بوركينا فاسو[ا] هي دولة غير ساحلية في غرب أفريقيا، تحدها ستة دول هي مالي من الشمال، النيجر من الشرق، بنين من الجنوب الشرقي، توغو وغانا من الجنوب و ساحل العاج من الجنوب الغربي. تقع ضمن دول الصحراء الكبرى في أفريقيا. تبلغ مساحتها 274,200 كم2، و يبلغ عدد سكانها 21,510,181 نسمة و تعتمد على الزراعة في اقتصادها، و من أهم منتجاتها الفول السوداني، القطن، الذرة، الدخن، السورقوم، الأبقار، الماعز و الضأن.
و تعتبر مدينة و اغادوغو أهم مدن البلاد و هي العاصمة، تأتي بعدها مدينة بوبوديولاسو.
جغرافيا
الموقع
توجد بوركينا فاسو في نطاق غربي أفريقيا، و هي دولة داخلية و لا سواحل لها، و تقع بوركينا فاسو في الغالب بين خطي عرض 9° و 15° شمالاً (توجد منطقة صغيرة شمال خط العرض 15°)، و خطي طول 6° غرباً و3° شرقاً، تحدها مالي من الشمال و الغرب و ساحل العاج و غانا و توجو من الجنوب، و بنين من الجنوب الشرقي، كما تقع جمهورية النيجر في شمالها الشرقي، و منافذها إلى العالم الخارجي من ساحل العاج و غانا، و تبلغ مساحة أرضها (274,200 كم). و عاصمتها وجادوجو في وسط البلاد، و من مدنها كودوغو وجاوا، و بنفورا، و بوبوديولاسو.
السطح
أرضها هضبة من الصخور النارية و المتحولة، تغطيها الصخور الرسوبية، و تنتشر فوقها بعض القمم و الجبال الانكسارية، و أعلى قممها جبل رتناكويرو (747 متراً)، و تجمع أرضها أودية نهرية عديدة، و يصرف معظمها إلى نهر فولتا مثل فولتا الأبيض و فولتا الأحمر و فولتا الأسود، و تنتشر المستنقعات في المناطق المنخفضة مثل مستنقع (جوروما) موطن ذبابة (تسي تسي) الضّارة.
المناخ
مناخ بوركينا فاسو من النوع المداري، ممطر في الصيف، و جاف في الشتاء، يقل المطر في الجنوب الغربي و يزداد في الشمال الشرقي، ترتفع حرارته في الصيف، و هكذا يتميز مناخها بفصلين، شتاء جاف، و صيف مطير يمتد من يونيو إلى سبتمبر، و تغطي حشائش السافانا و الشجيرات مساحة كبيرة من أرضها.
التاريخ
كانت بوركينا فاسو منذ القرن الحادي عشر أو الثاني عشر قسماً من ممالك مستقلة عُرفت باسم ممالك موسي و هم: مملكة تينكودوجو و مملكة ياتنجا و مملكة واغادوغو، تصدت تلك الممالك لهجمات ممالك الشمال و من ثَم خضعت في نهاية القرن الخامس عشر لسيطرة إمبراطورية سونغاي حتى عادت تلك الممالك بعد سقوط سونغاي و ظهرت أيضاً إمبراطورية كونغ و مملكة جويريكو في الجنوب الغربي و هي ممالك إسلامية تكونت بعد تفتت مملكة مالي، حتى خضعت أخيراً للاستعمار الفرنسي أيام تقدمه في أفريقيا عندما وقّع مع ممالك موسي معاهدة في سنة (1314 هـ –1896 م)، و ضمت لمستعمرة السنغال العليا، ثم أصبحت مستعمرة منفردة في سنة (1335 هـ – 1916 م)، و عرفت بفولتا العليا. و عندما قام المسلمون في فولتا العليا بمحاولات لنيل إستقلالهم (فتتوا) أرضهم فوزعت على ساحل العاج و مالي و النيجر، و في سنة (1385 هـ –1947 م)، استعادت فولتا العليا وحدة أرضها في مستعمرة واحدة، ثم نالت استقلالها في سنة (1380هـ – 1960 م).
