قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 18 شباط/فبراير 2024 09:58

السنّة بين سوء القصد و سوء الفهم

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هذا ما ابتلي به الوحي الثاني في زماننا : قوم من المسلمين الذين يعبدون عقولهم بدل عبادة الله يُعملون معول الهدم في السنة بدعاوى أبعد ما تكون عن العلم و عن حسن النية، قصدُهم سيء، يهدفون إلى مسخ الاسلام و التمهيد للطعن في القرآن بعد الإجهاز ” العلمي ” على السنة. هؤلاء لا يفعلون أكثر من ترديد دعاوى المستشرقين القديمة و حجج خصوم الإسلام من علمانيين و” تنويريين ” و أدعياء يسمّون أنفسهم ” قرآنيين ” و أصحاب التشيّع المتستّر. البداية بصحيح البخاري، يشنون عليه حملة شعواء و كأنه هو من تسبّب في تأخّر المسلمين و أفسد دينهم، انبرى لها أشقى القوم من كُتاب و إعلاميين لا علاقة لهم بالعلوم الشرعية و خاصة علم الحديث، يغيظهم وصف المسلمين له بأنه أصحّ كاتب بعد القرآن الكريم، و المقصود واضح : هي الخطوة الأولى في هدم صرح السنة المطهّرة، إذا نُحّي صحيح البخاري سقطت كتب الحديث الأخرى من باب أولى، البخاري هو الرمز لذلك بدؤوا به، و لستُ بصدد مناقشة حُججهم فهي تلاعبُ مفترين يردّدون شبهات و يبصرون تناقضات ردّ عليها العلماء المتخصّصون منذ قرون و ما زالوا.

إنها ليست مسألة علمية تُناقش بل هي حملة عدائية مغرضة تليها نتيجةٌ حتمية هي إنكار السنة النبوية بدعاوى مضحكة حيث اكتشف هؤلاء المتأخرون ما فات الأمةَ كلها طيلة 15 قرنا، و وصلت بهم ” غيرتهم ” على الدين حدّ الزعم أن كل ما يُنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول و فعل هو افتراء اختلقه الفقهاء و السياسيون، و ما دور هؤلاء ” المجددين ” سوى تنقية الإسلام من هذه الشوائب !!! يقولون هذا و أكثرهم لا التزام له بأحكام الدين في قليل و لا كثير حتى إن أكثرهم لا يُصلّون…لماذا يثيرون هذه القضية إذًا بل و يشنون هذه الحرب ؟ إنها المقدمة اللازمة لإفراغ الإسلام من محتواه الرباني و إهالة التراب على أحكامه، فالسنة – و هي الوحي الثاني – هي التي تفصل ما أجمله القرآن، تفسّر المُحكم و تُجلّي المتشابه، هي الدليل العملي للمسلم.

