
بسم الله الرحمن الرحيم الآية 514 من سورة الكهف {و كان الإنسان أكثر شيء جدلا}
منذ أن كنتُ في التاسعةِ من عمري و أنا أناطحُ العلمانيين و الملحدين في الجزائر و خارجها عبرَ قصصي و رواياتي و مقالاتي و كلِّ أعمالي. إن قناعتي أن نهضةَ الإسلام لن تكون إلا بهزيمةِ هؤلاء المنحرفين عن الصراط المستقيم و إسكاتهم نهائيًا، لكي نتمكّنَ من بناءِ معالمَ حضارةٍ متماسكةٍ متناغمةٍ مثلَ الفسيفساءِ التي تتناغمُ كلُّ قطعِها مع بعضها.
كم يُؤلمني وجودُ علمانيين و ملحدين بيننا نحن المسلمون، و كما شهدَ بذلك الإعلاميُّ البريطانيُّ جوناثان كوك في مقالةٍ بحثيةٍ نُشرت مؤخرًا بالعربية و الإنجليزية في موقعنا : «فشلت العلمانية في إنقاذ العالم العربي الإسلامي من التخلف و الاستبداد».
لا العلمانيةُ ولا الإلحادُ نجحا في معالجةِ أزماتِ التخلفِ و الاستبدادِ و الفسادِ الماليِّ و الأخلاقيِّ و الاقتصاديِّ و السياسيِّ. فلماذا يصرُّ العلمانيون و الملحدون الذين يحملون ملامحنا و أسمائنا على معاداةِ الحلِّ الإسلامي؟ فالإسلامُ دينٌ و دولةٌ ؛ لا سبيلَ لإنكارِ ذلك أو تجاوزه، و من يفعل يُكبِّهُ اللهُ على رأسِه و يُفشلُ مسعاهُ الباطلُ.
نرى النخبَ العلمانيةَ و الملحدةَ تُجادلُ و تُناقضُ كلَّ ما جاء به دينُنا، كأنّها أدرى بالخالقِ بما يصلحُ لعباده ؛ فهمُ أكثرُ الناسِ جدلاً.
ثم إن العلمانيةَ و الإلحادَ لا يستقيمانِ مع الإسلامِ؛ إما أن تؤمن و تطبّقَ تعاليمَ دينِك، أو أنكَ لستَ بذلك، و حينئذٍ يَتربَّصُ بكَ عقابُ ربّنا تعالى ؛ و إن لم يطالكَ في الدنيا فلن تهربَ من الموتِ و حسابِ القبرِ و الآخرةِ.