(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 17 September 2015 09:06

يا قدس يا محراب يا مسجد

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(1 Vote)

طال مدى الظلم و امتدت سنوات الأسر، و ظلت جحافل الظلام تلفك لسنين طوال، و أنت ما زلت انت، محرابا و مسجدا، و قنديل هداية، و معراج شهادة، و وردا لكل ظامىء للمجد ساع إليه، و ماذاك إلّا لأنّك أنت القدس، معراج الانبياء، و منارة الاديان، و مهد الحضارة، و إئتلاق السماحة، و عهدة عمر الفاروق، و أمانة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و بشارته بعودة العدل و الندى و الرحمة و الخلافة الراشدة إلى الأرض على ترابك، و في اكنافك، لتملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

و أي جور يا قدس فوق مانحن فيه؟ و أية هزيمة أكبر من أن تظلي أسيرة شرذمة من شرار الناس، دينهم البوائق، و نهجهم القتل، و حصنهم أعداء الأمة المحمدية في كل بقاع الارض؟ و أية ذلة ترهق كاهل الأمة أعظم مما ابتلينا به من الرهق و الخنوع و المسالمة مع اليهود الذين استباحوا حماكي و شردوا بنيكي و سيّروا التاريخ في مدارهم بالتزوير و السرقة و البهتان؟ {أليسوا قوم بهت}؟ من غضب الله عليهم و لعنهم، و نحن مازلنا نتساءل هل أنت في صميم تاريخنا، و هل القدس بندا في عقيدتنا، و هل تحريرك فرض في أعناق أبناء الأمة الإسلامية؟ بلى و الله لأنت في القلوب عقيدة، و لمسجدك في كتاب الله قبلة و مسرى، ول أرضك في كتاب الله مهبط البركة إلى يوم القيامة>>.

يا قدس أعيانا الرحيل و الانهزام، هلّا قبلت الإعتذار؟ هلّا نظرت إلى الجموع على حدود النهر تهتف بإسمك و بإسم مسجدك المبارك؟ بالروح بالدم بالأحباب بالمهج العزيزة نفتديك، يا أول القبلتين يا ثالث الحرمين، يا منبر صلاح الدين بعد الحرق جددناك، بعد سنين غربتنا و سهوتنا رجعنا، قرآن ربنا يهيب بنا و يبشرنا بخزي يهود، و تتبير ما صنعوا {و ليتبروا ماعلو تتبيرا} نحن و الوعد الرباني على موعد مع الفجر، مع التكبير، مع العودة إلى الله، مع استلهام دروس التاريخ العصي على الزوال، باستقراء السنن الربانية، بمراجعة توجيهات علماءنا الابرار، و لنصغ إلى محمد إقبال و هو يقف في المؤتمر الإسلامي الأول، و قد أحس علماء الأمة المجاهدون بخطر اليهود، و توطئة الانجليز لهم، و تخوفوا قبل عقود مما يحدث اليوم، فعقدوا هذا المؤتمر الذي ضم كبار دعاة الامة و بركتها، من أهل الجهاد و الأدب و الفقه، فيقول: {على كل مسلم عندما يولد و يسمع كلمة لا إله إلا الله أن يقطع على نفسه العهد أن ينقذ الاقصى}، لقد أدرك المخلصون من رجال الأمة و مفكريها بالخطر اليهودي مبكرا، و لفتوا أنظار العالم إليه، و سعوا إلى إجهاض المخطط الصهيوني في مهده، و لكن الإستعمار المتغلغل في جسد الأمة في تلك الفترة، و ماتبعها من مراحل حروب التحرر، و خروج الامة من معاركها منهكة متشرذمة، مبتلاة بالضعف و التقسيم، جعل الأحداث و المحن تتوالى على الامة عامة، و على فلسطين و القدس بصفة خاصّة، فحلت بنا مصيبة الإحتلال الصهيوني، دون أن نعي درس المؤتمر الأول، و دون أن نأخذحذرنا من عدونا، فأمسينا و قد ضعنا و ضيّعنا الأقصى، منبر عزتنا، و ملهم نهضتنا، و مسرى نبينا صلى الله عليه و سلم و محرابه الذي أمّ به الأنبياء عليهم صلوات الله، و بدأنا رحلة البحث عن سبيل التحرير و العودة، و التطهير لهذه البقعة المباركة من أهل الرجس، و غدونا نركض خلف كل صوت، و نسري وراء كل سراب، و تخبطنا ما فيه الكفاية، و تنكبنا جادة الصواب مرات و مرات، و لكن هيهات هيهات، لأمة رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تموت فيها روح الجهاد ما دامت سورة الإسراء تتلى آناء الليل و اطراف النهار.

و ها نحن ننهض من جديد، في كل يوم في رباك على ثراك لنا شهيد، علماؤنا شهداءنا خطباءنا أطفالنا و نساؤنا يستنطقون المجد و التاريخ، يذكّرون بني يهود بيوم خيبر أو قريظة، و ما قريظة بالبعيد.

يا قدس يا محراب يا مسجد، ظلّ شاعر الأقصى يناديك حتى لقي ربه مرضيا إن شاء الله، و مازال صدى صوته يدوي شعرا، يؤكد أنك عقيدة في القلوب و قصيدة في المحافل و خطبة عصماء على المنابر، و غدا تسير إليك الجموع الصامدة الآملة بقرب الفرج الرباني لتقول للطاغوت لا، لن يهدم الأقصى، و لن يحرق المنبر مرة أخرى، و لن تهزم الأمة مرة أخرى، بإذن الله، فغزة دفعت ثمن العزة، و كتاب الله وعدنا بالنصر، و رسولنا الصادق المصدوق بشرنا بالفتح و التمكين، و أمته ماضية للأخد بشروط النصر، و لن يخذلها ربها بإذن الله

يا قدس موعدنا قريب، فالنصر يؤذن فجره بالإنبلاج، حتى و إن ألقت عليك قرون ضعفنا بظلالها، فلم تغب شمسنا بعد، و أمة الإسلام في أجيالها القادمة ألف صلاح، و خالد، و أسامة، و في صفوفها آلاف الأ مناء مثل أبي عبيدة، و قصائد الامل المرجو مازالت تناديكي، أيا قدس موعدنا ضفاف النهر، فارتقبي مسار النهر، حين تخضرّ المواسم، و تصير كل صخوره و غصونه جندا تنادي يا مسلم يا عبدالله، حينها يا قدس نهرع نحو مسجدك المبارك، نحو منبرك المبارك، نصغي إلى العهدة العمرية، و تتردد في اسماعنا خطبة القاضي الفاضل، يوم حررك صلاح الدين، تعبق في سماءك رائحة ماء الورد الذي غسلك به الناصر الميمون، و نطوف في أرجاءك الطاهرة نوصل إليك باقات النشيد التي طرّز بها شاعر الاقصى دواوينه و صارت نشيدا في أفواه الأجيال،

يا قدس يا محراب يا مسجد

و لأجل اقصانا الحزين، تهون كل الغاليات، فداء أول قبلة في الإسلام، كيف يبيع المرء قبلته و مسجده الذي إليه يؤمر أن يشد إليه رحاله و أن يضيء قناديله، و ان يتلوا ما نزل من كتاب الله في افضليته و بركته، {فإن لم تستطيعوا الصلاة فيه فأبعثوا بزيت يضاء في قناديله}

الرابط: http://www.arabrenewal.info/2010-06-11-14-22-29/43450-%D9%8A%D8%A7-%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF.html

Read 1875 times Last modified on Friday, 18 September 2015 07:36