هناك من الضوء ما يحرق أجنحة الفراش…
و قد أصبح مصيرنا مشابه لهذا الصنف من الفراش…نعيش و في أنفسنا رغبة كبيرة في التدمير و الإيذاء. و مثل هذا الحال يعبر عن نفس مسلمة مريضة.
الآخر يخترع و يبتكر وفق نظم و سنن و قوانين و نحن لا نكره شيء مثل كرهنا للقوانين الإلهية و الوضعية. أي حاضر لأفراد و جماعات في الجزائر و غير الجزائر ممتلئين بفراغ هائل ؟
أي مستقبل لمجتمع لم يستعيد جذوره بعد مرحلة الإستدمار الغربي العسكري المباشر ؟
بل الإنطباع الذي يعطيه الجزائري بعد أكثر من 60 سنة من خروج القوات الفرنسية المحتلة أنه بلا ماضي و لا عراقة و لا وجود، يشعر المرء أن الجزائري فاقد بوصلة الحق و الباطل. كل ما حوله يعبر عن ذات تائهة مستلبة أو مهتزة و فوضوية. ماذا سيبني الفرد الجزائري و هو علي هذا الحال ؟ و هل هو قادر علي البناء ؟ و النفس المريضة سمة الجميع دون تفرقة بين الطبيب و المعلم، بين الطالب و التلميذ.
و كل هذا الإنهيار سببه معلوم : من هو عبد هواه، غير قابل للإستمرار و بقاءه مرهون بإرادة الله عز و جل، فهل سنعرف في يوما ما طوفان نوح عليه السلام أو بركان بومبي أو زلزال غازياندم ؟
لا اريد زرع اليأس و لا أرغب في بذر بذور التشاؤم…نحن قادرين علي تقويم انفسنا و السير علي الدرب الصحيح.
و ما هو مطلوب منا ليس مستحيل بل ممكن، فقط علينا بالتوكل علي الله و ملأ بطارية الإيمان بتوحيد فاعل فعال…