تحضرني قصة ذكرها الخبير التربوي الدكتور جاسم المطوع، مفادها “أن امرأة نمساوية أسلمت، تقول إنها شعرت بسعادة كانت تحلم بها منذ زمن بعيد و وجدت ذاتها بهذا الدين العظيم، و من كلماتها المؤثرة أنها منذ قرأت ترجمة القرآن قبل دخولها الإسلام، لفت نظرها أن المسلمين عندهم سورة كاملة اسمها سورة “مريم” عليها السلام، و ليس في إنجيلهم سورة واحدة اسمها “محمد” صلى الله عليه و سلم، ففهمت من ذلك أننا نحن المسلمين نقدرهم و نحترم ما يؤمنون به، بينما هم لا يقدروننا و لا يعترفون بنا، و كان هذا التأمل و التفكير هو الذي قادها للدخول إلى الإسلام.
هذه المرأة هي امرأة أعمال، متميزة و تعليمها عال جدا، و كان حلمها الوحيد أنها تذهب مع زوجها إلى الحج (زوجها مصري الأصل).
بعد سنوات من الزواج حقق لها زوجها رغبتها في الذهاب إلى الحج، و لكنها تقول: عندما ذهبت إلى الحج كانت بمثابة صدمة، لما رأت – كما تقول هي و زوجها المصري – : المسلمين غير منظمين، يأكلون و يرمون الأوساخ على الأرض أو من نافذة السيارة، و تعاملهم كان ضعيفا جدا مع أخيهم المسلم، و الكثير من السلبيات التي نُقرها نحن على أنفسنا، فقررت هذه المرأة النمساوية المسلمة بعد هذه الرحلة أن تنزع الحجاب و تعود إلى دينها الأول “المسيحية”، يقول الدكتور جاسم:” كلمها زوجها في عدة جلسات أن الإسلام ليس هذا الذي رأته مع الأسف الشديد، فالإسلام بريء مما نراه اليوم من سلبية …و بعد جلسات عدة، مع تدخل أطراف أخرى، حمد الله زوجها أنها عادت لرشدها و اقتنعت بما قيل لها…”.
يقول الدكتور:”هذه الظاهرة راجعة إلى الازدواجية التي يعيشها الفرد المسلم اليوم و أساسها تربوي محض، فالبيت هو الأساس في إيجاد مسلم مستقيم أو مسلم متهور انتهازي”، و هذا ما نجده للأسف الشديد في الأحد عشر شهرا التي تمر علينا، أما في شهر رمضان بالخصوص، فتجد من يحتج أنه صائم و لا يستطيع أن يتحكم في نفسه إذا ضايقه أحدهم…نجد أصناف النفاق و الكذب و العياذ بالله، أما التجار فحدث و لا حرج، فهم يستبشرون بقدوم شهر رمضان لأنهم يربحون أكثر مما ربحوه في الأحد عشر شهرا الماضية، المهم عندهم بيع سلعتهم و الربح فيها، و لا يعلمون أنهم خسروا الدنيا و الآخرة..إلى ما هنالك من سلبيات لا تُعد و لا تُحصى، و تجد أكثر هؤلاء من يقدم لك الموعظة الحسنة، و الفتوى إلى غير ذلك من أمور الدين و الدنيا..
فاللهم ارزقنا فقه الإسلام، و العمل حقا بمقتضى الصلاة و الصيام حتى ننعم بالسعادة الحقة نحن و جميع الأنام…
الرابط : https://elbassair.dz/4625/