(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 03 February 2014 08:02

تأملات في الرأسمالية

Written by 
Rate this item
(0 votes)

بعد خروج العالم من حربين عالميتين و هو منهك القوى لم يلتقط أنفاسه بعد حتى دخل في حرب باردة أسفرت عن سقوط أحد النظامين العملاقين متمثلا في النظام الاشتراكي و ذلك قبل حوالي عقدين من الزمن حينها لم نجد من حل سوى الولوج أو اللجوء إلى اقتصاد السوق و أعلنّاها مدوية أن الرأسمالية خيار لا رجعة فيه،  خيار ليس لتعدد الخيارات و إنما لحتمية الموقف و ليس لتوفر ربحه و يقين الازدهار به و إنما تبعية و انقيادا للرابح و إن كان ظالما.

إنها ضريبة النصر، ضريبة مبنية على أن من ليس معي فهو ضدي، هذا النظام الذي كثرت سقطاته و عظمت ثغراته، يودع بالرحيل بعد أن سلب أجيالا قوتها و شبابها بسبب انتهاجه لقانون الغاب فلا حياة إلا للأقوى و لا وجود للضعيف.

هذا النظام الذي ولد على الظلم، و ترعرع في الفساد، و شب على الاستغلال، و كهل على التملك الأناني، و شاخ على اغتصاب الحقوق، و سيموت و قد ترك العالم في حيص بيص كما يقولون.

فقد أسس على الربا الذي حرمته جميع الأديان السماوية و سمت عليه كل القواعد الأخلاقية و مجّته العقول السوية.

نظام أنشأ الاستعمار ليبحث عن أسواق جديدة نتيجة الجشع و الطمع و سرقة المواد الخام، فهو النظام الذي اعتبره الأستاذ " أحمد الشيباني " (الحيوانية التي ينظمها العقل) و قال عنه الأستاذ "محمد البهي" أنه (اغتصب الثروة القومية و سخر المستثمرين في تنمية رؤوس أموال السادة و استنزف الدخل القومي)

و أنا لا اكتب كل هذا لإبطال هذا النظام أو إفساده، فبطلانه يغني عن إبطاله و فساده يغني عن إفساده، و إنما أبعث رسالة لضميرين محورين في الجملة الاقتصادية الجزائرية ضمير يطلق عليه الضمير المستتر و هو الفاعل الحقيقي - و ان كان فعله يأتي من وراء البحار - أبلغه أن وقت السبات قد انتهي و أن وقت فرض الأمور بالقوة قد ولى، فقد بان فشلكم و اتضح ضعفكم و ظهر عجزكم.
و ضمير ثان
اسمه الضمير الغائب و هو يمثل هؤلاء الشباب الكوادر معاقد الأمل و رجال العمل الذين يمكن وصفهم بأنهم يحظون بمعاملة ما يعرف في الفقه الإسلامي بالسفيه و هو الذي "إذا حضر لا يستشار و إذا غاب لا ينتظر" أقول له: قم من نومك و أفق من غفوتك فالوقت وقتك و كل الأمل معلق عليك.

و ما ينفع الخيل الكرام و لا القنا                      ان لم يكن فوق الكرام كرام

فانهض و ابحث عن ما يحسن حالك و يقيم عثرتك فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، و لا يكن اعتمادك إلا على ثوابتك الوطنية و مبادئ هويتك الجزائرية علّنا نرى فيك نماذج ممّن حرر هذه الأرض و حمى هذا العرض و ما ذلك على الله بعزيز "و يسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا"

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.">This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.">sbartaimohamed@yahoo.fr

Read 2060 times Last modified on Sunday, 05 July 2015 21:22