قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 07 شباط/فبراير 2023 10:58

اليوم.. الحياة المصغرة و الهدف المرحلي للمسلم

كتبه  الأستاذ أمير سعيد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يبدو اليوم في التصور الإسلامي اختزالاً للحياة برمتها، من بداية الحياة إلى منتهاها، و الليل من الموت حتى النشور.

يبدأ اليوم بحياة و انبعاث ونشور، و ينتهي بوفاة و مصير.

{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الزمر: 42]

يقول ابن كثير في تفسير الآية: قال الله تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة بأنه المتصرف في الوجود بما يشاء ، و أنه يتوفى الأنفس الوفاة الكبرى ، بما يرسل من الحفظة الذين يقبضونها من الأبدان ، و الوفاة الصغرى عند المنام.

حياة قصيرة تختزل دورة الحياة كلها، يوم يكد فيه الإنسان و يعمل و يخضع للاختبار الرباني ثم يتوفاه الله لينبعث من جديد يدخل معه في اختبار جديد، حتى يأتي يوم الوفاة الكبرى و انقطاع العمل إلا من ثلاث.

{ وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأنعام: 60]

الحياة الدنيا قصيرة جداً و لا تعد شيئاً إذا ما قورنت بالآخرة، يقول الله عز و جل: { وَ مَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَ لَعِبٌ وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } [العنكبوت: 64] بل لا تكاد ترى في خط خلق الإنسان منذ أن كان ذراً في ظهر آدم عليه السلام، إلى الخلود إما في جنة أو في نار، و من ثم هي جديرة بأن تستنفد لحظاتها كلها في طاعة الله و طلب رضوانه، إلا أن طول الأمل يعبث بعقول السائرين إلى الموت، فيظنون الحياة طويلة؛ فيأتي هذا التصور الإسلامي لليوم كنموذج للحياة الدنيا برمتها لينعش هذه الحقيقة في نفس المؤمن، و تذكره دوماً بقصر الحياة و فجأة انتهائها.

و إذا كان علماء التربية يكادون يجمعون على أهمية وجود الأهداف الجزئية أو الأغراض المرحلية أو ما شابه من المصطلحات في الوصول إلى الغايات أو الأهداف الكبرى؛ فإن الإسلام يحقق هذه الطريقة في طريق العبودية؛ فيجعل من اليوم بنية جزئية للحياة، و الليل انتهاءً لتلك الرحلة و تمهيداً لانبعاث جديد يتجدد معه الإيمان و الطاعة.

يبدأ المسلم يومه عند أول لحظة في يقظته فيقول: "الحمدُ للَّهِ الَّذي عافاني في جسدي و ردَّ عليَّ روحي و أذنَ لي بذِكرِهِ" [صحيح الترمذي]، و يؤوي إلى فراشه فيقول: " اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَ أَنْتَ تَوَفَّاهَا" [صحيح مسلم]

رد علي روحي.. أنت تتوفاها! إنه شعور قوي يهز القلوب الحية، و لربما يخلعها انخلاعاً حين تستشعر ضآلة هذه الحياة القصيرة التي يعيشها المرء كل يوم و ليلة.. إنه انبعاث وردة للروح قد منحت للمرء من رب رحيم ليستدرك ما فاته و يعيد حساباته مرة أخرى، ثم هي لحظة في آخر اليوم تستدعي أعمال اليوم كله؛ فتدرك عظم التقصير في حق ذي الجلال فتستمطر رحماته و تطلب منه العفو و الغفران.

يوصي النبي صلى الله عليه و سلم المسلم عند النوم أن يقول: "باسْمِكَ رَبِّ، وضَعْتُ جَنْبِي، و بِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، و إنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ." [صحيح البخاري]، و في رواية مسلم: "إنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا".

و كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أخذ مضجعه قال: "اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَ أَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَ مَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، و إنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا." [صحيح مسلم]

و يقول إذا أراد أن ينام: "باسْمِكَ اللَّهُمَّ أمُوتُ و أَحْيَا، و إذَا اسْتَيْقَظَ مِن مَنَامِهِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا و إلَيْهِ النُّشُورُ." [صحيح البخاري]

إنها حياة بعد إماتة، و انبعاث و نشور بعد وفاة صغرى.

و الأمر ذاته عند أذكار الصباح و المساء، التي تجسد هي الأخرى تلك الحياة القصيرة؛ فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحثنا على هذا الذكر صباحاً و مساءً: " إذا أصبح أحدُكم فلْيَقُلْ : اللهم بك أصبحْنا ، و بك أمسيْنا ، و بك نحيا ، و بك نموتُ ، و إليك النُّشورُ ، و إذا أمسى فلْيَقُلْ : اللهم بك أمسَيْنا و بك أصبحْنا ، و بك نحيا ، و بك نموتُ ، و إليك المصيرُ" [صحيح الجامع الصغير – رواه الترمذي]. إنه النشور في مطلع اليوم و المصير عند انتهائه، هكذا إذن وحدة الحياة المصغرة، و هكذا يتجدد الإيمان مع كل طلعة شمس و غروبها.

إن هذا التصور كفيل بأن يربط المؤمنين المتأملين بهذا المفهوم الواضح لتلك الحياة الدنيا، و أن يرفع من همتهم كلما خبت جذوة نشاطهم و فترت عبادتهم؛ فإذا كان الموت واعظاً كافياً مثلما يشتهر القول عن الفضيل بن عياض رحمه الله؛ فإن استحضاره مع كل نومة و قومة يعد حافزاً كبيراً للمسلم في إعادة توجيه اهتماماته و النظر إلى الدنيا من خلال هذا المنظار اليومي.

إنه استحضار لهذا المعنى البديع الذي قاله النبي صلى الله عليه و سلم عند الاستيقاظ "و أذنَ لي بذِكرِهِ".. إنه فرصة صارت سانحة للعبادة جديرة بأن تستغل. إن الكريم سبحانه و تعالى قد أذن للمسلم بذكره، و منحه فرصة جديدة بعد هذا الانبعاث لأن يستدرك أخطاءه و ينضم إلى قافلة العابدين السالكين إلى طريق الجنة في معية الرحمن و حفظه "و إنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ".

الرابط : https://almoslim.net/node/292497

قراءة 453 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 شباط/فبراير 2023 10:38
المزيد في هذه الفئة : « كلمة التوحيد جدل و تسليم »

أضف تعليق


كود امني
تحديث