قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 22 أيلول/سبتمبر 2023 05:35

زلازل و فيضانات و حروب.. أين الله من كل هذا؟

كتبه  الأستاذة عصماء الدخري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

مستوى الدنيا

 

لم لا يخبر الله الناس بالحكمة من وراء الأحداث السيئة التي تقع في حياتهم؟ خصوصًا و إن اقرّينا أن هذه الأحداث هي في نتيجتها النهائية خير للإنسان؟

و لكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نفكر في حقيقة هذه الدنيا و سبب خلقنا فيها، و قد عالجت نصوص الوحي هذه القضية، بل إن من مقاصد الشريعة الرئيسية هي إخبار الناس عن حقيقة الحياة و من ثم هداهم لعيشها بأفضل طريقة، فالخالق وحده من يقدر على إعلام الناس بحقيقة خلقه: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )[11]، و كما جاء في كثير من النصوص الشريعة و السنن العقلية، فإن الدنيا هي دار اختبار، أو كما قال الإمام الشافعي فهي: (دار ابتلاء لا دار استواء -أي بقاء-) و قد أتت عدة نصوص تبين أن الأصل في الحياة الدنيا الابتلاء: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[12] و هذا الابتلاء لا يقتصر فقط على المنغصات و الشرور بل حتى الخيرات هي في أصلها ابتلاءات و معنى الابتلاء في اللغة: الاختبار، فالبلاء ليس مقصورًا على الأمور السيئة فقط، يقول تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)[13] فكل النعم اختبار، و اختبار الإيمان فيه الفتنة: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ)[14]، و ذلك لعظم ما أعده الله من نعيم في الجنة وجب أن يوازيه تعب في الدنيا، حتى ليأتى بأشقى أهل الأرض فيغمس غمسة في الجنة تكفيه أن يقول لم أر شقاء قط، حتى في نواميسينا البشرية ندخل الناجحين في أصعب المواد الدراسية أفضل الجامعات، و نعطي أفضل الرياضيين الأوسمة و الميداليات نظير تعبهم، فكلما زاد قدر التعب عظم الكسب، و كذلك هي الجنة أعظم المكتسبات.

و لأن المسلم المعاصر قد ران على قلبه و وقر في جوفه التصور الغربي عن الحياة، فأصبح يرنو إلى جعلها جنة على الأرض، يكون فيها هو الإله، و يحاول أن ينفذ شهواته فيها، و لم أجد تعبيرًا أفضل من الذي ساقه د.سامي عامري حيث قال: (إن من مآسي الإنسان المعاصر اختزاله غاية الحياة في تحقيق السعادة الآنية، و ليس مع هذه الغاية أو وراءها أي غاية أخرى؛ و لذلك فإن الحياة من أجل السعادة بمعناها الأرضي البشري تضجَّ من كل مرض أو وجع أو ألم، فليس للشر و المعاناة معنى في سياق هذه الحياة غير التنغيص على سير الإنسان حثيثًا نحو متعة صافية من الكدر؛ و لذلك فالشر ليس إلا عنوانًا لهدم حقيقة الحياة.

و لما كان الشر من أقدار الدنيا التي لا فكاك عنها، و لا مهرب منها، كانت الحياة عبثًا لا معنى يحتضنه، و لذلك يمثل الدين الذي يُبشِّر ضمن منظومته بدار جزاء؛ وسيلة لإكساب الحياة الدنيا حلَّة من المعاني التي تُعين على تحمل أوضار الوجود و أثقاله، و ترتفع بأشوق الإنسان إلى سوامق مذهلة)[15]

فإن التململ المستمر من الحياة و صروفها لا يدل على صعوبة الحياة بقدر ما يدل على خطأ في فهم الحياة نفسها و أنها دار عمل يعقبه حساب، نجد أن الله سبحانه و تعالى لم يكشف لنا عواقب الشر ليختبر أنصبر أم نكفر؟ فلو كشف الغيب لما تأخر عاقل عن التسليم و الاحتساب، لكن الفتنة المذهلة و الاختبار الحقيقي يكمن في التسليم مع عدم معرفة الحكمة و عدم معرفة مدة الابتلاء و متى يزول، و هذا هو تمام التسليم التي جاء الإسلام ليزرعه في قلب المسلم، الانقياد الكلي و الإيمان الصادق بأن الله لا يضيع خلقه و لا ينساهم، و لا يظلمهم و لا يرضى لهم غير الخير، وهذا الخير ليس بالضرورة منظورًا في الدنيا بل يمكن أن يلقاه المؤمن في الآخرة، حتى ليتمنى الناس من رؤيتهم لنعيم الصابر على العذاب لو أنهم عذبوا قدره في الدنيا.

إجمالًا يمكن القول أن معضلة الشر هي خطأ في أحد التصورات الثلاثة السابقة أو كلها مجتمعة، و هي معضلة تجتمع فيها عدة اعتراضات صغيرة أخرى، فمن عرضت عليه هذه الشبه عليه أن يسارع إلى إصلاح تصوراته و نظرته و من أين يستمد مرجعايته.

و الله من وراء القصد يهدي السبيل.

مصادر:

[1] Aprief history on the proplem of evil, michael w.hickson.
[2] (التكوين 8\3)]5]
[3] (سفر الخروج)(31\17)
[4] المرجع السابق(12\23)
[5] سفر أرميا(14\17)
[6] صفة علم الله المتجدد
[7] ابن القيم، شفاء العليل في مساءلة القضاء والقدر والحكمة والتعليل، ص363.
[8] علماء المنطق.
[9] سورة البلد، آية 10.
[10] سورة الكهف
[11] سورة الملك أية14
[12] سورة الملك الآية 2
[13] سورة الكهف،أية7.
[14] سورة العنكبوت، الآية 1.
[15] [د.سامي عامري، مشكلة الشر و وجود الله، ص٣٠] بتصرَّف بسيط.

 

الرابط : https://tipyan.com/where-is-god-in-all-this

قراءة 238 مرات آخر تعديل على الجمعة, 22 أيلول/سبتمبر 2023 07:17

أضف تعليق


كود امني
تحديث