نظرات مشرقة

في غابة بوغور جزيرة جاوا Bogor

بقلم عفاف عنيبة

 

 

كل الصور المدرجة في المقالة لغابة بوغور بجزيرة جاوا دولة اندونيسيا

في السبعينات، عشنا إحدي عطلنا في تلال بونشاك السالفة الذكر و كانت مناسبة لصديقة العائلة الأندونيسية لتطلب منا مرافقتها إلي غابة بوغور الضخمة و هي موجودة غير بعيدة عن اعالي تلال بونشاك.

قمنا بمرافقتها صبيحة يوم ضبابي.

و هناك وجدنا أماكن مخصصة للزوار، نجلس فيها كانت نظيفة و الطاولات و المقاعد مرتبة…لا شيء كان يشوه منظر الطبيعة الخلاب.

فجلسا والدي الكريمين و تركونا رفقة السيدة أليشا الأندونيسية.

أخذتنا إلي الغابة التي كانت تمتد حولنا بشكل لانهائي تهيأ لنا في الباديء و كان المكان البكر، فالتجول فيه يجعل من بني آدم يقابل حيوانات تسكن تضاريس خضراء مشجرة…

كانت الأشجار باسقة و أوراقها بنضارة اللون الأخضر الزاهي…في لحظة ما طلبت منا السيدة أليشا التوقف لتظهر لنا قافلة من الدجاج البري :

لنتركهم يمرون بسلام.

و إعترض بعد ذلك طريقنا ثعلب بلون الحناء…ثم من بعيد لمحنا خنزير الغابة و إندهشنا أمام بيت نمل شكله كبير جدا بالمقارنة للنمل الأليف.

كنا نمشي و نحن ننظر إلي ما حولنا في حالة دهشة و تعجب و إنبهار…”إلهي كنت أتمتم بين نفسي كم كائناتك مثيرة للتعجب، كل نوع يسبح في محيطه و مساحته لا يزاحم الآخر.”

و في مرة فزعنا حقا لأن ثعبان أطل علينا من فوق أغصان شجرة لكن السيدة أليشا طمأنتنا قائلة لنا :

-إن لسعته غير سامة و هو بطبعه لا يهاجم، إذن سنمر تحته بسلام.

و مررنا و أعيننا مسمرة علي الثعبان مخافة أن يقفز علي أحدنا.

و طالت نزهتنا في قلب غابة بوغور و في نهايتها قالت لنا السيدة أليشا :

-هل فهمتم العبرة من هذه الزيارة الطويلة و العميقة ؟

-نعم قلنا لها. علينا بالتعايش في سلام مع حيوانات الغابة و لا نضر ببيئتهم الطبيعية و هكذا أمرنا ربنا تعالي لا نؤذيهم فهم يعيشون في كنف رعاية الله عز و جل، أليس كذلك ؟

صفقت لنا السيدة أليشا.

هكذا هم أبناء أندونيسيا، بلدهم فيه أكثر من 13 ألف جزيرة، يعيش أكثر من 200 مليون آدمي أندونيسي في جوار طبيعة و حيوانات كثيرة و متنوعة في إنسجام و تناغم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى