(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 23 April 2015 12:11

حاطب ليل

Written by  الأستاذة كريمة عمراوي
Rate this item
(0 votes)

لا تقضي حياتك و أنت تسعى وراء الباطل، و تجمع الساقط و التافه من كل أمر مع كثرة التعب و خطورة المسالك، فتعيش حياة ضنكا و لا تفلح. كحاطب أي جامع الحطب ليبيعه، خرج ليلا يلتقط بدل الحطب الجيّد العيدان و الأشواك و الغثاء، فهو في مشقّة و تعب، و نهاية مخزية و خذلان.

احذر الإسرائيليات الجديدة في نفثات المستشرقين من يهود و نصارى، فهي أشد نكاية و أعظم خطرا من الإسرائيليات القديمة، فإنّ هذه قد وضح أمرها، ببيان النبي صلى الله عليه و سلم الموقف منها و نشر العلماء القول فيها. و هي أفكار دخيلة منها ما يتعلّق بالمعاملات، و منها ما يتعلق بالعبادات، و ما جاءتنا الفتنة و الشر و البلاء إلاّ عندما ترك الناس مذهب السلف، و أخذوا مناهجهم من الشرق و الغرب . الحق الذي لا باطل فيه ليس فيه ضلال و ليس فيه خطأ، يعرف بالكتاب و السنّة و الإجماع و جاءت به الرسل.

و هو عام الوجوب و ليس للناس خيار في اتباعه، مثل من يقول واجب اتباع العقيدة دون السياسة، و العبادة دون العقيدة، كما يقول العلمانيون، الدين في المسجد و السياسة لأهلها، بل جاء الدين منظما لأمر السياسة و لأحكام معاملة الكفار و معاملة المسلمين فيما بينهم، أو تجد بعض الناس يأخذ دينه و عقيدته من الكتاب و السنّة، و إذا جاءت بعض الجوانب الأخرى، كالمناهج في الدعوة ابتدع منهجا جديدا في دعوته، و بعضهم يبتدع منهجا جديدا في التربية، و بعضهم يبتدع منهجا جديدا فيما تسير به الأمة في طريق إصلاحها. كل هؤلاء عندهم إعراض عن الكتاب و السنّة.

الذين أخذوا مناهجهم من الفلاسفة و أهل الكلام، و أعجبتهم آراء الرجال و عقولهم لأنهم زخرفوها، بعض المتأخرين الذين درسوا علوم النفس و بعض العلوم الحديثة يزهدون في كتب السلف، و يقولون كتب صفراء، و العتيق في الدين ممدوح بعكس الدنيا. ليس هناك دعوة صحيحة إلاّ دعوة النبي صلى الله عليه و سلم، و الناس لا يحتاجون إلى منهج لا في الدعوة و لا في التربية و لا في التعليم ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني) و لا في معاملة نسائنا و لا أبنائنا و لا في سياستنا كتاب الله و سنّة النبي صلى الله عليه و سلم أغنانا بهما الله عن البدع المحدثة.

لا تجعل قلبك كالإسفنجة، تسمع كل شيء، تقرأ كل شيء، فالشبه خطّافة و القلوب ضعيفة.

على المسلم أن يكون فقيها بالله، فقيها بنفسه، فقيها بدينه. لا يسعى إلا ورا ء ما ينفعه و يقدر عليه.

يـتأمّل جهوده أين وضعها، في خير  و حسنات أم في شر و شبهات. عليه أن يصدق مع نفسه و يهجر أحلام اليقظة.

يقرأ ما تنفعه قراءته، يجلس في المجالس التي ينتفع بها، يصحب من تنفعه مصاحبته، العلماء الحكماء بماذا اكتسبوا العقل و الحكمة؟ بتميّزهم في دخولهم و خروجهم، و كلامهم، اجتنبوا الشبه، لا يخالطون كل أحد، لا يجلسون في كل المجالس، صانوا ا أنفسهم عن كل مالا يجر خيرا، كما قال النبي صلّى الله عليه و سلم:( من كان يِؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) كذلك من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليعمل خيرا أو لا يعمل.

بعض الناس يكون ولاّجا خرّاجا، اليوم تجده مع شيخ و كتاب و مواقف و أصحاب، و غدا يخرج من كل ما كان عليه، ولاّجا في أحوال و علاقات أخرى. مرة تجده متشددا في مواقفه و مرة متميّعا، ليس له قاعدة يبني عليها حياته، لا يستقر على رأي، تجده نهابا يأخذ من هذا و من هذا، إنّها لآفة عظيمة، الواجب على الإنسان أن يكون مختارا لما هو أنسب له في العلم و الدين و الدنيا، و يستمر عليه، و قد رُوي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنّه قال :" من بورك له في شيء فليلزمه" و هذه في الحقيقة قاعدة لمنهاج المسلم، ينبغي أن يسير عليها، من بورك له في شيء فليلزمه، و ليستمر عليه حتى لا تتقطّع أوقاته، يوما هنا، ويوما هنا.

الخطأ يحدث في الناس بسبب الهوى أو الجهل، الهوى ناتج عن مرض في النفس، و ضعف في اليقين، و الجهل ناتج عن ضعف في البصيرة و العلم. نسأل الله السلامة و العافية.

قال تعلى:( هو اجتباكم) الحج 78 أي اختاركم – يا معشر المسلمين- من بين الناس، واختار لكم الدين و رضيه لكم، و اختار لكم أفضل الكتب، و أفضل الرسل، ثم قال عز و جل :( هو الذي سماكم المسلمين من قبل)أي: في الكتب السابقة، أنتم مذكورون و مشهورون، فلهذا لا يليق بالعاقل أن يختار لنفسه الأمور الدنيئة، فإن الأعلى للأعلى و الأسفل للأسفل.

 

Read 1632 times Last modified on Wednesday, 08 July 2015 11:54