الحركة الإسلامية في العموم موجودة بالجزائر من قبل الإستقلال و افضل من جسدها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين برئاسة فضيلة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس….لكن :
ما وقع بعد سن دستور 89 غير مفهوم.
عدت إلي أرض الوطن بشكل نهائي في 87 حينها كنت علي علم بفساد بارونات جبهة التحرير الوطني
ثم جاء 5 اكتوبر 88
قرر علي إثرها الرئيس الشاذلي بن جديد و من وراءه من الجماعات النافذة بفتح المجال السياسي لتعددية كارثية، في الإسلام لا وجود للتعددية الحزبية المعادية لشرع الله و أبتلينا بأحزاب تطالب بعلمانية متطرفة إلا أن هذا ليس موضوعنا اليوم.
أريد التركيز علي الإسلاميين ما بعد أكتوبر 88
فجأة ظهرت جماعات إسلامية خرجت من تحت عباءة رابطة الدعوة الإسلامية التي تأسست في فبراير 89.
و تأسست أحزاب تدعي إسلامية الطرح و الإنتماء
نفس الأحزاب إنقسمت علي بعضها البعض و كانت هناك حركة إنشطارية نتج عنها ظهور أحزاب بنفس الإنتماء و تناحر من يعتبرون أنفسهم بزعماء إسلاميين فيما بينهم و كل أحد يدعي أنه الأفضل و الأصح.
و الأخطر أن حزب مثل جبهة الإنقاذ الجزائرية و بالرغم من أغلبيته في الإنتخابات المحلية لم يقوم بقراءة متبصرة لواقع الشعب الجزائري.
و لا أحد من الإسلاميين إنتبه إلي أن مفهوم الديمقراطية لا يفهمه جل الشعب الجزائري الذي لم يطالب بتعددية حزبية بل بحكم عادل يحاسب فيه بارونات جبهة التحرير الوطني.
لا احد من الإسلاميين أدرك ان الجزائر لم تكن بحاجة إلي جبهة الإنقاذ الإسلامية و لا إلي جبهة التحرير الوطني إنما كشعب كنا نريد حكم عادل و الذي من مهامه القضاء علي الفساد و المحسوبية و كل الآفات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية.
ثم أي مصداقية للإسلاميين و هم لم يجسدوا وحدة صف و لا رؤية تضع حساب لكل الجزائريين ممن يجهلون مضامين الإسلام بمقتضي نظام إشتراكي علماني لأكثر من 25 سنة.
لم افهم لماذا قفز الإسلاميون علي معطيات ظاهرة للعيان و دخلوا المعترك السياسي و لا احد كان جاهزا لوجودهم و لا للدور الذي لعبوه و فشلوا فيه ؟
و الآن أبتلينا بإسلاميين منقسمين إلي مذاهب و إلي مدارس و إلي جماعات…
العالم المدخلي مثلا يطلب منا نحن الجزائرين عصيان الله بطاعة الحاكم العاصي و الكافر بشرع الله مع العلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
إنقسم الإسلاميون و ضاع بينهم الشعب الجزائري الذي أصبح ينظر للدين نظرة سلبية جدا.
بل خرج علينا مدني مزراق يذبح و يقتل جزائريين بإسم ماذا يا رب العالمين ؟
نعم نجح الإسلاميون في الجزائر ، نجحوا في تنفير كل الجزائريين من الدين الإسلامي
لا وجود لإكراه في الإسلام
فبموجب إسلام المرء يطبق
و إن ظلمت السلطة الوضعية لا عذر للإسلامي في أن يخرج عن الصف و يعلن الحرب علي دولة بأكملها.
الظلم ظلمات يوم القيامة
السلطة الوضعية تجهل دينها أو تعادي الإسلام فهذا ليس مبرر كاف للإسلامي الذي يدعي معرفته بالإسلام و ينساق وراء جرائم القتل و الخطف و الحرق و السرقة فمعارضته باطلة و الويل له يوم الحساب…
بالمختصر المفيد الحركة الإسلامية بعد 89 غرقت في مستنقع الجهل و الذاتية و الحسابات الضيقة و الإنتهازية و دفعنا الثمن غاليا غاليا جدا من جراء إنحراف الإسلاميين.