السياسة و الحكومة
بمساعدة فرنسية، استولى بليز كومباوري على السلطة في انقلاب عام 1987، أطاح بصديقه و حليفه القديم توماس سانكارا، الذي قُتل في الانقلاب.[13]
نص دستور 2 يونيو 1991 على إنشاء حكومة شبه رئاسية، و يمكن حل البرلمان من قبل رئيس الجمهورية، الذي كان من المقرر انتخابه لمدة سبع سنوات. في عام 2000، عُدل الدستور و خُفّضت مدة الولاية الرئاسية إلى خمس سنوات و تحددت فترة الولاية إلى سنتين، مما منع إعادة الانتخاب المتتالي. دخل التعديل حيز التنفيذ خلال انتخابات 2005. فقد كان سيمنع إعادة انتخاب كومباوري في حال دخوله حيز التنفيذ قبل 2005، و رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة و يعينه رئيس الجمهورية بموافقة الجمعية الوطنية، و هو مسؤول عن التوصية لتشكيل مجلس الوزراء.
طعن مرشحو الرئاسة الآخرون في نتائج الانتخابات، لكن قرر المجلس الدستوري في أكتوبر 2005، أنه نظرًا لأن كومباوري كان الرئيس الحالي منذ عام 2000، فإن التعديل لن ينطبق عليه حتى نهاية ولايته الثانية في منصبه. و مهد هذا الطريق أمام ترشيحه لانتخابات 2005. في 13 نوفمبر 2005، أعيد انتخاب كومباوري بأغلبية ساحقة، بسبب انقسام المعارضة السياسية وقتها.
في انتخابات 2010 الرئاسية، أعيد انتخاب الرئيس كومباوري، صوت فقط 1.6 مليون مواطن من بوركينا فاسو له، و كان يشمل إجمالي عدد السكان وقتها عشرة أضعاف عدد المصوتين له.[16][17]
كانت احتجاجات بوركينا فاسو عام 2011 عبارة عن سلسلة من الاحتجاجات الشعبية التي دعت إلى استقالة كومباوري، و الإصلاحات الديمقراطية، و زيادة رواتب القوات و الموظفين الحكوميين و الحرية الاقتصادية. و نتيجة لذلك، استُبدل المحافظون و رُفعت أجور موظفي الحكومة.[18]
يتألف البرلمان من غرفة واحدة تُعرف باسم الجمعية الوطنية، و التي تضم 111 مقعدًا مع أعضاء منتخبين لمدة خمس سنوات. كانت هناك غرفة دستورية مكونة من عشرة أعضاء و مجلس اقتصادي و اجتماعي ذو أدوار استشارية بحتة. أنشأ دستور عام 1991 برلمانًا من مجلسين، لكن أُلغي مجلس الشيوخ (مجلس النواب) في عام 2002.
عملت إدارة كومباوري على تحقيق اللامركزية في السلطة من خلال نقل بعض سلطاتها إلى السلطات الإقليمية و البلدية. لكن انعدام الثقة الواسع النطاق بالسياسيين و غياب المشاركة السياسية من قبل العديد من السكان زادا من تعقيد هذه العملية. وصف النقاد هذا الخليط بأنه هجين اللامركزية.
الحريات السياسية مقيدة بشدة في بوركينا فاسو، انتقدت منظمات حقوق الإنسان إدارة كومباوري بسبب العديد من أعمال العنف من قبل الدولة ضد الصحفيين و غيرهم من أعضاء المجتمع الناشطين سياسيًا.
في منتصف سبتمبر 2015، أدت محاولة انقلابية من قبل فوج الأمن الرئاسي (RSP) إلى الإطاحة مؤقتًا بحكومة كافاندو، جنبًا إلى جنب مع بقية النظام السياسي بعد أكتوبر 2014. إذ نصّبوا جيلبرت دينديري رئيسًا للمجلس الوطني الجديد. في 23 سبتمبر 2015، أعيد رئيس الوزراء و الرئيس المؤقت إلى السلطة، و أعيد تحديد موعد الانتخابات الوطنية إلى 29 نوفمبر.
