
من سنين، زارت صديقة الطفولة ماليزيا و إندهشت أمام النظافة الشديدة لعاصمة ماليزيا :
-حقا عفاف نظافة الشعب الماليزي مدهشة. هل هي كذلك أندونيسيا ؟
أجبتها ب:
-نعم تقريبا.
بإعتبار ان عدد جزر اندونيسيا 13 ألف جزيرة و عدد سكانها يتجاوز 200 مليون نسمة و هي كبيرة في المساحة و الكثافة السكانية مقارنة بمملكة ماليزيا.
نعم أندونيسيا أنظف أضعاف أضعاف المرات من الجزائر، هذا و حركة الحضارة فيها صحية و أكثر إنتعاشا و توهجا. هناك في جزر جاوا، سومطرا و بورنيو العمل عبادة حقا و ليس كما هو حالنا هنا في الجزائر.
الناس في الجزر لهم نظام أكل بسيط، أرز مع سمك طازج أو مجفف، فلا خبز و لا مشروبات أشكال و أنواع بل مشروب الشاي الأحمر خالي من السكر و فاكهة تفوق في حلاوتها الخيال. يلبسون قماشهم من صنعهم، فلا يستوردون و يصبحون علي غابات بطيور مغردة موجودة في قلب مدنهم …هذا و الببغاوات تملأ الفضاء بالضحكات و الطيران المزركش الألوان. ماءهم ينزل من السماء غزيرا يغسل كل حي، كل أخضر لنبدأ يومنا و كأننا ولدنا للتو… فالصحة الذهنية و النفسية التي يتمتع بها الأندونيسي تجعل من فقراءهم يبتسمون للحياة بأقل قدر من الإمكانيات و لا يحزنون لذلك. فلا حسد و لا غيبة و لا نفاق، بل جد و حمد و فضول نحو كل معرفة نافعة. ناطحات السحاب في جاكرطا تختلف عن مثيلاتها في أمريكا، لأنها بنيت بسواعد شعب أندونيسي مسلم، أفرد فيها مساحات للصلاة و التجمع في الأفراح و الأتراح و تجسد نمط معيشة مواطنين هادئين مبتسمين. هم يعلمون أن أي جهد مبذول من أجل عزة الإسلام مبارك و مأجور عند الله عز و جل و يعلمون أيضا أن طلب العلم ببصيرة الإنسان المؤمن يأخذهم إلي مصاف الدول المتطورة حضاريا و متقدمة حتي علي دول الغرب الآفلة.
فالحضارة وعي و خطة سير و عمل دؤوب و نية خالصة لله…