“فريدريك ويري: في الواقع، نعم. لقد فشلت حكومة بايدن في استخلاص العبر من الاتفاقات السابقة، التي تجنّبت عمدًا اتّخاذ قرارات سياساتية حازمة من أجل التصدّي بشكلٍ مباشر لجذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. و كرّرت المساعي الرامية إلى تطبيع العلاقات بين السعودية و إسرائيل المقاربة الخاطئة نفسها من خلال إعطاء الأولوية للاتفاقات الإقليمية بدلًا من جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فقد اعتقد المسؤولون في الإدارة الأميركية أن الاتفاق مع السعودية سيكون مختلفًا نوعًا ما، آملين أن يقدّم السعوديون اقتراحًا جديدًا، و أن يشكّل احتمال التطبيع مع هذه الدولة العربية المؤثِّرة، و ما يرافقه من مكاسب اقتصادية و رمزية متوقّعة، حافزًا كافيًا لتليين الموقف الإسرائيلي تجاه إقامة دولة فلسطينية.”
يونغ: ماذا تُخبرنا مساعي واشنطن الرامية إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل عن التفكير الأميركي حيال المنطقة؟
ويري: تعكس الجهود الحثيثة المبذولة في سبيل إبرام الاتفاق قراءةً سطحية لمشاكل المنطقة وتحدياتها الكثيرة، واعتقادًا مغلوطًا بإمكانية معالجتها من خلال اتفاقات دبلوماسية كُبرى بين النخب.”
ذكرني بالنهج المخالف لإيران في ملف تأمين أمنها القومي….لم تعتمد علي روسيا و لا علي كوريا الشمالية بالرغم من وجود تعاون لا بأس به بينها و بينهما.
فالنظام السعودي منذ إنشاءه بشكل إصطناعي في شبة جزيرة عربية كانت تعيش مرحلة تغييب عن الساحة الدولية لم يطور نفسه بحيث لا يكون في حاجة إلي أحد…لا إلي حلف مع أمريكا روزفلت و لا حلف مع الصين…
نظام التجزئة العربي هش إلي أبعد الحدود هذه هي المفارقة، فكيف لم تقدر عليه شعوبه لتطيح بانظمة حكم فاسدة ؟
لسبب أراه بليغ :
كيف لشعوب و نخب فاسدة تتبني إيديولوجيات متنافرة متضاربة و متعارضة مع دينها، التغلب علي أنظمتها الفاسدة ؟
فالمحلل و الخبير السياسي الأمريكي فردريك ويري أحسن توصيف الجهل المتعمد للإدارة الأمريكية و التي ما فتئت إظهاره في ملف فلسطين و العالم العربي و الإسلامي ككل.
لا تحسن شيء واشنطن مثل القفز علي الحقائق علي الأرض و علي حقائق التاريخ و النتيجة يدفع ثمنها الفلسطيني و اللبناني و العراقي و القائمة طويلة…
www.natharatmouchrika.net/home