(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 17 July 2014 08:16

شعوب تكسر قيودها

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)
إن الناظر و المتأمل  في حال الأمة و ما آلت إليه من ضعف و انهيار، و تشرذم و تقطع أوصال، و تفشي فساد و انحدار، و تضاؤل في الانتاج و الأداء الحضاري، و خاصة في القرن الماضي و هذا القرن الوليد، يجد ان الداء المستشري في جسدها هو داء التسلط و الفرعنة، و التوريث الجبري   للحكم، مع تتابع الذراري المتماثلة في الاسلوب و التفكير، مع من سبقها، على حكم الشعوب العربية، و التي خرجت من حروب القرن العشرين  بخفي حنين، و لم تجن غير المزيد من الفرقة و الفقر و الانهزام، و ضياع السد المنيع الذي كان على ضعفه يمثل حاجزا مهيبا في وجه الاستعمار، و هو الخلافة الاسلامية  فتناثرت الامة أمما  و أبتلعها لسنين طوال عجفاء، غول الإستعمار الغاشم و الذي بدا له بعد صراع مرير مع الأمة  أنها لن تقدر على البقاء طويلا في مرابع الإسلام، فآثرت قوى الغرب  الرحيل العسكري و أبقت من استطاعت من دهاتها و تبنت من ارتضى من مفكريها حتى غدو  ابواقا لفكرها الظلامي الماكر،  و غرست في قلب الأمة خنجرا مسموما  و اسكنت لصوصها في بلادنا، ثم مضت تحت ضربات أهل الجهاد مولية غير مأسوف عليها، و عادت الأمة من جديد تسعى للتحرر، و لكن هذه المرة من أبناء جلدتها و من سموا بولاة أمرها و حملة أمانة الله فيها، فسميت مستقلة و هي مستعمرة استعمارا خفيا و سميت محررة و هي مقيدة إلى رحى من كان يستعمرها عسكريا و سميت حرة و هي مازات مكبلة بقيود حكامها و الذين اثبتت حدائق الربيع العربي ان معظمهم دمى متحركة بايدي أربابهم و أولياء نعمتهم  و أنهم مجرد نواطير على ضياع يعتقد الغرب أنهم ملاكها الابديون  و الأنكى و الأدهى أن من يخلف يبز من سبق بالتنكيل و التجبر و الإرهاق لشعبه و أهله و أبناء وطنه، إلا ما رحم ربي.
و حين نهضت الأمة من نوم طال و استسلام مهين زاد عن حده ، و حين صرخت النفوس المضطهدة بوجه جلاديها، تكشرت الحقائق عن أنيابها و أسفرت الليوث عن مخالبها و استأسدت قطعان النعام على أهل الكرامة و أشراف الناس و حراس الحق، و هم حين صرخوا لم يحملوا سلاحا إلا الكلمات و لم يستخدموا للإقناع وسيلة إلا ما ظهر جليا من حقهم المغيب، و لأن الظالم يعرف ان الكلمة قد تغدوا نارا حارقة لضلالاته و بغيه فإن أقصر الطرق لإسكات ألسنة الحق هي التنكيل و القتل و البطش. 
إن الخيار الوحيد أمام الشعب السوري و المصري و الشعوب المقهورة في كل مكان هو المضي قدما في سبيل الحرية و الرفعة لكي ينظر الله إليهم بعين رحمته فقد استحقوها بإذن الله، و إن أحب الاصوات إلى الرب العادل الرحيم هو ذلك الصوت الذي يرتفع في وجه سلطان جائر أن توقف فقد كفاك تجبرا و طغيانا و ظلما و هو كذلك مطالب بألا ينتظر العدالة من المجتمع الدولي فهو أعمى أصم، لا يرى إلا ماتراه عدالة القوى العظمى، و هي عدالة لا تشمل الأمة الإسلامية، و بكل تأكيد لا تستوقفها طويلا قضاياه، لانها تعرف انها هي التي صنعت هذه الدمى و هي التي تكسرها لو بدرت منها بادرة حياة ا و دوران خارج المدار المرسوم لها..و لكن تبقى الكلمة العليا هي كلمة الله {و الله غالب على أمره}
Read 1808 times Last modified on Sunday, 26 March 2017 15:52