(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الجمعة, 28 أيلول/سبتمبر 2018 10:16

أما آن للمسلمين ان يجددوا إسلامهم ؟؟

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يعرّف العلماء الحضارة فيقولون:" هي الجهد الذي يُقدَّم لخدمة الإنسان في كل نواحي حياته، أو هي التقدم في المدنية و الثقافة معًا، فالثقافة هي التقدم في الأفكار النظرية مثل القانون و السياسة و الاجتماع و الأخلاق و غيرها، و بالتالي يستطيع الإنسان أن يفكر تفكيرًا سليمًا، مما يعود عليه بالازدهار و الرفاهية، ليست المادية فقط، و لكن حتى المعنوية، أما المدنية فهي التقدم و الرقى في العلوم التي تقوم على التجربة و الملاحظة مثل الطب و الهندسة و الزراعة، و غيرها... و قد سميت بالمدنيَّة؛ لأنها ترتبط بالمدينة، و تحقق استقرار الناس فيها عن طريق امتلاك وسائل هذا الاستقرار، فالمدنية تهدف إلى سيطرة الإنسان على الكون من حوله، و إخضاع ظروف البيئة للإنسان.
و يضيف العلماء في تحديد مفهوم الحضارة فيقولون" و لابد للإنسان من الثقافة و المدنية معًا؛ لكي يستقيم فكر الأفراد و سلوكياتهم، و تتحسن حياتهم، لذلك فإن الدولة التي تهتم بالتقدم المادي على حساب التقدم في مجال القيم و الأخلاق، دولة مدنيَّة، و ليست متحضرة؛ و من هنا فإن تقدم الدول الغربية في العصر الحديث يعد مدنية و ليس حضارة؛ لأن الغرب اهتم بالتقدم المادي على حساب القيم و المبادئ و الأخلاق، أما الإسلام الذي كرَّم الإنسان و أعلى من شأنه، فقد جاء بحضارة سامية، لم تسهم في تيسير حياة الإنسان   فحسب، بل أرست قيّم و مبادئ و أسس و أخلاق، و قواعد ترفع من شأنه، و تمكنه من التقدم في الجانب المادي و تيسِّر الحياة له، أيا كان هذا الانسان لا فرق بينه و بين غيره و لو خالفه في العرق و اللغة و المعتقد.

و من ثم فإن الحضارة الإسلامية اهتمت بهذا الفرد، لكونه اللبنة الأولى في بناء المجتمع، فإذا صلح، صلح المجتمع ككل، و قام على أسس واضحة المعالم، لذلك جاءتنا الرسالة المحمدية بتعاليم، و أسس تسهم في جعل حياة الفرد هانئة مستقرة.

أما إذا نظرنا ُ إلى ما آلت إليه الحضارة الإسلامية اليوم، رغم أن كتابنا المقدس ((القرآن الكريم)) و السنة النبوية لا يزالان بين أيدينا، فإننا نجد هذا الانسان الذي كرمه الله عز و جل، قد نزل نزولا حادا في الأخلاق و الأذواق، فلم تعد للكلمة عنده قيمة، و ضُيعت الأمانات، كما ضاعت الأرزاق، إذ أنفق المال في غير محله، و ضُيع الأبناء الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة في صغرهم، حتى أصبحنا نرى منهم ما لا نحب، و نسمع منهم ما لا يرضي، إذ اعتادوا بذاءة اللسان، و خصام الأقران.

و إذا التفتنا إلى شوارعنا وجدناها مملوءة قذارة، و الكل يرمي خطأه على عامل النظافة، أو الجهات المختصة، و ننسى أن التعاون و التفاهم و التنسيق فيما بيننا جميل، و قد تعترينا غصة من  وسائل النقل التي حطمها العابثون، و قد نجد غصص جهلنا بفقه الأولويات نجد من يحج أو يعتمر للمرة العاشرة  بينما  الكثير من حوله ضاقت بهم الحيل عن تسديد ثمن وصفة طبية هم في أمس الحاجة إليها، و قد نستشيط غضبا من ذلك التاجر الذي يتلاعب بالأسعار بمناسبة و غير مناسبة طلبا للربح السريع، و لو كان ذلك على حساب من لا يجدون قوت يومهم أصلا، و قد ندهش  لإفراط بعضهم في الاهتمام بالمظهر اكثر من الاهتمام بالمخبر، فهذه لحى و أقمصة تجوب الشوارع، و هذه مساجد تغص بآلاف المصلين، و مع ذلك لا ترى أعيننا ذلك الانسان المتحضر بأخلاقه، فلا الأفعال و لا الأقوال تشهد بذلك، مما جعل الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش يتنبه لهذه الظاهرة الغريبة فيقول في هذا المقام:" ستهاجرون إلى أوروبا، و تلتزمون بالقانون، و لا تلقون بأعقاب السجائر على الأرض، و لا تدخنون في الأماكن العامة، و تعبرون من الأماكن المخصصة للعبور، و سيكون لديكم حس أمني حتى لو اختطفت قطة من أمام نافذتكم، فستبلغون الشرطة، ستلبسون حزام الأمان عند قيادة السيارة، و تضعون مقعدا خلفيا للطفل، و تقفون في الطابور حتى لو بلغ طوله كيلومتر..و..وو..

و أضيف لما لا نقوم بهذا في بلداننا، التي تربينا في أكنافها، و ترعرعنا في ربوعها، و دخلنا مدارسها، حتى أصبح لنا اسما و رسما، أليس من الاجحاف ان نتنكر لها؟ و نعيث فيها فسادا؟ 

قراءة 2522 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 10:12