في هذه الصبيحة، كنت في جلسة إستماع إلي تلاميذ ثانوية المقراني نهائي علوم، محاسبة و تسيير حوالي ثلاثة أو اربعة اقسام.
كان تطوع مني لأقوم بتقديم لهم درس توجيهي و كانت حصة ثرية بأتم معني الكلمة : إستمعوا إلي و إستمعت إليهم.
أكثر ما هالني انهم لا يملكون وقت للترفيه عن أنفسهم.
من الثامنة إلي الرابعة و الخامسة مساء مع ساعة نقل أي السادسة و نصف وصول إلي البيت، مراجعة و تمارين و يوم الجمعة و السبت دروس خصوصية.
هذا و الذكور حازوا علي حصة من إهتمامي كونهم واعين تماما بإمكاناتهم و كيف انهم في سن تخولهم تقرير مصيرهم الدراسي و المسيرة العلمية و التطلع إلي عمل مستقبلي، فكان تدخلهم ينم عن وعي و تصميم و هم مدركين لنقاط ضعفهم و نقاط ضعف أساتذتهم و كيف أنهم حريصون علي التحصيل العلمي لكنهم أحيانا يصطدمون بطرق تعليم و تلقين غير مجدية و لا يفهمونها و يصعب عليهم تبليغ ذلك الأساتذة، لأن هؤلاء مشغولين ببرنامج لا يسمح لهم بالتوسع أو الشرح الواف و طبعا هنا تنشب الصعوبة و الخلاف في وجهات النظر بين التلاميذ و الأساتذة.
حاولت جهدي لأكسر نمطية الرؤية للعلاقة بين التلميذ و أستاذه بالقول لهم ما يلي :
طيب لا أشكك في نواياكم الصادقة في الإجتهاد و النجاح في الإختبار النهائي و بين قوسين تعاملوا مع إختبار البكالوريا ببساطة شديدة لا تضخموه في مخيلتكم و ذهنكم، إنه إمتحان نهاية السنة و كفي. إن نجحتم فيه، فهذا إجتهاد و تفوق منكم و إن لم تنجحوا بإمكانكم إعادته أو التوجه إلي إختصاصات أخري متوفرة خارج النسق الأكاديمي.
أما علاقتكم بالأستاذ لا يجب أن تكون الند للند، فلا بد من إحترام مسافة بينكم و بين الأستاذ و المشكلات التي تعترض محتوي الدرس، هونوا منها بالمراجعة مع مجتهديكم أو لينقل إنشغالاتكم رئيس القسم للأستاذ بلغة مهذبة و اظن أن الطاقم التعليمي سيتجاوب معكم إن كان نهجكم معه علي قدر من الإحترام و تقدير جهوده معكم.