عقلنا البشري مذهل حقا، ننسى عبثا أي شئ إلى أن نشتمه من جديد مرة أخرى، نمحو صوتا ما.. إلى أن نسمعه من جديد، نمحو صورة ما من ذاكرتنا إلى أن نراها من جديد. حتى المشاعر التي تخيلنا أننا سحقناها إلى الأبد، تصحو إذا ما عدنا إلى المكان نفسه.. في لعبة الزمن، تمنيت لو أحدثنا أزمنة أخرى. لم يعجبني الماضي، و أحن دائما إلى غد لا وراء أمامه، و أخشى من الحاضر أن يأخذني مني - يوما إثر يوم - أعرف كم تسكنني أحرفه، أما المستقبل، فهو لا يستحق مني الانتظار، فأنا لا أثق به - فكيف أثق بما لا أراه - إلا حين يخرج بثياب الأمس؟ لا قيمة للحياة دون حب، فلا تسأل نفسك عن نوعية الحب الذي تريد، هو دوما روحي أخروي أم المادي الدنيوي فهو محض هراء سيتلاشى مع الزمن؛ فالانقسامات لا تؤدي إلا إلى مثيلتها.. الحب، ليس له تسميات و لا علامات و لا تعريفات.. إنه كما هو نقي و بسيط، إن الذي يحب لا يسأل عن أسباب حبه، و إن سأل فلن يجد سببا واحد كافيا، و إن وجد يكون حبه قد مات أو انتهى! على المرء ألا يختار الأشياء الجميلة و يترك الصعبة، حتى يكون الحب جديرا باسمه. إن التحدي الحقيقي يكمن في محبة الأشياء الجيدة و السيئة معا، حتى يتقبل الحب برمته!!

إن القذارة الحقة هي التي تقبع في الداخل، أما القذارات الأخرى فهي تزول بغسلها..

"نوع واحد من القذارة لا يمكن تطهيره، هو لوثة الكراهية و التعصب التي تلوث الروح، فالحب وحده هو الذي يطهر قلوبنا و أرواحنا، و أعظم الحب هو حب العلي القدير".