و أنا اتناول فنجان القهوة هذه الصبيحة الغائمة، إذا بي أتفاجأ بعنوان عريض في إحدي الصخف “الجزائر ستصنع سيارات كذا…”
فتمتمت بين نفسي ” هل بلغنا ذلك المستوي الذي يتيح لنا تصنيع سيارة من ألف إلي ياء ؟”
أشك في ذلك.
لماذا ؟
لأننا منذ 62، لم يفضي البحث العلمي في الجزائر إلي إبتكار محرك سيارة غير ملوث نحن في عصر مكافحة الإحتباس الحراري و من الضروري إيلاء أهمية قصوي لمكافحة حجم التلوث التي تحدثه سيارة تسير بالبنزين أو ديازال.
منذ 62 و نحن نعتمد علي ريع النفط و الغاز لإستيراد كل شيء من الخارج.
لهذا تبعيتنا ضخمة في مجال الميكانيك، فعناوين براقة بتصنيع الجزائر للسيارة فيها قدر كبير من المبالغة و قدر اكبر من جلب القراء و رفع الأرباح التجارية للجريدة.
سياسة تسطيح البحث العلمي و تجفيف منابعه حولتنا إلي تابعين للغرب المستكبر و السياسة الحالية لازالت بعيدة عن الهدف المنشود ألا و هو : إبتكار محرك سيارة جزائري مائة بالمائة و التخلي عن تصنيع الأنواع الأجنبية للسيارات.
فمن يستمثر عندنا من الشركات الأجنبية في الميكانيك تخدم أجندتها الخاصة أولا و اخيرا و أما سهمها في الإقتصاد الوطني يقتصر علي إمتصاص يد عاملة جزائرية و لا تضيف شيء للرصيد الوطني في ميدان الإبتكار و الإختراع و تظل السيارة تحمل ماركة دولة المنشأ.