التربية التي لا تقوم علي التحفيز الهادف للطفل، لا خير يرتجي منها. غرس الإسلام باكرا في نفوس أتباعه ذلك التصور الذي يجعل من الفرد المسلم ذات إيجابية، مبدعة، صاحبة رسالة الكمال. و هذا المنحي كفيل بأن يضمن لنا أجيال متوافقة مع ذاتها، فتنظر من حولها بعين الفضول و البحث و الأمل في النجاح عن إقتدار.
إلا أن المنظومة التربوية في عالمنا العربي منذ البدايات أظهرت فقر و قلة خيال و فقدان البوصلة الروحية التي طبعت مشاريع المجتمع لحكومات متوالية.
فالإستقالال الصوري تصدي له أشخاص و جماعات كان كل همها ترسيخ أقدامها في دائرة الحكم علي حساب الأهداف السامية لأمة الإسلام. و آخر ما أولوه أهمية صنع الجيل الذي ينهض بالمسلمين بل سادت القطرية الشوفينية و غابت تماما الرؤية الجامعة التي تنظر للمسلمين كمسلمين و ليسوا كجنسيات متنافرة متباغضة متنافسة في الفراغ.
فالإستقلال كان واجهة قبيحة لأطماع أنانية و حسابات ضيقة و نمت في ظل ذلك أجيال فاقدة للإنتماء و عالمها تتخلله إحباطات و إخفاقات و سوء تقدير لإمكانات بشرية و النتيجة طبعا ليست في مستوي رسالة الإسلام.
فالطفل المسلم الذي يكبر ليري علي الشاشات الفضية مجازر رهيبة بحق أطفال مسلمين آخرين و عند سؤاله للكبار عن : لماذا لا ننقذهم ؟ أليس لنا جيش ؟ يأتيه هذا الجواب الهزيل ” يا إبني او إبنتي نحن مغلوبين علي أمرنا، فقرار نجدة إخواننا في فلسطين ليس بأيدينا…” و هكذا نغرس في ذات الطفل روح الإنهزامية و أننا لا نقدر علي فعل أي شيء يرد علينا بطش الأعداء، فكيف سيكون هذا الجيل الذي كبر وسط أجواء سلبية و محبطة ؟