(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 14 October 2015 19:22

أطفالنا و القدس

Written by  الأستاذ قيس أبو سمرة
Rate this item
(0 votes)

جلس "عماد" ابن الرابعة عشرة من عمره أمام التلفاز، يقلب الفضائيات بحثًا عن أخبار و تطورات جديدة لما يحدث في المسجد الأقصى المبارك دون أن يعلم ماذا يفعل ؟! ثم صاح قائلاً: "عاوز أروح للمسجد الأقصى .. لمنع اليهود من أخذه مِنّا".

كلمات عماد، الطفل الفلسطيني الذي تعود منذ نعومة أظفاره على مقارعة قوات الاحتلال، و إن كانت عفوية إلاّ أنها تطرح تساؤلات مهمة حول كيفية تربية الأجيال الناشئة على حب القدس و الأقصى، و غرس روح الفداء و التضحية في نفوسها، خاصة في ظل طوفان الفضائيات و الإنترنت التي باتت تشكل عقول الأطفال، بعيدًا عن تأثير الأسرة و غيرها من مؤسسات التنشئة.

أما السيدة رحاب معتصم -ربة أسرة- فتقول:
إن تلك التقنيات الحديثة لم تكن عائقًا أمام ربط أطفالها بالقدس؛ إذ تقول: "لقد اشتريت ألعابًا تكنولوجية لأطفالي على الكمبيوتر، يتعلمون من خلالها مواقف و مواقع ذات علاقة بالقدس و مقدساتها.

و تضيف: "البرامج الإلكترونية جعلت أطفالي يفكرون مليًا بالقدس، و يرغبون في التعرف عليها أكثر، مما دفعني إلى شراء بعض الكتب و القصص و الروايات لأدرسها، و من ثم أعيد روايتها لأطفالي حسب عقليتهم و مستواهم العمري. إضافة إلى أن أطفالي أصبحوا يرسمون أسوار القدس و المسجد الأقصى و قبابه و مساجده".

و تنصح رحاب معتصم الأم العربية بأن تعطي أطفالها مزيدًا من اللقاحات الإسلامية التي تعزز ارتباطهم بالمقدسات و حمايتها.

أما ميس محمود -ربة أسرة- فقد أشارت إلى تجربتها قائلة:
"أحفز أطفالي على مشاهدة برامج تلفزيونية متعددة عن القدس، و أخبرهم بأي تطور يحدث من اعتداء أو انتهاك لحرمة المقدسات، و أزيدهم عن طريق عرض أفلام و نشرات أخبار القدس".

دور المدرسة
أما عن دور المدرسة في توعية أطفال فلسطين و ربطهم بالقدس، فقد سجل عدد من المدرسين استياءهم من المنهاج المدرسي الذي لا يعطي القدس حقها في التناول، بينما يتعلم أطفال اليهود فصولاً كاملة عن تاريخ مزوّر لهم في القدس و حقهم في إزالة الأقصى و بناء الهيكل و طرد العرب.

و يقول مدحت طلب، مدرس التاريخ بإحدى المدارس الرسمية: نحن ملزمون بخطة الوزارة في التدريس، و علينا إنجازها مع نهاية العام الدراسي، و أي تأخير و تقصير يضر بموقف المدرس، و بالتالي لا يوجد وقت حر للحديث عن القدس و الأقصى و ما يتعرض له.

و يضيف قائلاً: أدركنا مؤخرًا بأن علينا الاهتمام بالقدس من خلال الإذاعة المدرسية و خلال أوقات الفراغ، إضافة إلى تكليف الطلبة في مناهج التربية الوطنية و التاريخ بإنجاز أعمال كلوحة حائط و مجسمات عن القدس و الأقصى.

بدوره أشار جمال صبري، مدرس التاريخ، إلى أنه يشعر بالصدمة عندما يسأل الطلبة عن مواقع و أحداث مرتبطة بالقدس، فيجد أن الطلبة لا يوجد لديهم وعي كامل بذلك، إضافة إلى عدم اطلاعهم على الأطماع الإسرائيلية، و ما تقوم به المؤسسات الإسرائيلية في القدس، و ما يجري أسفل المسجد الأقصى من تهويد و حفر أنفاق.

