كان ذهابي البارحة إلي معرض الكتاب، فرصة لأسجل بعض الملاحظات و التي أكدتها لي صاحبة دار نشر سمر. إخترت يوما ماطرا و في وسط الأسبوع لتجنب زحمة الزوار في مختلف الأروقة. شعرت فورا بأن زمن الكتاب منتهي و أن الشباب الذي كان يتسكع في ردهات المعرض، مجيئه إرتبط بموضة المعارض و أخذ صور و فيديوهات يدرجها في حساباته المختلفة علي شبكة تواصل الإجتماعي، فكل هم فئة الشباب أن يكون موضع فرجة.
نري البعض يتوقف مطولا حول جناح ما، يقلب النظر في بعض العناوين و ينتقل إلي جناح آخر أو يتجه إلي الخارج إلي الساحة الرئيسية و التي تكتظ بمقاهي و مطاعم متنقلة و بالرغم من المطر، عدد معتبر يبذر ماله في المشروبات و الأكلات السريعة.
و لفت إنتباهي جناح دولة الصين التي كان فيها المضيفون شباب صيني، فهم لم يعتمدوا علي يد عاملة جزائرية و قد أخذت مسافة لأفهم لماذا ذلك الجناح مكتظ بالشباب و المراهقين إلا أن نظرات المضيفين الصينين كانت في معظمها متعالية، و السبب واضح، فهم يمثلون دولة عظمي نجحت في فرض نفسها علي كل المستويات بينما شبابنا فهو ينتمي إلي دولة متخلفة حضاريا و سلوكه مستلب.
“صراحة عفاف، فعل القراءة غريب عن أبناءنا و هم لا يبحثون عن المحتوي المفيد الذي يضيف لرصيدهم العلمي و المعرفي بل كل همهم منصب علي أخذ صور مع نجوم الصرعة الأدبية، فمستوانا الثقافي في الحضيض و لم نبلغ بعد تلك المرتبة التي تجعل من التفاعل مع الكتاب خطوة بناءة علي درب الإبداع.”قالت لي صاحبة دار نشر سمر.