فاز كابوري بالانتخابات في الجولة الأولى من التصويت، و حصل على 53.5% من الأصوات مقابل 29.7% لمرشح المركز الثاني زيفرين ديابري. أدى اليمين في 29 ديسمبر 2015. وصفت بي بي سي الرئيس بأنه «مصرفي تلقى تعليمه في فرنسا… يعتبر نفسه ديمقراطيًا اجتماعيًا، و تعهد بالحد من بطالة الشباب، و تحسين التعليم و الرعاية الصحية، و توفير الرعاية الصحية للأطفال دون سن السادسة مجانًا».
وفقًا لتقرير البنك الدولي في أواخر عام 2018، كان المناخ السياسي مستقرًا، و كانت الحكومة تواجه «سخطًا اجتماعيًا حدث نتيجته إضرابات و احتجاجات كبرى، نظمتها النقابات في العديد من القطاعات الاقتصادية، للمطالبة بزيادة الرواتب و المزايا الاجتماعية…. و هجمات جهادية متكررة بشكل متزايد»، جرت الانتخابات التالية في عام 2020.
السكان
بلغ عدد سكان بوركينا فاسو نحو 20,505,155 نسمة في العام 2019،[1] و ينتمون إلى عناصر عديدة منهم الموسي و يشكلون نصف السكان تقريباً ثم الفولان و الديولا و السامو و التنجا، و من سكان بوركينا فاسو السنوفو و الطوارق.
كانت الفرنسية هي لغة البلاد الرسمية حتى 2023 عندما قررت الحكومة جعلها مع اللغة الإنجليزية لغة التعامل فقط،[26] و السكان يتحدثون لغات الموري، و فولفولدي و الديولا (البمبارا)، و قد بدأت اللغة العربية تدرس في بعض المدارس أيضاً.
اللغة
يوجد في بوركينافاسو عدة لغات محلية لعل أوسعها انتشارا هي لغة المور و فولفولدي و ديولا و لكن لغة التعاملات و الإدارة هي الفرنسية. و العربية أيضًا منتشرة بكثرة فقد أظهرت دراسة صدرت سنة 2003 أن 63% من التلاميذ تعلموا باللغة العربية في مدارس دينية مجانية و أن السكان و خاصة المسلمين يفضلون العربية على الفرنسية.
الدين
لا يوجد إحصائيات دقيقة لنسب الأديان في بوركينا فاسو، و لكن استناداً لإحصائيات حكومية في البلاد أجريت عام 2006 فأن:
60.5% من السكان مسلمون سنّة، 19% كاثوليك، 4.2% بروتستانت، 15.3% يتبعون ديانات محلية، 0.6% لديهم ديانات أخرى، و 0.4% لادينيون.
الاقتصاد
بوركينا فاسو لديها متوسط دخل القوة الشرائية يعادل نصيب الفرد 1666 دولار و الاسمي للفرد الواحد 790 دولار في عام 2014، و أكثر من 80% من السكان يعتمدون على زراعة الكفاف، و الذي يشارك في جزء صغير من الصناعة و صناعة الخدمات. الدرجة العالية من هطول الأمطار المتغير، و ضعف التربة، و انعدام الاتصالات الكافية و غيرها من البنية التحتية، و معدل الإلمام بالقراءة و الكتابة المنخفض، و الاقتصاد الراكد كلها مشاكل طويلة الأمد في هذا البلد غير الساحلي، يبقى اقتصاد التصدير أيضاً عرضة لتقلبات الأسعار العالمية.
احتلت بوركينا فاسو المركز 124 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023. لكنها تراجعت إلى المركز 129 في مؤشر عام 2024.
الرابط : https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%A7_%D9%81%D8%A7%D8%B3%D9%88