قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 15 أيلول/سبتمبر 2023 12:55

الثقة في الله في وقت المحن

كتبه  الدكتور عبد الحليم عويس
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في ساعات الشدائد تنكشف معادن الرجال:

ففي سنة "1930م" كانت الحكومة الفرنسيَّة الحاكمة للجزائر تحتفل بمرور قرن على احتلال الجزائر، ويقول مندوبها: "إن الإسلام "و مُحمّدًا" قد ودَّعا الجزائر إلى الأبد"!

لقد أثار هذا التصريحُ كُلَّ الجزائريين، وربما بكى كثير منهم، لكن عالمًا فاضلاً رفض أن يُعلِن انهزاميَّته، وقرَّر أن يقوم بعمل حضاري إيجابي هادئ لعودة الجزائر إلى الإسلام، وليحرِّك همَّة الأُمَّة، و ليبعث فيها الأمل و الانتماء إلى إسلامها و عروبتها؛ ذلكم هو الإمام ابن باديس!

ولد الإمام "ابن باديس" - الشيخ الرئيس - سنة "1889م" في مدينة قسنطينة أكبر مدن الشرق الجزائري، و أبدع مُدُن الجزائر على الإطلاق من حيث الموقع الطبيعي، و أشهرها من حيث احتضانها القديم للثقافة الإسلاميَّة، و إنجابها لكثير من قادة الفكر الإسلامي في الجزائر، و كذلك كثرة الآثار الإسلامية بها.

لقد كانت قسنطينة - طيلة عهد الاستعمار الفرنسي بالذَّات - طليعةَ مدن الجزائر كفاحًا في سبيل الدفاع عن الثقافة الإسلامية، و المحافظة على الهُوِيَّة العربية.

و في قسنطينة هذه نشأ الشيخ "عبدالحميد بن باديس" و ترعرع، و تلقَّى علومه، ثم تخرَّج في الزيتونة عام 1912م (أعادها الله لمجدها الإسلامي)، و لم يلبثْ أن قام بالحجِّ إلى بيت الله الحرام - شأنه شأن الأمير "عبد القادر" - حيث استغلَّ هذه الرحلة الدينية، فطاف بالمشرق و المغرب، و أُتيحَ له أن يعرفَ مِن أمراض المسلمين الشيء الكثير، فعاد إلى الجزائر عازمًا على الإصلاحِ وَفْق منهج إسلامي تكوَّنت أبعادُه في ذهنه من مجموعة من المؤثِّرات المهمشة، صدر بعضها من الواقع، و صدر بعضها عن الثقافة التي تشبَّع بها الشيخ، و صدر بعضها عن الروح الإسلامية الجديدة التي أشاعها في سماء العالم الإسلامي الإمام "محمد بن عبدالوهَّاب"، و السيد "جمال الدين الأفغاني"، و تلميذه و صديقه الشيخ "محمد عبده"، خاصة و أن الشيخ "محمد عبده" قد زار الجزائر سنة "1903م"، و أصبح له تأثير كبير في نفوس المثقَّفين و الوطنيِّين الجزائريين على السواء.

و على امتدادِ ما يزيد على ربع قرن من الزمان - من حياة الشيخ التي لا تزيد عن واحد وخمسين عامًا - كان الشيخ "ابن باديس" - رحمه الله - يقضي بياضَ نهاره و معظمَ ليله في "الجامع الأخضر"، أو "سيدي قهوش"، أو "سيدي بو معزة"، أو "مدرسة التربية و التعليم" بقسنطينة يُعلِّم و يحاضر، و يفسِّر القرآن، و يغرس القيم الإسلامية بكُلِّ الطرق المستوحاة من منهج القرآن في التربية.

لقد آمَن الشيخ بشيء عظيم؛ لقد آمن بأن مستقبلَ الجزائر الإسلامي يتوقَّف على تكوين قياداتٍ شبابيَّة تنصهر في بوتقة الإسلام، و يتاح لها أن تتَّصِل بالإسلام من خلال منبعه الثَّرِّ الصافي "القرآن الكريم"، و لم يقف الشيخ "ابن باديس" عند حدود المحاضرات و الدروس في قسنطينة؛ و إنما كان دائمَ التَّجْوال و الانخراط في كُلِّ التجمُّعات التي يستطيع مِن خلالها أن يغرس القيم التي يؤمن بها، و تحقيقًا لأكبر أرضية يمكن أن تصل إليها هذه القيم؛ فقد شجَّع الشيخ الصحافةَ العربية و الإسلامية التي كانتْ تجد كُلَّ عنتٍ من السياسة الفرنسية و عملائها؛ و من هنا فقد قام الشيخ نفسه بإصدار مجلَّة "الشهاب" و جريدة "التقدُّم"، كما ساعد في تحرير جريدة صديقه الشيخ "البشير الإبراهيمي" "البصائر"، و كذلك مجلات: "السُّنَّة"، و "الشريعة"، و "الصراط"، و جريدة "المرصاد"، وغير ذلك من المجلاَّت و الجرائد التي تسير مع طريق الشيخ و طريق جمعيَّة العلماء المسلمين.

لقد كان الشيخ الرئيس يؤمِن بتكوين "الفرد" إيمانًا مطلقًا، و يرى أن "الفرد" أساس المجتمع الصالح؛ و من هنا فقد عكف على الدروس  و المحاضرات، و عمل على الاتِّصال المباشر بتلامذته، و تكوين علاقات فردية، يستشف من خلالها روح الفرد، و يتمكَّن من التأثير فيه.

و قد قدَّم دروسًا قرآنية انتهتْ به إلى تقديم تفسير كامل للقرآن احتفلتِ الجزائرُ كُلُّها بيوم الانتهاء منه، و من خلال التفسير قام بتربية الأُمَّة، و بثِّ روح العمل و الإخلاص، و المقاومة للاحتلال الأجنبي "عدو العروبة و الإسلام".

و قد قدَّم الشيخ "ابن باديس" - باعث النهضة الإسلامية في الجزائر - درسًا عمليًّا في رفض اليأس مهما كان جبروت أعداء الله؛ فالله أكبر من كُلِّ الظالمين، و نحن - بجهودنا المخلصة، و وسائلنا المحدودة، و اللجوء إلى فقه كتاب الله في تربية الأُمَّة - نستطيع أن ننقذ الأُمَّة من الظالمين في كُلِّ ساعات الشدائد، فالله أكبر من كُلِّ قُوَى الأرض، و هو غالبٌ على أمره، و عليه - وحده - فليتوكَّل المتوكِّلون مع الأخذ بالأسباب، و الثِّقة المطلقة بربِّ الأسباب الذي يقول للشيء: ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: 117].

قراءة 250 مرات آخر تعديل على الجمعة, 15 أيلول/سبتمبر 2023 12:58

أضف تعليق


كود امني
تحديث