كنت أستمع إليها بإنتباه.
إلتقيتها من عام و جلسنا حول فنجان قهوة.
-تصوري قال لي أنه كرجل لن يوفر سكن لزوجة المستقبل بل عليها هي أن تأتي ببيت. نظرت له بإستهجان بالغ و قلت له :
-أنت مخطأ، القوامة في ديننا تفرض علي الرجل النفقة و السكن…فقاطعني ساخرا :
-عجبا إمرأة عاقلة مثلك تتكلم عن الدين، الإسلام لا يعني لي شيء ! فأنا أعيش وفق منطقي و عصري!
ماذا فعلت ؟ تجاهلته تماما و غادرت المكان.
تنهدت لتضيف :
-عائليا يضغطون علي كي أقبل بمثل هذا الصنف من الذكور، لكنني عفاف أرفض ربط مصيري بإمعة، تربيت علي رؤية سليمة لدور الرجل كأب و زوج و أخ و إبن لكن الواقع اليوم يناقض قناعاتي، فمفاهيم المساواة و تحرر الرجل و المرأة من اي قيد أخلاقي حكم علي بالعزوبية. هذا و قوانين دولة الجزائر كافرة بشرع الله فرضت مساواة ظالمة، حملت المرأة ما لا تستطيع تحمله بينما الذكر فلا يحتاج إلي الزواج، نراه يعيش من اجل إشباع شهواته و نزواته و يرفض تحمل أي مسؤولية ناحية نساء بيته. الجيل الجديد في الجزائر متشبع بقيم لادينية تفرغ حياته من أي مرجعية أخلاقية سامية.
لم أقل شيئا، مقارنة بالشابة التي كانت تبوح لي بهمومها، فأنا في الستين من عمري، لازلت أعيش بتصور واضح لدور الرجل في الإسلام، و لم أتاثر بموجات التحرر العلماني و المساواة الكافرة و من زمن طويل وقفت علي حجم الدمار الذي احدثته قوانين الدولة الجزائرية و كيف أن الدستور الجزائري سوي تماما بين الرجل و المرأة و كيف أنه نفي علي الرجل اي مسؤولية ناحية نصفه الثاني.
كنت اصغي إلي هذه الصديقة الشابة الجزائرية المحتارة في أمر مجتمع يريد تكليفها بما لا تقدر عليه نفسيا و ماديا …إكتفيت بالإصغاء و فقط…ماذا كان بوسعي قوله لها و لم يكن بإمكاني مواساتها…عندما تغيب الشمس يسود ظلام النفس الأمارة بالسوء….
www.natharatmouchrika.net/home