زرت مصلحة إدارية مؤخرا فوجدت تطور إيجابي، بحيث خصص شباك لذوي الإحتياجات الخاصة، إنما الكثير و الكثير لا يزال غير متوفر لهذه الفئة الهامة من المجتمع. فنظرة الجزائريين ناحية هذه الفئة فيها قدر كبير من الحيف و شفقة في غير محلها.
فإما إستصغار هؤلاء المعاقين أو التبرم أو التحسر علي حالهم. فهل حقا هم في حاجة إلي كل هذه السلبية من مجتمع لا يرحم ؟
طبعا لا. أول ما يتوقعه منا المعاق معاملة متساوية مع الأصحاء. لا يريدون لأنفسهم إلا ما يتمناه الإنسان السوي لنفسه، فنحن لم نفهم بعد قيمة الإيجابية و أن ينفع الإنسان نفسه و غيره بدون تحفظات أو إحتراز.
لهذا ذلك الإعتقاد السائد و الذي يدعي عدم أهلية ذوي الإعاقات لممارسة نفس الأعمال و النشاطات ككل الناس، فيه إستهانة كبيرة بقدراتهم و لعلهم يفوقون الأصحاء في مجالات عديدة، فالله عز و جل رحيم رحمان، لا يبتلي عبد بأمر إلا ليعوضه بملكة أخري. نحن نعيش في عصر أتاح للإنسان الكثير من السبل ليفيد مجتمعه و ككل شرائح المجتمع، ذوي الإحتياجات الخاصة قادرين علي القيام بدور فعال في محيطهم و الإرتقاء بأنفسهم و غيرهم. هم فقط يحتاجون إلي معاملة منصفة بدون أحكام مسبقة و تمكينهم فعليا بعيدا عن الخطب الرنانة من النشاط و العمل.