(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 29 April 2024 17:27

أيها المسلم: أنت رجعي!!

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

الأفكار المصدرة لنا من الخارج حتى لو كانت صحيحة فهي لا تتناسب مع ثقافة المسلم و لا العربي؛ فنحن لا نريد كلاماً جميلاً يُخفي في جيوبه الكثير من البشاعة، و لا نريد محبة مغلّفة بسَيلٍ من البُغض و لا ثِقة تشوبها شُكوك.. نريد وضوحاً لا يُشاطِرهُ غموض.. نريدُ وجهاً لا يرتدي حشداً غفيراً من الوجوه.. أخبِرونا مِن البداية ماذا تريدون من المجتمع المسلم، حدّدوا مواقفكم؛ فنحن بهذه الأمور جداً نبالي..

المجتمع العربي و المجتمع المسلم لهما ثقافتهما القائمة على الدين و الأعراف و التقاليد و القيم، و لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتجاوزها الفرد، و لو تجاوزها فهو درب من الانحراف و الحيود عن النهج القويم.

إن القيود المفروضة على الفرد العربي و المسلم ليست قيودا على حريته، بل هي قيود على ما من الممكن أن تؤول له هذه الحرية، و على ما يمكن أن تنجزه له هذه الحرية فيما يرغب و فيما هو محرم عليه أن يرغب و مدى قدرة الفرد على التأقلم و التحديد الدقيق للسلوك الأقوم.

المسلمون ليسوا متطرفين و لا رجعيين لكنهم ثوريين إن تعلق الأمر بمعتقداتهم و ثوابتهم، و مقولة أن " الثوري و الرجعي يكرهان الحاضر و يعدانه انحرافا و تشويهاً " فهي مقولة خالية من الدقة؛ فالمسلم منفتح على فكرة التضحية بالنفس فقط للدفاع عن دينه و ماله و عرضه، أين التطرف و الرجعية إذاً؟

إن الخلاف الأساسي في هذا ينحصر في النظرة الى الطبيعة البشرية. يؤمن الثوري المسلم إيمانا مطلقاً بقابلية الطبيعة البشرية للتطور إلى الأفضل. إنه يعتقد أن بوسعه عن طريق تغيير بيئة الانسان و اقامة آليات تعيد صياغته أن ينشئ مجتمعاً جديداً و غير مسبوق في التاريخ كما هو واضح في الحضارة الإسلامية.

الرجعية، تعني أنه لا يمكن لطبيعة الانسان أن تعطى مساحة كبيرة و لا يمكن تطويرها إلى الافضل و ما كان المسلمون هكذا و لن يكونوا.

العودة للتاريخ و تحليل مقومات الحضارة الإسلامية تؤدي إلى فهم أسباب تكون المجتمع المستقر و الصحي؛ فإن أردتم لأي مجتمع أن يقوم، فلا بد من اتباع نماذج الماضي الناجحة، لتستطيعوا التنبؤ بإحياء المستقبل إحياء عظيماً لما كان و ليس فرصة لابتداع ما لم يكن؟!

Read 1110 times Last modified on Wednesday, 01 May 2024 09:20