(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 11 March 2024 12:19

استقرار الأسر في حسن تعامل أفرادها

Written by  الأستاذة آمنة فداني
Rate this item
(0 votes)

الصحة النفسية و العقلية لا تقل بالنسبة لحياة الإنسان عن صحته البدنية، و ذلك بناء على لما يتركه أصحاب العقول المقفلة من الآثار السلبية جراء تصرفات حمقاء، فأغلب الذين لا يحسنون التصرف مع الآخرين عامة و أسرهم بصفة خاصة، يفتقدون عادة إلى الثقة بأنفسهم، فهم لا يفرقون بين الخلاف كمظهر للتفكير و الوعي و بين العداوة كدليل على سوء التصرف، فالتعاملات الإيجابية بين الأفراد تكون بانسجام الأقوال و الأفعال مع القيم الاجتماعية الجيدة انسجاما قائما على الفهم الصحيح لأهمية تلك التعاملات لسلامة بناء البيت النموذجي المثالي.
إن الزواج عشرة دائمة، فهو رصيد لا يفنى و ديمومته لا تستمر إلا بالثقة و التصرفات المحسوبة و إغلاق منافذ الشر من خلال تطوير المقدرات على التمييز بين مشكلة حقيقية و أخرى خيالية و مراقبة عموم اللفظ و شمول العبارة، فخير المحادثة بين الزوجين أصدقها، فهما محور السعادة للأسرة ككل و محور ارتكازها، فإذا فسدت الشراكة، اضطربت سفينة البيت، تقول الحكمة (تصرف دائما بشكل جيد سوف تسر البعض و تدهش الآخرين).
الإنسان مهما بلغ في العناد و المكابرة، فإنه لا يخلو من نصيب من الخير فيه، قد ينمو يوما ما يتغلب عليهما، فهذه الأشياء تكتسب في مدرسة الحياة و أسرارها.
قال صلى الله عليه و سلم:
(ليس منا من لم يرحم صغيرنا و لم يوقر كبيرنا) رواه الترميذي صححه الألباني.
هذا الحديث جاء بصيغة نبوية تحذيرية إنه ليس على طريقتنا المستقيمة من توجد فيه تلك الخصل، فالنهج الذي سلك به النبي صلى الله عليه و سلم أتباعه ألزمهم بأقوال تترجم عما في القلوب ترجمة صحيحة صادقة يميزون بين الأمور و يوازون بين الأضداد و يتركون ما ينكره الدين لصفاء النفس جمعا للشمل و رأبا للصدع.
وجوب الرحمة للصغار داخل الأسرة و التعامل معهم برفق و روية من دون اللجوء إلى الأساليب الشاذة في التصرف، لأن غير هذا يعتبر ضعفا في الشخصية وعدم النضج الكافي من الناحيتين العقلية و الانفعالية، فالرفق مع المخالف و تقدير ظروفه يثمر أكثر، و المعاملة الطيبة جواز المرور إلى قلوب الآخرين كما تقول الحكمة.
ثم أشار الشطر الثاني من الحديث إلى توقير الكبير و إنزال الناس منازلهم، هنا تظهر نقاط القوة و الضعف في السلوك، فمقياس السمو يتمثل في الضر و النفع، و الواجب أن من تقدم له خدمة نبيلة سواء من قريب أو غريب حفظ لك الجميل و كافأك بمثلها عند حاجتك إليها، فكم من أم أهملت و شردت من طرف أفراد أسرتها، و كم من آباء ظلموا وأهينوا. و تفقد دور رعاية المسنين ليحدثوك بما لا يصدق.
نأمل من أن تنسج بيوتنا على منوال السابقين ليحققوا في مجتمعهم ما حقق في المجتمع الإسلامي الأول.
• ترويض و تقويم النفس على المكارم تتطلب الاستمرار، و لا يتم ذلك إلا عن شعور العبد بالتقصير، فالمشاعر السلبية هي نتائج لطريقة التفكير السلبي يريد من الغير ما له و ليعطيهم ما عليه، فيمكن أن يبني الفرد لنفسه في القلوب مكانة عليا و العكس صحيح .
•الأخلاق الكريمة هي أفضل مناقب الإنسان، بها يظهر معدن الشخص و جواهر القلوب، و القيم الحسنة لا تنبت إلا من قلب سليم و الله قد جعل تعاليم الإسلام أرقى المعارف و أسماها، و علومه أفضل العلوم و أزكاها، لأنها مكملة للحياة بعد أن بلغت الإنسانية رشدها، فإلى متى تظل بعض الأسر في ظمئها و النبع منها قريب؟
• الإسهام في إيجاد أسر مثالية متعاونة متكافلة يسودها العقل و أنس الضمير و رشد الفكر، و تصرف شؤونها عواطف الخير و المحبة و الإنصاف، لو التزمت البيوت بهذا لانقطعت الشكوى وعاشوا في وئام و سلام، فهذه ركائز ثابتة يجب أن تركن إليها كل أسرة.
أليس بحق لنا أن ندعو العقلاء في كل بيت على اختلاف أشكالهم و أنماطهم أن يتدبروا بحق تعاليم الإسلام السمحة في تكوين الأسر التي تجمع بين أفرادها، و تحميهم من خلال إدراك أسرار الحياة، حيث يسعون كلهم لتحقيق مصالح دينهم و دنياهم، يرون الغاية واحدة و إن تباينت الطرق، و المقصود واحدا و إن تعددت الوسائل. يبقى حسن التعامل و الهدوء النفسي و الصفاء القلبي عناوين الاستقرار الأسرى و الاجتماعي ككل، تلك هي ملامح الصورة الجميلة التي نريدها في أسرنا.

الرابط : https://elbassair.dz/23528/

Read 817 times Last modified on Wednesday, 13 March 2024 10:10