إنكارُها هو حرمان المسلمين من هذا الدليل و من افتقد الدليل تاه و ضلّ، هذه بغيتُهم، يزعمون أن القرآن هو وحده الوحي و هو كافٍ للمسلم، و هم يعملون أن الكتاب الكريم ليس فيه تفاصيل كيفية العبادات من صلاة و صيام و حجّ و زكاة و نحوها و لم يتطرّق إلى تفاصيل الحلال و الحرام و الحياة الأسرية و الاجتماعية إنما حوى في الغالب القواعد الكبرى و الخطوط الأساسية للدين و جاءت السنة، ففصلت و استقلت بالتشريع في بعض المسائل لأنها وحي من الله لرسوله. باستبعادهم السنة يصبح القرآن عجينة طرية بأيديهم يصنعون منها ما يشاؤون أي يطوّعونه لأهوائهم كما يفعل أحد أكبر رموزهم المدعو محمد شحرور الذي يروّج إسلاما لا علاقة له بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم، يفعل ذلك بعد أن استبعد السنة النبوية و ادعى التجديد و الاجتهاد، و ليس بعيدا عنه ما يفعله زعيم ” القرآنيين ” أحمد صبحي منصور. لو كان لهؤلاء قصدٌ حسن و نية صادقة في البحث و التمحيص لأتوا البيوت من أبوابها و لطرحوا شبهاتهم و أسألتهم عل المُحدّثين ليحصل نقاش علمي لكنهم أضعف من مواجهة العلماء بسبب سوء قصدهم و فساد نيتهم، و أنا أعرف كل هذا من الداخل فأنا – بفضل الله – من طلبة علم الحديث منذ شبابي، لديّ اطلاع واسع على مسائله رغم قلّة بضاعتي بالمقارنة للجهابذة، و الأهواء لا تُناقش في حلبة العلماء، و لولا الهوى لاستحوْا من اتهام الأمة بأكملها بجهل مطبق عاشت فيه قرونا متطاولة حتى جاء هؤلاء الهواة الدخلاء في آخر الزمان ليبصّروها بحقيقة دينها. تابعتُ صفحة أحدهم فألفيتُها منشورات يومية متتالية هي – حصرا –  استهزاء بالأحاديث النبوية و تهكّم بالبخاري و مسلم لما فيهما – حسب زعمه – من تناقضات يرفضها عقله !!! فهو لإذًا أعلم من مئات الألوف من العلماء في الدنيا عبر القرون كلها الذين أفنوا أعمارهم في دراسة القرآن و الحديث، لم تفتهم شاردة و لا واردة… يقع في هذه الطامة و براءة الأطفال في عينيه. هذه خطّتهم : الطعن في البخاري يؤدي إلى التشكيك في السنة برمّتها ثم يأتي دور القرآن ليجدوا تناقضا بين آياته و ما لا تستسيغه عقولهم ” المتنوّرة” فيأتي الأمر باطّراحه و يبقى الإسلام بلا مرجعية …أي يزول الإسلام ، و تلك هي الغاية التي يسعون لتحقيقها. إلى جانب هؤلاء هناك من يتعصّب للسنة فيسيء إليها، و مشكلتُه ليست في النية و لكن في الفهم. يستهدف ” التنويريون ” و أشياعهم من عقلانيين و قرآنيين هدم صرح الإسلام بإعمال معاول الهدم في مصدره الثاني بعد القرآن الكريم، لكن هناك صنف آخر يسيء إلى السنة النبوية إساءة واضحة من حيث مبالغته في التمسّك بها و الجمود عليها، يتمثّل فيمن يسمون أنفسهم سلفيين، يُعلون من شأن السنة أكثر من القرآن، و لئن كان قصدهم حسنا فقد أوتوا من جانب الفهم، فهم حين يتناولون الأحاديث النبوية ” يخرّون عليها صمّا و عميانا ”، جنتْ عليهم الحرفية و الظاهرية و الجمود، لا علم لهم بأصول الفقه و لا مقاصد الشريعة، لخّصوا السنة في الحرص على الجزئيات و الأشكال، يرفضون التفصيل الذي انتهى إليه العلماء المختصون الذين يفرقون بين الأصول و الفروع و الكليات و الجزئيات، بين سنة تشريعية وغير تشريعية، بين تصرفات الرسول صلى الله عليه و سلم كنبيّ يبلّغ الوحي و كقائد له اجتهاداته الظرفية و كقاض يحتكم إلى الأدلة و كإنسان له مشاعره و أذواقه… السنة عندهم  ” هي الإسلام ” و انتهى الأمر، لا يفهمون أن السنة هي منهج النبي صلى الله عليه و سلم في التعامل مع الله تعالى و مع الناس في جميع المجالات