القنيطرة السورية.. اعتداءات إسرائيل تهجر سكان قريتين شركسيتين (مقابلة)
القنيطرة / عمر قوباران /

سيف الدين جاويش مختار قريتي بريقة و بئر عجم للأناضول:
– الدوريات الإسرائيلية تعبر القريتين عدة مرات في اليوم و أحيانا تدخل إلى المنازل و تحتجز أشخاصا لفترات
ـ المنطقة كان يقصدها زوار و الحركة التجارية و الاجتماعية كانت نابضة، و اليوم تقلصت تلك الأنشطة كثيرا بفعل الاعتداءات الإسرائيلية
– نحن الشركس كنا نعيش في القريتين بسلام و منذ شهور اعتقلت إسرائيل بعض أبنائنا، تعبنا من الحروب و نريد السلام و الأمن.
نزيف ديموغرافي حاد تشهده قريتا بريقة و بئر عجم اللتان تقطنهما أغلبية شركسية في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، بفعل تكرار الاعتداءات الإسرائيلية، حتى باتتا شبه خاويتين من سكانهما.
مختار القريتين سيف الدين جاويش، روى للأناضول تفاصيل الأوضاع في بريقة و بئر عجم الواقعتين على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من خط وقف إطلاق النار بين سوريا و إسرائيل.
قبل عام 2011، كانت القريتان تضمان نحو 250 عائلة شركسية، أما الآن فعددها لا يتجاوز 60 تقريبا، و يغلب عليها المسنون و المتقاعدون، إذ يفضل الشباب عدم العودة إلى أماكن لا تتيح فرص عمل أو أمانا للحياة اليومية.
و يعزو الأهالي هذا التراجع إلى النشاط العسكري الإسرائيلي المكثف، و عمليات المراقبة المتواصلة، و القيود على الحركة و التنقّل التي فرضت على السكان.
و تقع بريقة و بئر عجم في محيط حساس قرب خط التماس، ما جعلهما عرضة لدوريات مستمرة للقوات الإسرائيلية التي تتوغل قرب التجمعات السكنية و تفرض في بعض الأوقات حصارا على الأحياء.
هذا فضلا عن أن إقامة إسرائيل مواقع عسكرية في محيط القريتين و دخول آليات عسكرية أحيانا إلى الأحياء قد حولا بعض البيوت إلى أطلال، فيما يكافح من تبقى من السكان لمواصلة حياتهم في ظروف صعبة.
وفي حديثه للأناضول، قال جاويش إن “وسائل النقل في القريتين تكاد تكون متوقفة، والطلاب والموظفون لا يستطيعون الوصول إلى مدارسهم وأعمالهم”.
وأضاف أن المنطقة كان يقصدها زوار من دمشق ودرعا ومناطق أخرى، والحركة التجارية والاجتماعية كانت نابضة، أما اليوم فقد تقلّصت تلك الأنشطة بشكل كبير، وغادر معظم الشباب إلى المدن الكبرى أو خارج البلاد بفعل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية.
** الدوريات الإسرائيلية تعكر صفو المنطقة
ويضيف جاويش أن الدوريات الإسرائيلية تعبر القريتين عدة مرات في اليوم، صباحا وظهرا ومساء، وفي بعض الأحيان تدخل إلى المنازل وتحتجز أشخاصا لفترات.
وأشار إلى أن “سكان القرى كانوا يستقبلون الزائرين في عطلات نهاية الأسبوع، أما الآن فالجميع بات يخشى الخروج”.
وذكر أن إسرائيل “أنشأت نقاطا عسكرية في التلال المحيطة بالقريتين”، موضحا أن وجودها “بات يطوق الحياة اليومية، بحيث يشعر الأهالي وكأن الوجود العسكري يقبع على صدرهم”.
** مطالبة بانسحاب إسرائيل
وقال جاويش بلهجة متعبة: “نحن الشركس نعيش في هاتين القريتين بسلام، ومنذ شهور اعتقلت إسرائيل بعض أبنائنا، تعبنا من الحروب ونريد السلام والأمن”.
وطالب إسرائيل “بالانسحاب من أرضنا والعودة إلى خط وقف إطلاق النار”، قائلا “أمضينا أعمارنا في الحروب والخراب، ونريد أن ينقضي هذا الكابوس”.
ولفت إلى أن هذا الواقع “يتجسد أيضا في المنشآت المهجورة، بما فيها نقطة مراقبة للأمم المتحدة وغيرها من الأبنية الرسمية التي لحقتها أضرار جسيمة على يد القوات الإسرائيلية المتوغلة”.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة القائمة منذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2024 لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، توغل الجيش الإسرائيلي مرارا داخل أراضي سوريا وشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش.
ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة بالرئيس بشار الأسد أواخر 2024 ووسعت رقعة احتلالها.
ومنذ 7 أشهر يحتل الجيش الإسرائيلي شريطا أمنيا بعرض 15 كيلومترا في بعض المناطق جنوبي سوريا، ويسيطر على أكثر من 40 ألف سوري داخل المنطقة العازلة السورية المحتلة.
الرابط : https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D9%87%D8%AC%D8%B1-%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9/3717467