قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 04 كانون2/يناير 2022 09:20

بيني و بين صديقتي المغتربة

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أيام جميلة و مفيدة قضيتها مع صديقتي المغتربة، التي سنحت لها الفرصة أخيرا لتزور بلدها الأم، بعد غياب طال و امتد ثلاث سنوات كاملة، و هذا راجع إلى السبب الرئيس الذي يعرفه الصغير قبل الكبير، أعني بذلك جائحة كورونا و ما تعلق بها من تبعات، إغلاق الدول لمجالها الجوي و البري و البحري، فكانت الهواتف هي التي نابت عن التواصل الأسري المباشر، و خاصة مع جاليتنا الموجودة في الخارج كل حسب منطقته….
و لما انحسرت جائحة كورونا بعض الشيء و خفّت حدّتها، و فتحت المجالات الجوية و البرية و البحرية، تسنّى للجالية المغتربة التي كانت لا تعرف متى تجد الفرصة لزيارة الأهل و الأقارب و الأحباب، من زيارتهم، و بفضل الله و منته تمكنت صديقتي من زيارتي و اختصتني ببعض من وقتها، و قد كان لتلك الزيارة وقع خاص لما احتوته من مناقشات هادفة و مميزة.
بداية أريد أن أخصّ بالحديث كلّ شابة و شاب مّمن يظنون أن كل مغترب، يعيش عيشة تضييع الوقت، و هو يلهث راكضا وراء كل شيء جميل في بلاد الجن والملائكة كما يلقبونها، و مغترب أو مغتربة قد رضي الله عنهما، لأنهما لا يعانيان من تلك المشاكل التي يعاني منها الشاب أو الشابة مثلهما في بلدهما الأم، و أنهما ينعمان بالعيش الكريم …إلخ من هذه المكرمات التي ليس لها أول من آخر.. إن مكانة الإنسان تتحدّد من خلال ما يحمله من فكر و علم، و ما تتعلق بهم همّته، و ما تتطلّع إليه نفسه من آمال و مطامح، و مقدار ما يبذله من جهد صادق لبلورة تلك الآمال، و تحقيق تلك المطامح، و مبلغ الصبر عليها كيفما كان العنت و المشقة…
و في الحديث الشيق الذي دار بيني و بين صديقتي المغتربة، سألتها عن أحوالها في المهجر و كيف تقضي يومها بين العمل و البيت، و غير ذلك من الأسئلة، فقد كان الحوار مفتوحا.. فأجابتني مبتسمة:
بعد انقضاء اليوم في العمل و العودة إلى البيت، و الفراغ من إعداد متطلبات البيت، فأنا كغيري من الكثير من الشباب المهاجر المسلم، أهتم بالأمور الشرعية و أحاول أن أنهل منها قدر استطاعتي حتى أتفقه في الدين ..
و هذا ما استوقفني في هذا الحوار على وجه الخصوص، لأنه يدلّ على أن هذا الشباب المغترب، لا يكتفي بالاستزادة من العلوم، و تحصيل الشهادات العليا للتّرقي في العمل، و تحسين أوضاعه المادية، و تحسين مكانته الاجتماعية، و لكن استغل فرص التعلم المتاحة، وسائل التكنولوجية المتطورة لا لخدمة دنياه فحسب، بل كرسها بالموازاة إلى ذلك لخدمة آخرته، فقد وظف كلّ ذلك للاطلاع على دينه، و تحسين فهمه له، و ذلك من خلال الحضور في دروس السيرة، و الفقه، و الحديث، و أحكام التجويد، عبر منصة الزوم، أو تطبيق الواتس آب، مع مشايخ ليسوا بالكبار في السن زاولوا دراستهم عبر جامعات مرموقة في الشريعة الإسلامية، و تخرجوا منها و أصبحت لديهم أكاديميات تحت اسمهم، و يدعون من خلالها الشباب للانخراط لمعرفة دينهم بالعلم و العمل، أما فئة الشباب المنخرطة في التعلم هي من كل بلدان العالم فتجد عبر هذه المنصة البرتغالي و الألماني و الفرنسي و الجزائري، و الصومالي، و التونسي الجنسية..
فلا مجال البتة للمقارنة مع بعض شبابنا الذي يشتري لهو الحديث، و يتفنن في تضييع الوقت، الذي قصّر في حق نفسه و غيره، و خذل نفسه و مجتمعه، و بات عالة على الدولة و المجتمع، و بين هذا الشباب الطموح الذي يتصيد الفرص، و لا ينتظر المساعدة من أحد، بل يبادر بنفسه و يسعى و يجتهد، هذا الشباب الذي يريد أن يكون له شأن و الذي حتما يحقق مناه، و يدرك مبتغاه.
و لو سألنا المختصين: ما الذي جعل هذه الفئة من الشباب مجتهدة و طموحة و تلك سلبية و متقاعسة؟ لكان الجواب هو: أنّ الكثير من المختصين في مجال التربية، عكفوا على دراسة الأسباب التي تجعل هذا مستقيما و جادا و منضبطا، و ذاك منحرفا و متقاعسا و متهورا، و اجتهدوا في البحث عن الكيفية التي يمكن بها انتشال شبابنا من هذا المستنقع الذي غرقت فيه نسبة كبيرة منهم، فكانت الاستنتاجات التالية، و اعتبروها بداية للدخول إلى هذه القلوب انعدام التواصل و غياب الحوار بين الأصول و الفروع، فانعدام عناية الأسرة الأم و الأب، الجد و الجدة بالحوار اليومي، و لو لمدة خمس دقائق حال دون توجيه الخلف الوجهة السليمة، في الحياة، فما يتخلل ذلك التواصل من أوامر و نواهي و تنبيه و تحذير يكون له التأثير الإيجابي، و ما هو مجرد كلمات عابرة فقولهم: هل صليت، أو هل فعلت كذا، مع المداومة و التكرار و ما يصاحبها من تعابير وجهية عن رضا و السخط، تتدخل كآليات تحمله على أن يتذكر، فيفكر، فينجز.
مع ملاحظة أنه يتوجب على الناصح لهذه الفئة، أن يبتعد في بداية الأمر عن استخدام أسلوب العنف أثناء توجيه الشباب إلى أداء العبادات، فالشباب دومًا يبحثون عن أهوائهم، و بالإمكان توجيه تفكيرهم إلى أداء العبادات، و لكن بالطرق المحببة التي يرجونها و يتعلمون بها بالدرجة الأولى.

الرابط : https://elbassair.dz/16950/

قراءة 757 مرات آخر تعديل على الأحد, 27 آذار/مارس 2022 10:05

أضف تعليق


كود امني
تحديث