يحسد الفرنسيين الصحة الجيدة للإقتصاد الإيطالي، فمديونية فرنسا مع نسبة تضخم معتبرة لغمت العودة إلي توطين الصناعة الفرنسية في بلادها. علي خلاف فرنسا، إيطاليا راهنت كثيرا علي الشركات الصغيرة و متوسطة الحجم و بلغ بها الأمر أنها تتفوق علي الولايات المتحدة الأمريكية في عدد الرجال الآليين الذين يسيرون مختلف صناعاتها.
فعدد الربوتات في إيطاليا 23 ألف و أما عددهم في أمريكا فلا يتجاوز 14 ألف ربوت. و لا يزال الصناعيين الإيطاليين يعملون بذهنية الشراكة العائلية لضمان تسيير جيد للإدارة و توزيع جاد للأرباح. و قد اثني خبراء الإقتصاد علي روح الإبتكار الإيطالية و مسايرة التغيرات في مجالات عدة و تفوق الصناعي الإيطالي في هذا المضمار له طبعا إنعكاس إيجابي علي الصادرات الإيطالية. فهم أدركوا بأنه لا فائدة من صناعة تقليدية و عليهم بالمغامرة في ميادين أخري تسمح لهم بفتح أسواق جديدة و تلبية أذواق الإيطاليين.
التنويع و الجودة و ضمان سلسلة الإنتاج و التوزيع، هذه مفاتيح نجاح الإقتصاد في العموم، و الإتجاه العام حاليا علي المستوي الدولي ينحو منحي إعادة توطين الصناعات في دولها الأصلية و هذه الخطوة أكدت عليها رئيسة الوزراء الإيطالية بإنذارها مجموعة ستيلانتيس و مطالبتها بإعتماد الداخل الوطني عوض التوسع في الخارج. و مجيء ترامب إلي الحكم سيعزز من مطلب الحماية الذي أصبح ضرورة لدول مثل أمريكا أمام منافسة صينية شرسة.
أي كان أداء الإقتصاد الإيطالي فوتيرة النمو في أي بلد ترتبط أولا و أخيرا بصناع القرار في المجالين السياسي و الإقتصادي، و إيطاليا بالرغم من ضعف مواردها المادية، إختارت لنفسها نهجا أثبت نجاعته …