إحدي أهم التوصيات التي تميز بها القرآن الكريم، مخاطبة أولو الألباب “تدبروا الآيات المبثوثة في الكون”. و من بين هذه الآيات : الطبيعة الخلابة لكوكب الأرض.
إحدي الأسباب التي ساهمت بشكل فعال في شفاء زوجة ولي العهد البريطاني من المرض الخبيث السرطان بإعترافها، كانت ” الطبيعة بغاباتها المترامية الأطراف.”
في الجزائر، قلما نهتم بالبعد الطبيعي، نتذكر الغابات عند إندلاع الحرائق و لا نعمل علي الحفاظ علي التنوع البيئي. شخصيا عشت طوال حياتي مرتبطة بالطبيعة، من أندونيسيا إلي تونس إلي الجزائر، فالإخضرار الهواء الذي أتنفسه يوميا، و ما أراه في وطني محزن حقا. عمل المجتمع المدني ضعيف جدا، لا نكاد نلمس جهود الجمعيات البيئية القليلة في مساحة أرض شاسعة. لا يملك المواطن وعي بيئي، فتعامله مع الطبيعة عدائي صرف، فكم الأوساخ المنتشرة في الغابات و الحقول و الشواطيء مخيف حقا.
بينما ليس هناك أفضل حليف للإنسان مثل الطبيعة، و إستشعار ذلك ملموس غير أنه مغيب في الذهنيات السائدة. علي مستوي الأداء الحكومي فالشعارات تطغي و أما العمل قي الميدان فهو ضئيل بالنظر إلي التحديات الجسيمة، فنحن نخسر يوميا مساحات من الطبيعة، و حملة السد الأخضر غير كافية لربط المواطن بمحضنه الطبيعي. في الغرب، تبني المستشفيات في أماكن خضراء و غرف المرضي تطل علي الغابات و الأنهار و المروج، فهم أدركوا قيمة الطبيعة في التوازن النفسي و الصحي للإنسان و جل البيوت المستقلة تزود بحدائق و هذا غير وارد في بلادنا. فالإنسان الجزائري فاقد للراحة النفسية التي تمنحه إياها الطبيعة، مضغوط من كل الجهات و يتجاهل حجم الأذي الذي يلحقه بالبيئة الطبيعية. و لم تساهم البرامج التعليمية في غرس ثقافة التواصل مع الطبيعة و إحترامها و الحفاظ عليها.
الأمر الإلهي واضح، فمتي نعي أهمية و وزن الرئة الطبيعية في حياتنا اليومية ؟ و إلي متي تقاعس كل المتعاملين الإجتماعيين و إهمالهم القاتل لقضية خطيرة مثل العيش في إنسجام مع الطبيعة ؟