بناء جيل الأقصى
"الأسرة هي العمود الفقري لتربية الطفل و تعليمه حب المقدسات و الوطن".. بهذه الكلمات شدّد الدكتور سلامة جمال رئيس مركز التربية الأسرية على دور الأسرة في تعريف أطفالها و ربطهم بالقدس، لافتاً النظر إلى أنه يجب على الأسرة أن تعمل بجد منذ بداية تكونها على تربية الأبناء على القيم الإسلامية التي من شأنها أن تدفع بالأبناء إلى التعلق بالمقدسات، و تقديم حلول عملية لنصرتها و حمايتها.

و أوضح أن دور التوعية يقع على كاهل كل من الأم و الأب، و إن كانت الأم تتحمل الجزء الأكبر من هذا الدور، فمثلاً يجب عليها أن تجلس مع صغارها، و تحدثهم عن أهمية القدس المحتلة و قدسية المسجد الأقصى المبارك. و يضيف: "يمكن للأم أن تعقد جلسات شبه يومية و بأسلوب القصة الشيقة مع أبنائها تحدثهم مثلاً عن تحرير المسجد الأقصى زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، أو عن فتح القدس و تحريرها على يد القائد صلاح الدين الأيوبي "، كما يمكن أن تقص عليهم مواقف تاريخية بطولية ترتبط بأماكن في القدس، بما يعمق لديهم ارتباط القدس بالمسلمين و تاريخهم.

و يشير الخبير في شؤون التربية الأسرية إلى أن المسؤولية تقع كذلك على الروضة و المدرسة، موضحًا أن المنهاج بالمدارس لا يعطي القدس و الأقصى اهتمامًا كافيًا ليتعرف الطالب على أهمية القدس و قدسيتها، كما ينبغي على المعلم أن يقوم بالوقوف مطوّلاً عند الحديث عن تاريخ القدس و جغرافيتها، و الأدب الذي قام عليها شعرًا و نثرًا، و الحديث عن مكانتها الدينية، و أن يكلف الطلبة بالبحث بعمق عن ذلك.

كذلك فإنَّ الإذاعة المدرسية -بحسب الدكتور سلامة جمال- تُعدّ وسيلة ممتازة لتوصيل أفكار و مفاهيم عن أهمية القدس و الأقصى إلى الطلبة، و لذا يمكن أن يتم تخصيص دقيقة واحدة كل يوم للحديث عن مكانة بالقدس، أو عن موقف يرتبط بالقدس.

و ينتقد جمال المنهاج المدرس حتى في الجامعات العربية؛ إذ إنها تتجاهل القدس و الأقصى، و كثير من الطلبة الجامعيين لا يعلمون أسماء مواقع و أماكن مرتبطة بتاريخ القدس و إسلاميتها.

نصائح عملية
هناك العديد من الوسائل البسيطة التي يمكن للأسرة و المدرسة من خلالها تربية جيل من الأبناء محب للقدس و مدافع عنها، و منها على سبيل المثال:

[1] تخصيص وقت في البيت للحديث عن الأقصى، كما يمكن شراء مجسمات لقبة الصخرة و القدس لكي تبقى أمام نظر الطفل ليكبر و هو يعلم أن هذا المكان حق له.
[2] يمكن أن نقص على مسامع الأطفال وقت النوم قصة تاريخية متعلقة بالقدس و تحريرها، أو عن أي ركن بالقدس، و يمكن أن يصبح ذلك عادة شبه يومية.
[3] تخصيص حصّالة دعماً للقدس.
[4] وضع خريطة لأنشطة مدرسية يقوم الطلاب بإنجازها كنشاط أسبوعي عن القدس.
[5] تشجيع الطالب على الحديث عن القدس في الإذاعة المدرسية.

المصدر: موقع الإسلام اليوم

http://www.muslim-wf.org/News_Details.aspx?Id=594

Read 1908 times Last modified on Friday, 16 October 2015 05:50