوات الأمن، فأخبروا خطيبها الذي تحرك بسرعة جنونية للحاق بها و كادت في لحظة سهو ان تسقط لولا ذراعي خطيبها الذي سحباها إلي داخل غرفة بمثابة مكان يخزن  فيه الأرشيف. لم تصدق نفسها أنها نجت بفضل خطيبها :

-هل يعقل أن تفعلي ما فعلتيه ؟  كنت علي وشك السقوط  لتعانقي موت محقق ؟ عنفها.

مرة اخري أبدت عنادها نانسي :

-ماذا تفعل هنا ؟ لم استنجد بك سيدي.

-إنني لست سيدك إنني خطيبك و من جهتي لن افسخ الخطوبة و أنت من سأتزوج. كفي بربك من العناد و اتبعيني.

-عجيب لماذا تصر علي علاقتنا و أنا من 6 أشهر مدة خطوبتنا لم أراك إلا خمسة مرات لأنك طوال الوقت مشغول بعملك الجهنمي؟ ردت عليه الشابة.

تمالك أعصابه، قائلا :

-نانسي هل هذا وقت المحاسبة ؟ نحن في خطر الموت هل أنت واعية بذلك ؟

-منذ عرفتك و الموت تحوم حولي. في كل مرة تذهب فيها إلي عملك أتساءل كيف سأحتمل ذلك و انا زوجتك ؟ فعودتك حيا غير مضمونة هل أنت واع بذلك ؟ أجابته ساخطة.

شعر بتأنيب الضمير فهو أبدا لم يضع نفسه مكانها، كان دائما ما يقول لها " عليك بالتعود، فعملي خطر إدعي الرب أن أنجو و كفي، لا شيء آخر بإمكاننا فعله."

-بلي لدي شيء آخر افعله و هو فسخ الخطوبة و الزواج من آخر سيأتي في أوانه، بربك إنني إنسانة، إمرأة/ أحتاج إلي وجود رجل بصفة دائمة إلي جنبي و ليس إلي شبح... قالت له نانسي و كأنها قرأت ما كان يجول في باله.

لم تترك العصابة فرصة للخطيب أن يجيب بوصولها إلي طابقهم.

فهربا معا و كان في كل مرة الخطيب يحمي نانسي بجسده و يدفعها بعيدا عن الرصاص المنطلق من فوهات الرشاشات، في اللحظة التي اصيب بها في ذراعه، نست نانسي كل شيء و أعانته علي إيجاد مخرج من جحيم العصابة المهاجمة و هكاذ نجو و في سيارة الإسعاف أعطيت له الإسعافات الأولية و الحمد لله الرصاصة إخترقت الذراع من طرف إلي الطرف الآخر. لهذا سمح للخطيب رجل الأمن بالعودة إلي بيته في سيارة رباعية الدفع.

أكمل الحديث بين الخطيب و الخطيبة :

-طيب نانسي تصرفت بالكثير من اللامبالاة لمخاوفك و مشاعرك و انت محقة. إعطيني فرصة اخري من فضلك؟

ساد صمت طويل بينهما.

و أخيرا ردت نانسي بهدوء :

-هل لي خيار ؟ فأنت اثبت لي اليوم بأنني أساوي الشيء الكثير لك، لهذا نعم أقبل بأن امنحك فرصة أخري و الأخيرة.

-وعد مني أنني سأصلح علاقتنا... قال لها.

نظرت إليه مليا ثم أشاحت بوجهها عنه قائلة :

- سنري ذلك و أهتم بصحتك. قل للسائق ان يتوقف علي بالعودة إلي بيتي الآن.

إنتهي

 

Read 1001 times Last modified on Friday, 21 February 2020 16:42