و الظروف، تبيّن لنا كيف نعبد الله و كيف تكون علاقاتنا بأفراد الأسرة و الجيران و المسلمين و غير المسلمين، في مجال النشاط الدعوي و السياسي و المالي و الاجتماعي …هي الدليل العملي للمسلم في حياته الدينية و الاجتماعية على جميع المستويات مهما تغيّر الزمان و المكان و الحال، لكن قلّة البضاعة العلمية جعلتهم يخطئون على ثلاثة أصعدة: – على صعيد المرجعية قدّموا – عمليا – السنة على القرآن أو على الأقلّ ساووا بينهما، و هذا ما لم يقل به أصولي و لا فقيه و لا اختلفت فيه الأمة أبدا، من أجل هذا ضعّفوا حديث معاذ بن جبل الشهير الذي فيه ترتيب للمرجعية: القرآن ثم السنة ثم الاجتهاد، و من الطرائف أني سألت مرة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله – و هم من كبار علماء الحديث في الشام – عن درجة هذا الحديث فقال لي ” هو صحيح ضعّفه الضعفاء . – على صعيد مراتب الأحكام ألغوا هذه المراتب الذي أجمع عليها المسلمون و لخصوها في الفرض و الحرام، فكلّ أمر نبوي هو فرض و كل نهي هو حرام، فاخترعوا فرائض جديدة ( كاللحية و جلسة الاستراحة و تقصير الثوب) و كبائر جديدة ( كالتصوير و الموسيقى و استخدام العقل)، وأنا اقترح على القراء أن يرجعوا إلى واحد من أشهر كتب الحديث “رياض الصالحين” ليروا كيف يفصّل الإمام النووي و يقول بالاستحباب مع الفرض والمكروه مع المحرم و هكذا. – على صعيد التعميم حيث يتكئون على حديث أو حديثين في موضوع ما فيرتّبون عليه أحكاما غاية في الشدة و الخطورة و يُهملون عشرات الأحاديث الأخرى في نفس الموضوع كان ينبغي جمعها و قراءتها قراءة موضوعية أصولية عميقة كما يفعل الراسخون، بهذه القراءة التبعيضية المبتورة جاؤوا بطامّات مثل الطاعة العمياء للحاكم الظالم و تحريم الوسائل الجديدة و إنزالها منزلة الغايات و الأهداف و إلزام الرجال باللباس العربي ( و يسمّونه لباسا شرعيا). بسبب ما سبق خالفوا إجماع الأمة في مسائل مصيرية و أفنوا أعمارهم في الفروع المختلف فيها ففرّقوا الجماعات و تمحّضوا للهدم و غفلوا عن قضايا المسلمين الكبرى، فالسواك عندهم أهمّ من قضية فلسطين، و زادوا على ذلك بمخالفة الهدي النبوي مخالفة سافرة فجّة بانتهاجهم منهج تكفير المسلمين المخالفين لهم وتبديع العلماء و تفسيق الدعاة و تضليل المصلحين، مع جنوح غريب لبذاءة اللسان و الشتائم و الغلظة و العيش على هامش المجتمع المسلم و التعالي عليه، بالإضافة إلى جرعات قوية من التعصب و الجمود وربط الدين بالماضي وحده و أشكاله و وسائله و معاداة كل جديد مهما كان نافعا. بهذا جعلوا كثيرا من الناس يتقزّزون من السنة و ينفرون من الدين. علماء الحديث الراسخون موجودون في طول بلاد المسلمين و عرضها، و الكتب العميقة متوفرة من تأليف القدامى و المحْدثين لكن هؤلاء الذين احتكروا السنة النبوية يحضَون بتدعيم مالي و إعلامي كبير جدا من مراجعهم و من جهات تحرّكهم بيّنت الأحداث أنها تضمر الاساءة إلى الإسلام بترويج هذه البضاعة الدينية التي تؤخّر ولا تقدّم و تهدم و لا تبني، و الحلّ إذًا في تحرير السنة و ردّها إلى أهلها أصحاب الإخلاص و الصواب فهما و شرحا و تطبيقا.

الرابط : https://islamonline.net/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%91%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%AF-%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%87%D9%85/

قراءة 231 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 21 شباط/فبراير 2024 08:14

أضف تعليق


كود امني
تحديث