مع مقدم الربيع، يشعر المرء بحيوية الإنبعاث و المتأمل حوله يلمس ذلك في محيطه الطبيعي. تري هل سيعرف عالمنا التململ الحضاري الذي طال إنتظاره ؟ نعيش اليوم مرحلة مصيرية، فالعرض الإجباري الذي تقدم به الرئيس ترامب حول ملف فلسطين وضع أهم الفاعلين في العالم العربي أمام مسؤولياتهم، ها أننا نقف مرة أخري علي إفلاس ما يسمي ب”مسيرة السلام”و كيف تحولت قضية تحرير أرض مسلمة مقدسة إلي إختراق و هيمنة صهيونية صريحة.
فتري كيف سترد الدول المطبعة مع الكيان الغاصب ؟ هذه المرة بيانات التنديد و الرفض لا تنفع. ترامب و جماعته مصممين علي تنفيذ خطتهم الجهنمية و إن لم نقابله بسياسة ردع حاسمة، فعلي العالم العربي الإسلامي السلام.
لا يجب الإستهانة بما يدبر لنا، ستنعكس تداعيات ملف فلسطين علي كل الدول العربية و المسلمة و لا أحد سينجو من عملية التدجين و الترويض التي يخطط لها الأعداء. ففكرة السلام مع العدو الصهيوني مكنت الإنجيليين و الصهاينة من مرادهم ألا و هو منع أي تجمع إسلامي من الإنبعاث حضاريا. هذ و الحسابات الضيقة للحكام أخذتهم إلي باب مسدود، أرادوا أسهل المخارج و إذا بهم يتنازلون عن كل شيء و جاء الوقت ليتنازلوا أيضا عن سيادة أراضيهم، و من المنطقي أن يفضي الحل الجزئي إلي مزيد من الإنحدار و الإنحطاط و التخلف، و لن أبالغ إن قلت بأن ردة فعل نظام التجزئة العربي هذه المرة يقرر مصيره و الإصرار علي السلام مع عدو صهيوني غاشم يعني أمر واحد : الإنتحار.