(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Saturday, 29 July 2023 06:56

"صوفيا"

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)
أقسى أنواع الشوق أن تشتاق لغائب عند ربه، فالغياب سحابة سوداء ذات رعود مزلزلة...
صغيرة كانت بخطى متعثرة مقبلة على الحياة، ترتسم على وجنتيها ابتسامة ساحرة، صوتها الشجي حير الأوتار في لحنها.. فرحتها ملأت الدنيا طربا وشوقا وأملا.. صغيرة كانت بصوت عذب، تتدفق فيها الحياة وتعزف مقطوعة عجزت الطيور عن قراءة ألحانها.
أخذت قلمها وأوراقها ألقتها في مقلتيها.. ألقتها في قلبها وحرَّرت جوفها.. حررت خوفها من خوفها وبقيت هنا، بقيت هناك...فراشات تغازل أوراقها، تغازلها.. تعطي جمالا لحروفها ونور القمر يرسم من حولها ممالك ومدائن تبنى فيها الآمال وكأن المستحيل ليس له مكان.
خلف الحروف تستتر الأماني وتختبئ تحت الضلوع وتنتشر بين الصور..
ذات مساء.. احتست قهوتها لموعدها المستحيل.. وكأنها ولدت منذ دقيقة، ثم مضى الوقت أسرع ما يمكن..
حاولت أن تسابق الزمن لحتفها لكنها لم تستطع، تسأل عن الحال أردت أن أجيبها بعمر آلاف السنين مما تعدون.. ومضى الوقت أسرع مما تخيلت.. مد اللبلاب يده.. مدت يدها، ومد الحزن يده.. مددت يدي.
صافحتها.. صافحتني ومضت.. صمت المكان.. صمت الزمان.. خيم الصمت.. تجمد الكلام.. تصببت عرقا.. تصببت شوقا.. تصببت أملا..
سقطت يدها.. سقطت يدي.. سقطنا معا.. غاب وجهها.. سقطت رمادا محترقا؟
كان الموت منتظرا منذ الأزل موعدها المحتمل**
رددت بحرقة.. هو في أعماقي.. أنا في أعماقه هو في أعماقي.. أنا في أعماقه 
قشعريرة سرت في جسدي.. تصبب العرق من رأسي.. 
 لا أدري ماذا أصابني؟ 
ما عدت أسمع إلا صوتها.. ولا أرى إلا صورتها.. كلماتها اخترقت كل الحواجز الجاثمة على صدري منذ زمن بعيد.. رحلت صوفيا!!
Read 713 times Last modified on Saturday, 29 July 2023 07:01