
كنت طفلة رضيعة عندما عشت حوالي عام في باكستان ثم عشت ثلاث سنوات في أندونيسيا و كان عمري حينذاك 9 سنوات. أبقيت علي علاقة طيبة مع عالم آسيا الساحر بعد مغادرتي النهائية للقارة و إن كنت رجعت إلي آسيا في 2004 و 2017 عبر إقامتي في دولة إيران.
و حرصي ذاك كان سببه شدة تأثري بسنوات الطفولة الآسيوية، لهذا من حين إلي آخر أراجع إعلام أندونيسيا و ماليزيا و صدمت حقا عند ملاحظتي أمر عجيب مؤخرا، ما هو ؟
تصفحت جريدة ماليزية بحثا عن مقالات و فيديوهات لم يجري من عدوان في غزة، فلم اجد شيء !
في الباديء لم أصدق و ظننت أنني غفلت علي عناوين المقالات لكنني عدت إلي غلاف الجريدة فوجدت في زاوية مقال صغير عن الإبادة في غزة و فقط و كل صفحة الغلاف و بقية صفحات الجريدة من أراء و سياسة و إقتصاد إلخ لا شيء عن معاناة إخواننا !
ماذا فعلت ؟
راجعت عناوين صحفية أندونيسية، نفس الشيء يفردون مساحة ضيقة لمتابعة ما يجري في غزة و كأن غزة موجودة في كوكب آخر. تعجبت من لامبالاة إخواننا في العقيدة في آسيا ثم تذكرت كلمات مواطن ماليزي عن الأوضاع في فلسطين و العالم العربي.
ماذا قال ؟
“أعتقد بأن العرب أخطأوا عندما سجنوا قضية فلسطين في إطار قومية عربية عقيمة، و بت علي قناعة بأن فساد الأنظمة العربية لن يحرر فلسطين مما عليه من ظلم و إحتلال صهيوني. بدون ذكر الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني الذي يخدم أجندة الأعداء الصهاينة أما نحن في آسيا فلدينا هموم حضارية بالدرجة الأولي و بما أن العرب إحتكروا قضية فلسطين فلهم ذلك و لنا هم البناء الحضاري.”
أظن أن الرجل محق و منطقه صواب.