
في 1984 كنت مقيمة في تونس.
وقعت ثورة الخبز…
إستقبلنا في بيتنا في تلك الظروف، زائرة عربية.
جلست مع والدتي مرحبة بها.
جري حديث بين والدتي الكريمة و الضيفة العربية حول الأوضاع في تونس.
لم أتحدث، بقيت صامتة.
و فجأة سمعت الضيفة تقول :
-في الحقيقة، سعر الخبز مرتفع و لا يحصل عليه فقراء تونس.
فنسيت آداب الصمت في حضرة الكبار و تدخلت قائلة :
-ليعطوا لهم الهلالات croissant عوض الخبز.
فنظرت إلي مشدوهة والدتي بارك الله لنا فيها و أما الضيفة صعقت عند سماعي.
فكانت ردة فعل الوالدة الكريمة هكذا :
ضحكت ثم قالت لي بجدية كاملة :
-عفاف نحن لسنا في فرنسا في 1789 أي في عز الثورة الفرنسية و لا وجود لملكة ماري أنطوانيت في تونس. صححي معلوماتك التاريخية و الجغرافية.
ثم إستدارت للضيفة قائلة :
-إبنتي عفاف تحفظ علي ظهر قلب تاريخ فرنسا و علي ما يبدو وقع لها خلط عندما سمعتنا نتحدث عن ثورة الخبز في تونس.
اليوم كلما أتذكر تلك الواقعة، أضحك من قلبي علي سذاجتي.