نظرات مشرقة

طفولة في خطر

بقلم عفاف عنيبة

عند إطلاق موقع نظرات مشرقة في أكتوبر 2011، قمت بنشر مقالات حول الطفولة، منها مقالة في حلقتين بعنوان”الطفولة الضائعة” و أري من واجبي التذكير من حين إلي آخر بواجباتنا نحو أصغر عنصر في المجتمع و الأسرة : الطفل.

من أيام فقط، تحدثت إلي صديقة مقربة، فإذا بها تقول “تصوري عفاف، في حي عدل الذي اقيم فيه، بعض الأسر تترك أبناءها التي لا تتجاوز أعمارهم خمسة سنوات لوحدهم في الشارع في ساعات متأخرة من الليل…”

و قد إعتدت مع مقدم كل ربيع و صيف علي قراءة أخبار مثل “غرق طفلين في سد”،”غرق طفلة في بركة ماء كبيرة”،كأن هؤلاء الأطفال نزلوا من السماء لا أباء و لا أمهات لهم و لا محضن عائلي لهم. كل عام نحصي عدد معتبر من موتي الأطفال، ماتوا بسبب حوادث منزلية، و لأسباب أخري، فيا تري  إلي أين نحن سائرون و نحن نتعامل مع صناع الغد و ورثة البلاد بهذا القدر من اللامبالاة القاتلة و الإهمال الإجرامي ؟

الأسرة الجزائرية التي تتفطن لغياب أبناءها عندما يسدل الليل ستاره، ليست مؤهلة علي الإطلاق لتربيتهم و السهر عليهم، لا يكفي تأهيل الأفراد للعلاقة الزوجية، علينا أيضا تحضيرهم لأدوارهم الأهم كأباء و أمهات. فمن غير المعقول طيلة قرابة سبعين سنة من الإستقلال، هذا التسيب الفظيع من أرباب الأسر ؟

هذا و لا أفهم كيف لا يعاقب الأباء علي موت أبناءهم في حوادث تتكرر كل عام، و لا أفهم أيضا غياب الوعي لدي فئات واسعة من الأسر، ماذا تعلموا في المدارس و المساجد ؟

ثم ألا يتعين علي الإعلام و مختلف المتعاملين الإجتماعيين معالجة هذه الآفة المقلقة و التي حرمت أطفال من نمو طبيعي تحت مظلة حانية و مسؤولة ؟

ساهم تقاعس الكثير من الجهات في تلغيم مصير أطفال يولدون للموت، للإنحراف، لإدمان المخدرات و شتي انواع المهلوسات، نريد أطفال أصحاء أقوياء، يعيشون في محيط عائلي مسؤول و محب لهم و الوضع كما هو غير مرضي علي الإطلاق. و لا بد من من تدارك الوضع و إلا…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى