قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 11 تموز/يوليو 2021 09:42

لِمَ تسعى الحركة النسوية لتفكيك مفهوم الأسرة؟

كتبه  ترجمة الأستاذ أويس فاكهاني
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هذا المقال ترجمة بتصرف لمقال: Why Feminism Wants to Dismantle the Family لكاتبته: Nikita Coulombe في موقع: nikitaccoulombe.medium.com. الآراء الواردة أدناه تعبّر عن كاتب المقال الأصلي و لا تعبّر بالضرورة عن تبيان.

تسعى النسوية حال من سبقها (كالشيوعية، و الديانات، و الطوائف) إلى تفكيك وحدة الأسرة التقليدية لتحقيق مكاسبها الخاصة؛ و السبب باعتقادهم أن ولاء الفرد للأسرة سيزعزع ولاءه لتلك المذاهب، فهم يرغبون بالسيطرة بينما تميل العائلات إلى وضع أفرادها و احتياجاتهم قبل مطالب الجماعة، مما يقلل من قوة و تأثير تلك المذاهب و بالتالي تقييد سيطرتها. 

لاحظ “فرديناند ماونت” مؤلف كتاب “العائلة التخريبية” العداء الدائم للأسرة من قبل جميع التسلسلات الهرمية و الكنائس و المذاهب على مر التاريخ و وصفهم للأسرة بالمنظمة التخريبية الوحيدة، كما شرح ماونت أقسام التسلسل الذي اتبعته المذاهب الماضية:

أولًا: العداء و الدعوة للتقليل من قيمة الأسرة؛ فهي مصدر متاعب يمكن أن يصرف الأتباع المحتملين عن اتباع المذاهب الجديدة. كما أعطوا الأسرة المرتبة الثانية من ناحية الأنانية، المادية و الانقياد، و روجوا للعائلات البديلة؛ البلديات، كوادر الحزب، التجمعات، الأديرة.

لم تحاول الرموز النسوية إخفاء كراهيتها لوحدة الأسرة:

  • وصفت “غلوريا ستاينم” الزواج بأنه “ترتيب لشخص و نصف”.
  • كتبت “أندريا دوركين”: “كيف يمكن لأي شخص أن يحب شخصًا غير كامل، إلا إذا كان الحب بحد ذاته هيمنة؟”.
  • كتبت “كيت ميليت”:

طالما أن كل أنثى ملزمة بل مجبرة على أن تكون الراعية الوحيدة أو الأساسية للأطفال، فهي بذلك ممنوعة من أن تكون إنسانًا حرًا.

  • كتبت “بيتي فريدان”: “النساء اللواتي يخترن أن يصبحن “مجرد ربة منزل”، يتعرضن لخطر كبير، و اعتبرتهم كالأسرى و أنهن يعانين من الموت البطيء من الناحية العقلية و الروحية”.
  • قالت “ليندا جوردون”: “يجب تدمير الأسرة الأولية (المكونة من الأب و الأم و أطفالهم فقط)، و أن تفكك العائلات هو عملية ثورية الآن”.
  • صرحت “روبن مورغان”: “لا يمكننا القضاء على عدم المساواة بين الرجال و النساء حتى ندمر الزواج”.
  • قالت “ماري جو بان”: “من أجل تربية الأطفال على قدم المساواة، يجب أن نأخذهم بعيدًا عن العائلات و تربيتهم جماعيًا”.
  • قللت “فيفيان جورنيك” من قيمة ربة المنزل و وصفتها بالمهنة غير المشروعة، و ذكرت أنه يجب عدم طرح هذا الخيار و ينبغي على النسوية تغيير ذلك.
  • قالت “هيلين سولينجر”: “يجب أن نعمل على تدمير الزواج”…  و اعتبرت “نهاية مؤسسة الزواج شرط ضروري لتحرير المرأة، لذلك من المهم بالنسبة لنا تشجيع النساء على ترك أزواجهن و عدم العيش بمفردهن مع الرجال”… مضيفة على ذلك أنه: “يجب إعادة كتابة التاريخ كله فيما يتعلق باضطهاد المرأة”.

تقول “سوزان فينكر” و الراحلة “فيليس شلافلي”؛ مؤلفتا كتاب “الوجه الآخر للنسوية”: “إن لم تكن تدرك طبيعة النسوية ستعتقد أن النساء اللاتي يبحثن على مناصب مرموقة سيكونون سعداء إن نافسوا طبقة أقل شأنًا منهم”.

يدرك النسويون جيدًا عدم إمكانيتهم من تحقيق تكافؤ الفرص طالما أن منافسيهم الذكور يتمتعون بميزة زوجات ربات البيوت، و أنه يجب عليهن حرمان الرجال من تلك الميزة من أجل تحقيق التقدم بسهولة أكبر. و لم تكن الحاجة إلى دخل ثان هدفًا للنسوية بل كان هدفهم طوال الوقت الرغبة في القضاء على ربة المنزل.

حققت النسوية بعض “التقدم” على مدى العقود العديدة الماضية؛ إذا نظرت إلى أفقر المناطق و أقلها حركة اجتماعيًا في أمريكا ستلاحظ متغيرًا واحدًا يتناقص باستمرار: الآباء. و بشكل أكثر تحديدًا؛ الأمهات المتزوجات من أب أطفالهن. ارتفع معدل المواليد للنساء غير المتزوجات في الولايات المتحدة على مدى العقود القليلة الماضية بثبات من 18 في المئة في عام 1980 إلى 41 في المئة في عام 2012.

من المثير للقلق أن غالبية الأمهات يعتقدن أنه بإمكانهن بسهولة تعويض مكان الآباء الغائبين بأنفسهن أو برجل آخر على الرغم من الأدلة على أن الزيجات المستقرة تؤدي إلى أطفال سعداء و صحيين و مليئين بالحماس للإقبال على الحياة مما يؤدي إلى مجتمعات أقوى، و المزيد من الفرص و المساواة.

الصحة الجسدية: إن الأطفال في الأسر المفككة أكثر عرضة للإصابة باعتلال صحي جسدي أو عقلي بالمقارنة مع الأطفال في العائلات السليمة المترابطة، و هم أكثر عرضة بثلاث مرات للمعاناة من الإساءة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية. كما يعاني الأزواج غير السعداء من ضعف في جهاز المناعة و لديهم ارتفاع في هرمونات التوتر، تنظم مناطق الدماغ المشاركة في العلاقات الاجتماعية الإجهاد و تتحكم في الاستجابة للضغط، تتطور هذه المناطق معًا و بالتالي يمكن أن تتداخل مشاكل التنمية في الاستجابة للضغط مع تطور الأداء الاجتماعي و العاطفي و العكس صحيح.

الصحة العقلية: من المرجح أن يستخدم الأطفال الذين ترعاهم أمهات عازبات أدوية ADHD قصور الانتباه و فرط الحركة، و هم أكثر عرضة للحاجة إلى علاج متخصص لمشاكلهم العاطفية أو السلوكية. بالنسبة للبالغين؛ الأبناء الذين نشأوا مع أبوين متزوجين هم أقل عرضة للإصابة بمشاكل نفسية خاصة بالنسبة للفتيات.

الفقر: تتأثر الصحة الجسدية و العقلية على حد سواء بالوضع الاجتماعي و الاقتصادي. من المحتمل أن يكبر الأطفال عند أحد الوالدين (4 من أصل 5 منهم نساء) في فقر و لديهم معدلات رفاهية أقل من أطفال الأبوين معًا.

على الرغم من تخصيص جزء من أموال الرعاية الاجتماعية لتعزيز الأسر المستقرة المكونة من والدين إلا أن نظام الرعاية الاجتماعية الحالي لا يشجع الأمهات العازبات على الزواج و إنشاء أسرة مستقرة؛ و ذلك لأن النساء اللواتي يتزوجن أو يبقين مع الأب البيولوجي لأطفالهن قد يواجهن انخفاض الدعم أو فقدانه.

و على النقيض من ذلك؛ فإن الأطفال الذين يكبرون في رخاء هم أكثر عرضة للنمو و الازدهار و استمرار السلسلة.

الحمل و الجريمة في سن المراهقة: بنات الأمهات العازبات أكثر عرضة للانخراط في السلوك الجنسي المبكر و لِأن يصبحن أمهات مراهقات، و هذا بدوره يجعلهن أكثر عرضة للاعتماد على الرعاية الاجتماعية و يقلل احتمال أن يكبر أطفالهن مع آبائهم، فحسب الدراسات نشأ غالبية السجناء دون آبائهم.

المخدرات و الكحول: يعاني الأطفال الذين يعيشون مع أحد والديهم من معدلات أعلى بكثير من تعاطي المخدرات. المراهقون الذين يتناولون العشاء مع عائلاتهم أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا هم أكثر عرضة بأربع مرات لاستخدام التبغ، و احتمالية تعاطيهم الكحول أكثر من الضعف، و احتمالية تعاطي الماريجوانا مرتين و نصف المرة، و حوالي أربع مرات أكثر عرضة لتعاطي المخدرات في المستقبل. 

التعليم: يواجه أبناء الأسرة السليمة صعوبات أقل في التعلم و مهارة أعلى في القراءة و اللفظ و حل المشكلات، و كفاءة أفضل في معظم المقاييس الأكاديمية و الاجتماعية، بينما تقل فرصة التحاق الأطفال الذين يكبرون بدون آباء بالجامعة خاصة بالنسبة للأبناء الذكور.

الدخل المستقبلي: وجدت دراسة “هارفارد جرانت” -و هي واحدة من أطول الدراسات الجارية حول تنمية البالغين- أن الرجال الذين عاشوا طفولة دافئة أولئك الذين لديهم علاقات وثيقة مع والديهم و شقيق واحد على الأقل يكسبون 50 في المئة أكثر من المال من أقرانهم الذين نشأوا مع أبوين منفصلين أو في أسر معادية.

بالنظر إلى المعلومات الواردة أعلاه، يمكن القول إنه إذا كانت النسوية تهتم بالفعل بمساعدة جميع النساء فإنها ستعزز دور الأب، و بالتالي لن تكبر أية ابنة محرومة و سيكون كل ابن شريكًا قويًا و داعمًا لتلك البنات، لكن النسوية برغم زعمها أنها حركة من أجل المساواة فإنها تبقى صامتة في أفضل الأحوال عندما يتعلق الأمر بحقوق الأب.

في الواقع؛ عارضت المنظمات النسوية الجهود المبذولة من أجل الحضانة المتساوية، على سبيل المثال؛ يقول مارك “أنجلوتشي”؛ المحامي و عضو التحالف الوطني للرجال:

“قدمنا في عام 2005 مشروع قانون حضانة مشتركة في كاليفورنيا، لكن الجماعات النسوية عارضته و ضغطت على مجموعات أخرى مختلفة مثل نقابة الدولة لمعارضته. لقد حاربتنا المجموعات النسوية مثل منظمة كاليفورنيا الوطنية للنساء ليس فقط في الحضانة المشتركة و لكن أيضًا على تشريعات الاحتيال الأبوي، و الابتعاد عن القضايا، و إدراج ضحايا العنف المنزلي الذكور في الخدمات التي تمولها الدولة”.

لماذا تحاول النسويات منع تدخل الأب الذي هو على وجه التحديد العازل ضد الفقر و عدم المساواة؟ لأنهم يستطيعون الاستفادة منه! لن تكون هناك حاجة لشبكة واسعة من المنظمات غير الربحية، ناهيك عن الوظائف التي تدوم مدى الحياة و شيكات الرواتب، و التي سبب تواجدها استمرار عدد كافٍ من الناس في تصديق أسطورة أن النساء يعانين أكثر من الرجال.

النسوية بحاجة إلى قضايا تتعلق بأشخاص من جنس معين. تريد النسوية طمس حقيقة أن هناك نساء يُسئن لأزواجهن أيضًا مثل الرجال، أو أن الأولاد على الأقل عرضة للإيذاء الجنسي مثل الفتيات لأن ذلك سيؤثر على تمويلها.

ليس من مصلحة المؤسسات النسوية حل أي مشكلة من أجل الحفاظ على تدفق ثابت من النقد، إنهم يسعون الآن للحفاظ على وجودهم من خلال إدامة الأساطير و اختراع المشاكل و طمأنة أتباعهم عن طريق فجوة “نحن” و “هم”.

تعتبر العائلات السليمة و الأمهات المتزوجات، و خاصة ربات المنزل العدو الأول للنسوية، و ذلك يعود لعدة أسباب أهمها:

  1. في حين أن النسوية تقلل من دور الطبيعة، و تخبرنا أن الاختلافات بين الجنسين تنبع من التكييف الاجتماعي، تلاحظ الأمهات اختلافات فطرية بين الأولاد والبنات. يقول عالم النفس “ستيفن بينكر”: “أن الأشخاص الذين يعتقدون أن الأولاد الصغار و الفتيات الصغيرات يولدون دون وجود اختلافات و يتم
  2. تشكيلهم في طبائعهم من خلال التنشئة الاجتماعية الأبوية لم يسبق لهم تربية الأطفال”.
  3. إن إنشاء الرئيس السابق أوباما مجلس البيت الأبيض للنساء و الفتيات و رفضه لإنشاء مجلس البيت الأبيض للرجال و الفتيان ليس من باب الصدفة؛ فالنساء المتزوجات تميل إلى التصويت المحافظ بينما تميل النساء غير المتزوجات إلى التصويت المتحرر. الأصوات الليبرالية = المزيد من الدولارات للنسوية،
  4. و المزيد من النسوية = أصوات أكثر ليبرالية.
  5. النساء المتزوجات هن الأسعد! كشفت دراسة حديثة أن النساء العازبات و الأمهات العاملات أقل سعادة من النساء المتزوجات و غير العاملات. 

و على مر العقود الماضية؛ نتيجة تحرير التكنولوجيا للنساء بدأت النسوية بطرح أفكار تتمثل بأنه (يمكنك الحصول على كل شيء)، مؤكدة على المساواة في الحقوق و ليس المسؤوليات بين الطرفين. طبعًا لا أحد يستطيع أن يحصل على كل شيء امرأة كانت أم رجل و لكن هذه المقايضات بين الطرفين باءت بالفشل؛ فالنساء ليس لديهن أدنى فكرة عما يعانيه الرجال فهم لا يخبرونهم بأن العمل مرهق للعقل و غير مرضي لرغباتهم، و من أجل أن تحصد أكبر عدد من النساء قامت النسوية بالتقليل من شأن ربات البيوت (بإخبارهن بأنهن نصف شخص) معتقدين بأن الرجال حصلوا على الصفقة الأفضل فبدأت نسب الطلاق تتزايد؛ من بين 10 حالات زواج يوجد بينها 7 حالات طلاق.

بعد الطلاق يتملك هؤلاء الأمهات الشعور بالذنب حول خياراتهن الخاطئة رغم امتنانهن لامتلاكهن أطفال إلا أنهم يتمنون لو استطاعوا الحفاظ على مهنة تنجيهم في مثل هذه المواقف في الحياة، فبعد انقطاع طويل عن العمل سيكون من الصعب مجاراة زملائهم و العودة لما كانوا عليه قبل الزواج. و بطريقة غير مقصودة توجه هؤلاء النسوة لأطفالهن رسائلًا بالرفض لهم رغم قولهن بأنه من غير الممكن أن يستبدلن أطفالهن بأي شيء و لكن تمسكهن بالحياة المهنية أكثر من الأسرة تدل على العكس تمامًا.

حين تتكلم الأمهات عن مدى نجاح حياتهن لو استمروا في العمل و لم يتزوجن فالرسالة التي سيتلقاها الأطفال أن وجودهم عقبة و بأنهم أعاقوا حياة أمهاتهم المهنية، و سيشعرون بالذنب لكونهم السبب بفشل أحلامهن فينقادوا للعيش تحت تصرف أمهاتهم كما يحلو لهن كتسديد عما فعلوه لها.

كُرمت العديد من النسوة أمثال؛ صوفيا فيرغارا، غوينيث بالترو، هايدي كلوم على أنهن نموذج لـِ “المرأة الخارقة” اللاتي يقمن بكل شيء و يحصلن على كل شيء، و ما زلن يبدون جذابات في سن 40 و50 عامًا. تترك رسائل النسوية هذه الشابات العاديات يشعرن بالقلق و خيبة الأمل عندما يدركن بأنهن لن يحصلن على كل شيء و لا حتى جزءًا مما تخيلنه أو قيل لهن مسبقًا.

تكمن المشكلة في هذه الرسائل التي تُعطى للأطفال الصغار في أنها تقلص أهمية تكوين علاقات مستدامة قائمة على الثقة و الرعاية لديهم، إنه تدريب على الطلاق باختصار.

قد تشعر الفتيات اللاتي لا يكرسن كل حياتهن للعمل بالخيانة تجاه أمهاتهن أو النساء الأخريات، و يكمن هذا الشعور بسبب تأنيب الأمهات الدائم لفتياتهن بضرورة اعتمادهن على أنفسهن و عدم الاتكال على الزوج أبدًا ليكنّ على استعداد دائم للطلاق عندما تنشب النزاعات بينهم؛ هنا يراقب الأبناء أمهاتهم و يتساءلون عما إذا كانوا سيتمكنون من إسعاد زوجاتهم في المستقبل؛ كيف سيتمكنون من ذلك و هم قد رأوا آباءهم قد فشلوا فشلًا ذريعًا مسبقًا؟

و من الجانب الآخر، لدينا جميع الآباء الذين شاهدوا زيجاتهم تتفكك إلى سلسلة من مدفوعات النفقة و إعالة الأطفال، ففي إحدى الدراسات طويلة المدى فاز 10 إلى 15 بالمئة فقط من الرجال في معارك الحضانة، عادة ما يكون الفائزون هم الذين يستطيعون تحمل تكاليف المحامين، و ينتهي الأمر بشعور العديد من الرجال و كأنهم قضوا حياتهم في العمل من أجل الأشخاص الذين انقلبوا ضدهم، حتى أن البعض يذهب إلى السجن بسبب التخلف عن تسديد مدفوعات إعالة الطفل، على سبيل المثال؛ في ولاية كارولينا الجنوبية هناك 1 من أصل 7 سجناء لهذا السبب تحديدًا.

من الواضح أن هذا الطريق الذي نسير فيه مغلق تمامًا، فإذا انسحب عدد كبير من الرجال من مسؤولياتهم أو وُضعوا في السجن فنحن جميعًا في حالة فساد، و مع ذلك؛ فإن الرجال حالهم كحال أي إنسان؛ يستجيبون للحوافز. لماذا عليهم المشاركة و المساهمة في نظام لا يكافئهم؟

قد يجادل المرء أن النسوية الآن على عتبة دخولها للمستوى الثاني من التسلسل الذي حدده فيرديناند ماونت الذي يبدأ:

بالاعتراف المتردد بقوة العائلة: على الرغم من الجهود الرسمية للتقليل من قيمة العائلة، و تقليص دورها و قمعها، يستمر الرجال و النساء بعناد بالزواج و إنجاب الأطفال و يصرون على تكوين بيئة دافئة مع أطفالهم، و تطوير عواطف قوية لهم، و يرفعون اهتمامات العائلة فوق كل الالتزامات الاجتماعية الأخرى.

إذا حذت النسوية حذوًا مشابهًا للمذاهب التي سبقتها فستختفي شيئًا فشيئًا، يصف ماونت ما يحدث بعد ذلك:

المرحلة الثالثة: انهيار جهود الترويج للأسر الزائفة البديلة؛ فإما أن تتضاءل أعداد المجتمعات، البلديات، و تفقد الأديرة و الراهبات حماس مؤسسيها و تتلاشى، أو يصبح أعضاؤها متهكمين و فاسدين، أو كلاهما.

رابعًا: توقيع معاهدة سلام أحادية الطرف. حيث تقبل الكنيسة أو الدولة الأهمية الدائمة للأسرة و تمنحها مكانة عالية، لكن ذلك لا يعني أن الأسرة مسموح لها أن تعيش حياتها الطبيعية؛ على العكس؛ تصر الكنيسة أو الدولة على تحديد المثالي للعائلة و ما الذي يجعلها عائلة مثالية.

خامسًا: يعاد كتابة التاريخ لإظهار أن الكنيسة أو الدولة لديهم دائمًا مفهومًا عميقًا للأسرة، كما يعاد تعريف العائلة على أنها ذو أصل مسيحي، أو شيوعي، أو فاشي أو مهما كان على الرغم من حقيقة كراهية و احتقار الأتباع الأولين للعائلة صراحةً.

سادسًا: تُفرض تدريجيًا شروط خاصة بالأسرة. الشروط التقييدية أو غير الطبيعية أو غير العملية التي فرضت عليها تتلاشى شيئًا فشيئًا تحت ضغط اجتماعي مستمر؛ حتى لا يكون لحراس الكنيسة أو الدولة خيار سوى الاستسلام، بينما يستمرون بنشاط بإعادة كتابة التاريخ و الحفاظ على أن التنازلات الجديدة كانت دائمًا من ضمن الإيمان الحقيقي.

و من المثير للاهتمام أن تسلسل ماونت يشبه المراحل الخمس للحزن التي حددتها الطبيبة النفسية “إليزابيث كوبلر روس”: 

  • الإنكار (الدعاية)
  • الغضب (العداء)
  • المفاوضة (المعاهدات)
  • الاكتئاب (فقدان الحماس)
  • القبول (فرض شروط الأسرة الخاصة، و يعاد كتابة التاريخ)

في مرحلة ما، عندما ينفر عدد كافٍ من الأعضاء الأقل تطرفًا مع تزايد اللاعقلانية لدى النسوية و ادعاءاتها التي لا أساس لها، و عندما يصبح النظام غير قادر على دعم الاستهلاك المستمر للنسوية دون مساهمة، سيضطر إلى الانتقال من الإنكار و الغضب إلى مرحلة “المساومة”.

بالنظر إلى النسوية من خلال هذه العدسة؛ يتساءل المرء عما يعكر صفو النسوية، يقول حدسي أن ما يجعل النسوية مستاءة حقيقة أنها لا تستطيع التحكم بالطبيعة البشرية، تقبل النسوية الاختلافات البيولوجية عندما تستفيد منها، بخلاف ذلك؛ ترفض النسوية الاعتراف بأن أدمغة الإناث و الذكور لها اختلافات و أن هرموناتنا المختلفة تدفعنا إلى تفضيلات و أساليب و قيم مختلفة، لكن عند إخبار النساء أنهن يجب أن يعشن كما يعيش الرجال و يتنافسن مع الرجال فإن النسوية قد أعدت نفسها للفشل؛ لأن بيولوجية الذكر تتفوق على بيولوجية الأنثى في النظام الرأسمالي.

فلا عجب إذًا أن النسوية هي نسخة مبطنة من الماركسية تلوم “الأبوية” بدلًا من الرأسمالية. ربما لن تكون هناك مشكلة إذا أدركت النساء أن هناك عددًا كافيًا من “الرجال الطيبين”، لكن عند قراءة منتديات الرجال يبدو الآن أنه لم يعد هناك ما يكفي من “النساء الصالحات” للارتباط، مما يمنح كلا الجنسين حافزًا ضئيلًا للتفاهم أو تحسين أنفسهم.

إحدى البطاقات الجامحة التي أطالت مراحل الإنكار و الغضب و ستستمر في إطالة جميع المراحل الأخرى هي التطورات التكنولوجية و الطبية مثل حبوب منع الحمل. لم يكن لدى أي من المذاهب الأخرى هذا المتغير، أو إمكانية وجود الأرحام الاصطناعية.

و مع ذلك؛ حتى مع تقنية “المساواة” التي تؤكد السيطرة على الطبيعة البشرية، سيبقى هناك رابط بين المرأة و الرجل و سيظلون راغبين بالزواج، مما يجعلني أتساءل من الذي يقف وراء الحركة حقًا، لأن مسار النسوية لا يحسن الديناميكية بين النساء و الرجال على المدى الطويل. أعتقد أنه من غير المهم معرفة من وراءها؛ لأن النتيجة ستكون واحدة؛ شعب منقسم و ليس لديه ثقة بالطرف الآخر يمكن احتلاله بسهولة.

إذا كنت ترغب في تقسيم شعب لتحقيق مكاسب خاصة بك، فإن الطريقة الرائعة للقيام بذلك تتمثل في زرع التفرقة عن طريق إخبار نصفهم أن النصف الآخر يضطهدهم عمدًا و أنهم غير جديرين بالثقة و لا يستحقون أن يكونوا مسؤولين، و حث هذا النصف على الاعتقاد أنهم بطبيعتهم أشخاص أفضل، بالإضافة إلى ذلك هناك طريقة أخرى تتمثل في التسلل إلى نظام التعليم؛ ففي عام 1968 فاق عدد الأساتذة المتحررين عدد الأساتذة المحافظين بنسبة حوالي 3 إلى 1 في حرم الجامعات؛ اليوم يفوق عددهم عدد الأساتذة المحافظين بنسبة 12 إلى 1.

في حين أن النسوية في الغرب قد تقترب من مرحلة المساومة، إلا أن مراحل الإنكار و الغضب قد صُدِّرت إلى جميع أنحاء العالم؛ لأن النسوية تفرق بين الرجال و النساء و تبقي الفقراء فقراء، فهي أيديولوجية مثالية لفرضها على الدول النامية من أجل الاستمرار في استغلالهم و السيطرة عليهم تحت ستار التحرير و العدالة.

يمكن أن تكون النسوية أيضًا أداة للضغط من أجل فتح الحدود. مع انخفاض الثقة الاجتماعية يختار المزيد من الرجال عدم الزواج و يختارون الانسحاب من القوى العاملة، في الوقت الحالي هناك شاب واحد من بين كل ستة شبان غير موظف أو مسجون؛ بزيادة قدرها 45 في المئة على مدى العقود الثلاثة الماضية. يبرر هذا التراجع الحاجة المتزايدة لمزيد من المهاجرين.

بعد ذلك، ضع في اعتبارك ما كتبه دي.إتش لورانس في اقتراح لمحبي السيدة “تشاترلي”: “ربما يكون الزواج هو الذي أعطى الإنسان أفضل ما لديه من حريته، و أعطاه مملكته الصغيرة الخاصة به داخل مملكة الدولة الكبرى، و أعطاه موطئ قدم الاستقلال الذي يقف عليه و يقاوم دولة ظالمة… هل نرغب بتحطيم الزواج؟ إذا قمنا بذلك فهذا يعني أننا جميعًا نقع تحت السيطرة المباشرة للدولة.”

يمكنك توجيه جيل الشباب، أو السماح لهم بالتعثر، مما سيتسبب بشكل غير مباشر بالمزيد من المؤيدين للنسوية، و الذي سيجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للجيل القادم من الرجال.

بالنسبة للنساء؛ آمل أن يكون أولئك الذين يقرؤون منفتحين على التفكير فيما إذا كانت النسوية تخدم حقًا مصالحهم للأفضل أم لا، سواء أكان إجبار النساء على العيش مثل الرجال أمرًا نافعًا أم ضارًا، سواء كانت ثقافة الضحية تعزز المرأة أو مجرد وسيلة لتبرير المسؤولية الشخصية. لكن عندما يكون الجميع ضحية، من سيتحمل المسؤولية؟

أعتقد أن التكنولوجيا هي التي أضافت و ستستمر بإضافة المزيد من المرونة للمرأة أكثر من أي شيء آخر و ليس النسوية، سيستمر الإنترنت على وجه الخصوص في فتح العديد من الفرص و الخيارات التي كانت مثل الأحلام بعيدة المنال منذ عقود. آمل شخصيًا أن نصل إلى وفاق قبل أن ننهار تحت وطأة تفكيرنا قصير المدى و أنانيتنا.

تلخيصًا لما سبق: تبحث النسوية عن مصالحها و ليس عن مصالح المرأة.

الرابط : https://tipyan.com/why-feminism-wants-to-dismantle-the-family

 

قراءة 940 مرات آخر تعديل على الأحد, 11 تموز/يوليو 2021 18:31

أضف تعليق


كود امني
تحديث