(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 13 November 2014 15:04

أليس الصبح بقريب ؟

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

خرجت الأمة الإسلامية من حروب القرن العشرين بخفي حنين، و لم تجن غير المزيد من الفرقة و الفقر و الانهزام، و خاصة بعد ضياع السد المنيع الذي كان على ضعفه يمثل حاجزاً مهيباً في وجه الاستعمار، و هو الخلافة الإسلامية فتناثرت الأمة أمماً، و ابتلعها لسنين طوال عجفاء، غول الاستعمار الغاشم و الذي بدا له بعد صراع مرير مع الأمة التي لا يموت فيها الإباء و لا تنمحي من قاموسها كلمة الجهاد ما دام كلام الله يتلى آناء الليل و أطراف النهار أنها لن تقدر على البقاء طويلا في مرابع الإسلام، و لكن مكر الليل و النهار يسفر دائما عن المزيد من الكيد للإسلام و أهله، فآثرت قوى الغرب الرحيل العسكري و غرست في قلب الأمة خنجراً مسموماً، نبذته كل بقاع الأرض و لم تجد له خيراً من جسد الأمة المنهك المتهالك، في تلك الحقبة السوداء من تاريخ الأمة، تحت مسمى أرض الميعاد، و ما هو إلا وعد ممن لا يملك لمن لا حق له فأسكنت لصوصها في بلادنا، ثم مضت تحت ضربات أهل الجهاد مولية غير مأسوف عليها، و تولى أمر الأمة حكام بكل ألوان الطيف السياسي، و تعلقت الآمال على هؤلاء الحكام على اعتبار أنهم المخلصون الأبطال، فمنهم من وفى بعهده و منهم من نكص على عقبيه، و عادت الأمة من جديد تسعى للتحرر، و لكن هذه المرة من أبناء جلدتها و من سموا بولاة أمرها و حملة أمانة الله فيها، فسميت مستقلة و هي مستعمرة استعماراً خفياً، و سميت محررة وهي مقيدة إلى رحى من كان يستعمرها عسكرياً، و حين نهضت الأمة من نوم طال و استسلام مهين زاد عن حده، و حين صرخت النفوس المضطهدة بوجه جلاديها، تكشرت الحقائق عن أنيابها و أسفرت الليوث عن مخالبها و استأسدت قطعان النعام على أهل الكرامة و أشراف الناس و حراس الحق، و هم حين صرخوا لم يحملوا سلاحاً إلا الكلمات و لم يستخدموا للإقناع وسيلة إلا ما ظهر جلياً من حقهم المغيب، و لأن الظالم يعرف أن الكلمة قد تغدوا ناراً حارقة لضلالاته و بغيه فإن أقصر الطرق لإسكات ألسنة الحق هي التنكيل و القتل و البطش، و ما الذي يمنع حاكماً مثل بشار الأسد أن ينكل بشعبه الذي ورثه عن أبيه؟!؟ و يطمح أن يورثه لولده، أليسوا ملكاً خالصاً له يفعل بهم ما يشاء ؟ أو ليس حاكماً بأمره، متفرد عصره و أوحد زمانه، أي شعب متمرد ناكر للمعروف هذا الذي يرفع عقيرته بالغناء للحرية، و ينادي على رغيف العيش؟ أليس عاراً أن يطالب المملوك بالتحرر من مالكه و ولي نعمته؟ ألا يكفي الشعب السوري فخراً أن يستظل بظل هذا القائد الصامد الذي يقف سداً منيعاً و سيفاً صقيلاً في وجه إسرائيل؟؟ حقاً إن الشعوب هي التي تعتدي على حكامها الطيبون و قادتها المخلصون!!! ألا ترون إلى اليمن السعيد في ظل الرشيد ذو الرأي السديد كيف صارت كل أيامه سعادة و كل لياليه عيد؟ ألم تسمعوا بذلك الزعيم المكافح الذي أفنى حياته لأجل ضفاف النيل و انقض عليه شعبه و أتى على ماله دون أدنى وفاء لجهده و إخلاصه؟
ألا وا عجبا لك أيتها الشعوب الثائرة كان عليك أن تستمري في التسبيح بحمد هؤلاء القديسين و أن تسلمي لهم قيادك لكي تقادي بسلاسة إلى مقبرة الشعوب الطيبة و لكي يسطر اسمك في ملاحم المبدعون كاملة مسالمة وديعة وفية حتى لجلاديها، و ليبقى الأسد الحالي خليفة أبديا للأسد السابق، فكلاهما خريج مدرسة الطغاة، و كلاهما وجهان لعملة واحدة، و أي تغيير يرجى ممن جعلت الأمة كلها ثأرها عليه، و أي رحمة تنتظر من ولد شابه أباه و حاكاه بل و تفوق عليه؟
إن الخيار الوحيد أمام الشعب السوري هو المضي قدماً في سبيل الحرية و الرفعة؛ لكي ينظر الله إليه بعين رحمته فقد استحقها بإذن الله، و إن أحب الأصوات إلى الرب العادل الرحيم هو ذلك الصوت الذي يرتفع في وجه سلطان جائر إن توقف فقد كفاك تجبراً و طغياناً و ظلماً و هو كذلك مطالب بألا ينتظر العدالة من المجتمع الدولي فهو أعمى أصم، لا يرى إلا ما تراه عدالة القوى العظمى، و هي عدالة لا تشمل الأمة الإسلامية، و بكل تأكيد لا تستوقفها طويلا قضاياه، لأنها تعرف أنها هي التي صنعت هذه الدمى و هي التي تكسرها لو بدرت منها بادرة حياة أو دوران خارج المدار المرسوم لها..
لكم الله يا أهلنا في سورية الفقه و سورية الأدب و سورية الأمويين و سورية الفتوح و الحضارة و صبرا فإن النصر مع الصبر و حسبنا الله و نعم الوكيل.

المصدر:

http://www.gerasanews.com/index.php?page=article&id=129968

Read 1893 times Last modified on Wednesday, 08 July 2015 09:22