في جانفي 2017، زرت محل زرابي بمشهد الإيرانية…
دخلت المكان و بقيت لحوالي نصف ساعة و أنا أتأمل أشكال و أنواع من الزرابي الإيرانية المشهورة بجمالها و جودتها. في لحظة ما إستوقفتني زربية فسيفيساء بتنوع ألوانها و أشكالها.
فإستفسرت الأمر من البائع، فنادي علي سيدة في مقتبل العمر و طلب منها الحديث معي باللغة الإنجليزية :
-أعرف نفسي سيدتي، ورشتي من نسجت هذه الزربية.
-رائع !! قلت لها مبهورة. إذن و طبعا نسجت بأيدي فتيات ورشتك، أليس كذلك ؟
-نعم، بينهم إمرأة مسنة كانت تشرف عليهم.
-لماذا كل هذه الألوان و الأشكال المنسجمة مع بعضها البعض ؟
-تعبر هذه الفسيفساء المنسوجة إلي تعدد الأعراق و الأجناس في إيران، كل لون و شكل يرمز إلي عرق و قبيلة بعينها.
بقيت مشدوهة أمام الشرح الرائع و أضافت السيدة الإيرانية :
-كل هذا المزيج في الزربية يرمز إلي توحد مختلف أعراق و شرائح الشعب الإيراني في بوتقة واحدة، مهما نختلف و مهما نتخالف، نحن أمة واحدة.
باركت لها بحرارة هذا الوعي العالي جدا…
خرجت من المحل و مخيلتي تطير في أعالي سماء إيران …اللهم يا رب إحفظ لنا أهلنا في إيران…و أهدينا و إياهم إلي سواء السبيل.
