يهمكم

تدعم الهجرة الإقتصادية العدو

بقلم عفاف عنيبة

في لقائي مع تلاميذ سنة أولي ثانوي علوم، أحد التلاميذ عبر عن رغبته في النجاح في البكالوريا و مواصلة مشواره في الخارج و الهجرة الإقتصادية، فلاحظت له ما يلي :

إذا ما كان العلم الذي ترنو التخصص فيه غير موجود في الجزائر فلا بأس من تسجيل نفسك في إحدي الجامعات الأجنبية لكن حينها سنحتاج إلي علمك و لا بد لك من العودة إلي الجزائر، ففي الظروف الدولية الحالية الهجرة الإقتصادية باتت مرفوضة ثم لم الهجرة إلي بلد غربي تدعمه بعملك هناك ضد بلدك الأصلي و لم تدفع ضرائب مختلفة تستغل لصنع أسلحة يقتلون بها أهلك في فلسطين و غيرها ؟

فلا يجب الإغترار بأنماط المعيشة في الغرب اللاديني، فهم يعيشون أزمات متعددة و متداخلة و المسلم بينهم عدو و مهما يطول به المقام في بلاد الغرب، فهو أجنبي عدو، هذا و من غير المقبول أن تنفق دولتنا ملايير علي التعليم ليهرب أبناءنا بشهاداتهم إلي الغرب ليستوطنوه. فتفكير أبناءنا في الهجرة الإقتصادية و هم في هذا السن الغض و لا يحيطون بكل الفرص في بلدهم الأصلي هذا فعلا أمر مثير للقلق.

فالتقييم اليوم مادي بحت، يبحثون عن الراتب و المزايا المادية و يتناسون أن العيش يتطلب تدافع و تجاوز الصعاب بعزيمة من فولاذ و صبر و العمل علي إفادة بلده بعمله و علمه. فمثل هذه القيم مغيبة في تربية و تكوين الأجيال. أذكر قول أحد رجال الأعمال الجزائريين المتغربين ” لا بأس من التعامل مع صهاينة يهود، المهم و الأهم بالنسبة لي النجاح في مهنتي.” فمثل هذا الموقف المغلوط أدي بنا إلي الهاوية إلي قاع الهزيمة أمام عدو صهيوني محتل.

لا مخرج لأي خريج سوي البقاء في بلده و العمل علي الإرتقاء بنفسه و بوطنه، ليس هناك بلد خالي من المشاكل و الصعوبات، فالوضع الإقتصادي للشاب إن لم يرتبط بقيم روحية سامية، و إن لم يقترن برغبة صادقة في إفادة بلده و مجتمعه، فما الفائدة من علمه ؟

ليس هناك افضل من الوطن، هذا الوطن الذي ضحي من أجل تحريره الملايين و هم من وراء حجاب الموت يأملون في رؤية أحفادهم و أحفاد أحفادهم ينهضون بالجزائر و أمة الإسلام حضاريا و صون أمانة غالية.

فمواجهة الصعاب و مقارعتها تفيدك في بلدك و تنفعك و تنفع محيطك و هكذا يحصل التغيير الإيجابي و أما بلاد الغربة، الغرب خاصة فالنجاح هناك له طعم الخيانة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى