(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Sunday, 06 September 2020 08:20

ثقافة السياحة الداخلية

Written by  عفاف عنيبة

هل كنا في حاجة إلي مبادرة سعادة السفير السيد دي روشي و السيدة كارين روز للتعرف علي جمال بلادنا و المواقع الأثرية فيها ؟

نعم علي ما يبدو، قلما يلتفت المواطن الجزائري لكنوز الطبيعة التي تزخر بها الجزائر، هذا و يستكثر علي القائمين علي السياحة الداخلية بعض آلاف الدنانير التي ينفقها بسخاء في الخارج...

كي نشجع السياحة في أراضينا علينا بالتوجه أولا إلي الأماكن التاريخية و المتاحف و المواقع الجميلة...كي نعلم أبناءنا قيمة بلدهم لا بد أن نزور معهم أهم النقاط في طول و عرض الوطن و هكذا نمكنهم من الإعتزاز و الحفاظ علي تراث عمراني و طبيعي رائع...

فقد باءت بالفشل جل المحاولات للنهوض بالسياحة الداخلية  و الأسباب متعددة، أهمها :

ضعف البنية التحتية، مع ضعف في التكوين و قلة إهتمام بالقطاع مع إنعدام وجود أسعار تنافسية و عزوف عام من المواطنين.

الإنتقال إلي سياحة ذات جودة عالية يشترط أيضا وجود وعاء ملاءم لذلك من نظافة و جمال و هدوء و هذه الشروط معظمها غير متوفرة في محيط غير مبال بآفة التلوث البيئي و الصوتي.

تعلم الحرص علي جمال المحيط و الحفاظ علي التراث العمراني من القصبة إلي لوحات التاسيلي يتطلب غرس ثقافة الإنتماء و التاريخ، نحن لا نجلس لأبناءنا نحدثهم عن أمجاد أبطال مضوا و لا نحي فيهم الإعتزاز بالإنتماء إلي امة إقرأ و لا نشوقهم لزيارة الأماكن الطبيعية و لا نحفزهم للإجتهاد حفاظا علي هذه الثروات. وطنيتنا منقوصة في رأي ما لم نحتفل بجماليات بيئتنا، فنحن نملك أروع المناظر و تضاريس بلادنا متنوعة و ما يتعين علينا فعله : جعل الطبيعة طقس من طقوسنا، معلم ضروري لحياة صحية. 

صعقت عندما علمت بأن سكان منطقة لا ينظفون الموقع الطبيعي إلا في الموسم السياحي و سائر أيام السنة تتجمع فيه القذورات أكرمكم الله !!!

كيف بلغ بنا الجهل هذا الحد ؟

النظافة من الإيمان، ماذا فهمنا من ديننا إن لم نستوعب وصايا النظافة و آدابها ؟

هل نضطر لتسليط اقسي العقوبات  لحمل الناس علي تنقية محيطهم ؟ نسبة التعلم عالية في بلادنا لكن من ناحية الوعي المدني، فصفر علي عشرين.

ينشغل العوام بما قاله هذا و رد ذاك و التجسس علي الجار و الإصطياد في الماء العكر و طبعا ما يزرعه الكبار يحصده الصغار، فصحتهم عليلة و دروبهم تائهة لتصبح عطلة المرء رحلة عذاب.

متي نسعد بزيارة الداخل الساحر دون منغصات و دون مزاج غضوب ؟

كل شيء متوقف علي مدي قيام الواحد منا بما يتوجب عليه و لن يكفي ما لم نستشعر أننا معنيين جميعا ...

Read 989 times Last modified on Wednesday, 21 July 2021 14:29