قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 26 كانون2/يناير 2022 09:13

بين اليبس و الإخضرار

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

( وتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ وَ أَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ] صدق الله العظيم
هي الحياة التي اختص بها ربّ الحياة، و الرّوح التي هي من أمره سبحانه و تعالى وحده، يتعاقب الليل و النهار بعلمه، و يتعاقب الغيث و الثمر بعلمه، وتتحرك الريح فتسوق الغيوم بحكمته، فتسقي ما يشاء المغيث من مساحات البسيطة، فتخرج الارض خبأها  و رزقها، و تقف النفس البشرية حائرة صغيرة، كسيرة ضعيفة أمام القوي الجبّار، {الذي أحسن كلّ شيء خلقه و بدأ خلق الإنسان من طين}الطين الذي صار بقدرة الخالق خلقا آخر،{ فتبارك الله أحسن الخالقين}.

خلق اراده الله خليفة له في ارضه لعبادته الخالصة، و وهب له العقل المفكّر و سخر له الكون ليتفكر في أسراره و يستخرج خيراته و يستعملها في طاعة الربّ العظيمو تقف النفس الكسيرة حائرة أمام روعة الغيث المنصبّ  على الأرض الجرز، رحمة و حياة، فتجري المياه في يبس العود، فإذا هو مخضرّا ألقا بالزهر المعلق كالقناديل الملوّنة بالوان الربيع و الحياة الصاخبة، فلا تتمالك عن التسبيح و التحميد، ممتلئة الجوانح بالتوحيد لذي الجلال و الإكرام، فتسري فيها روح اليقين انطلاقا ايجابيا، خلف كنوز الكون المبثوثة في زوايا الأرض، في رحلة عبادة فاعلة  و تتنفس الأرض و تنشق عن تقاسيم الحياة و أنفاس الاخضرار الممدود على وجه البسيطة، و قد كساها الغيث المنهل حللا سندسية مزهوّة بأقمار الياسمين و خمائل الورد، فهنا الرّيحان وهناك الاقحوان، و أمامك سنابل القمح بحارا، و خلفك غابات الصنوبر و السرو و السنديان، متاهات مخضرّة تشق الشمس غياهبها، و تلفت روحك حين تطوف بين الحقول عطور لها لمسة الحزن و الذكريات، و تعرف انك قرب غصينات البنفسج النديّة النابضة بالأريج الخجول الدافيء الحزين، يتقاطر الندى من أوراقه و أزهاره في الصباح، فتحس به فراتا يسقي الحشائش النامية على سيقانه الرهيفة، فتنعشها و تححييها و اشجار اللوز المتفتحة في حدائقها بالف نور و نور مؤتلق كبحر من الضياء الابيض الممتد عبر مساحات تشرق فيها البهجة فتجعلك تدقق النظر و ترجعه مرات و مرات و يرتد اليك النظركسيرا امام هذا الجمال الرباني الدال على الخالق المبدع القدير.

 و تغمرك الرهبة و أنت تتذكرالشتاء بوابله المنصب الصيب المتواصل و قد جرى فوق الارض انهارا، و انساب في طبقاتها آبارا و بحارا، و تلك الغصون التي جفت اوراقها و استحالت عصيا جرداء تبسق من أرض تحسبها هامدة، تراها تهتز و تربو و تأتلق بمباهج لا تحصى من الألوان، و تكتسي تلك الغصون بسندس الثياب، و لا تلبث أن ترتسم بين غصونها الخضراء نقوش الزهر ألوانا تنبيء عن قرب انعقاد الثمر، و أوان القطاف، فتعرف أنّ عطر اللوز هو أوان الربيع المملوء بالتوقع و الانتظار لما تنعقد عليه زهور الربيع 
و تقف النفس حائرة امام لغزالحياة المعجز، الذي لايلبث أن يعود كما كان، أرضا هامدة تنتظر الماء المنهل من السماء، و غصونا يبسة تنتظر اخضرار الحياة، و غبارا متطايرا يتحيّن اوان الرذاذ ليسكن و يتراكم على الارض طينا تنبثق من طيّاته زنابق الحياة.

و تلهج القلوب التي سكنتها طمأنينة اليقين، واستوطنتها نسائم الرضا و الاعتراف بالضعف، و ألحّت في طلب العفو و الغفران، و ملؤها الرجاء ان لا تكتب من الجاحدين و ألّا تحشر مع المكذّبين، و أن تثاب على تفكّرها و تصديقها و ذلّها بين يدي خالقها، فتساق إلى الجنة التي وعد المتقون، حيث الأنهار لبنا وعسلا و سلسبيلا، و حيث الكؤوس التي يطوف بها الولدان ممزوجة كافورا، و حيث الجنّات المدهامّة الممدودة الوارفة الظل و الأنهار و الرضى، حيث دار الخلود.

قراءة 603 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 26 كانون2/يناير 2022 10:04

أضف تعليق


كود امني
تحديث