كنت في تونس في 1984، في ساحة معهد بيت الحكمة و فجأة سمعت أحد الزملاء يقول “الإيرانيون أشرار، إنهم يمعنون قتلا في إخواننا العراقيين.”
تظاهرت بأنني لم أسمعه. تمر السنين و فد لاحظت تعاظم مشاعر الإنقسام و الفرقة بين العرب و المسلمين، فالعربي السعودي لا يطيق العربي اليمني و هلم جرا…
يدعون الإسلام و يكرهون بعضهم بعض إلي حد التقاتل…و نري بعض المواطنين الأقلية في الإمارات يعتبرون أنفسهم من طينة اخري غير طينة البشر…يتكبر المصري علي السوداني…و السوري يكره الإيراني …
و كم ينزعج بعض القراء الكرام من قلم عفاف عنيبة التي تكتب بضمير نحن المسلمين أي نحن الإيرانيين الأتراك، الأندونيسيين، الماليزيين، السينغاليين، النيجريين، الباكستانيين. قلمي لا يفرق وفق المذهب أو الجنسية…
ما يهمني منذ صغري بث أسباب الوحدة بعيدا عن الشوفينية و التعصب لجنسية ما…إن لم نتعالي عن الخلافات و قد كنا أمة واحدة في زمن رسول الحق عليه الصلاة و السلام الذي جمع تحت خيمته العربي الفارسي، الرومي، الإفريقي و ذكرهم دوما برابط العقيدة الرابط الأقوي و الأهم…
ما يؤلم الإيراني يؤلمني و ما يؤلم السوداني يؤلمني و ما يؤلم الفلسطيني يؤلمني، فالمسلم أخ المسلم و أما الجنسية فلا تعني شيء…
و يهمني القول بأن الوضع الحالي ينذر بأسوأ المخارج من فرط إنتشار الإنقسام و التباغض و كيف أن السعودي يري في مصائب الفلسطيني خيرا له و كيف أن أبناء بلد عربي ما يرون وجودهم و مصيرهم مستقل تماما عن إخوانهم في العقيدة في مختلف أصقاع العالم الإسلامي و آخرون هم مواطني بلد واحد لكنهم يهتمون بالإنتماء القبلي و العروشي علي حساب رابط العقيدة، فاي حاضر و أي مستقبل لهؤلاء و هم علي هذه المواقف و المشاعر و القناعات السلبية و الغير الإسلامية ؟
نجحت آلة التفرقة و منطق فرق تسد و تمكن منا أعداء ربنا تعالي. و حتي علماء الدين الإسلامي لعبوا دورا سلبيا بتأجيج مشاعر الكراهية المذهبية و العرقية و النتيجة، اليوم نتفرج علي إبادة إخواننا في فلسطين بلا حراك بلا أدني ردة فعل …فأضعف الإيمان قطع صلتنا بكل مظاهر حضارة معادية لوجودنا كمسلمين لا نقدم عليه…
السلام عليكم و رحمة الله
الوضع حقيقة يدمي القلب لكن ما عسانا نقول و قد جعل بأسنا بيننا شديد