(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Sunday, 02 April 2023 08:02

جيفري لانج، ضياع الملحد أم تحرره؟!

Written by  الأستاذ إسماعيل عرفة
Rate this item
(0 votes)

كان أستاذ الرياضيات الأمريكي جيفري لانج شديد الإعجاب بالتفكير المنطقي فارتاب في ديانته المسيحية و قرر التحرر من قيود الدين و الانطلاق إلى آفاق الإلحاد. ظن لانج أن قراره بالتخلي عن الإيمان سيجعله إنسانًا أكثر اطمئنانًا و مستراح البال.

لكن على النقيض فوجئ لانج أنه يشعر بالضياع بلا أي مأوى، فيحكي مخبرًا عن حاله في هذه الفترة: “عندما أصبحت ملحدًا قذفت بالصليب جانبًا، و صحب ذلك شعور داخلي بالضياع، فإن لرموزنا من التأثير ما يشعرنا باضطراب نفسي إذا فقدناها، خاصة عندما لا يكون البديل جاهزًا”.

حاول لانج تعويض هذا النقص بأي شيء، فاستشعر المعنى في المسار الأكاديمي و أحس أن اللقب العلمي سيجلب له السعادة، و بالفعل طغى شعور الفرحة على لانج يوم مناقشة أطروحته للدكتوراه، لكن فرحته تلاشت بمجرد عودته إلى شقته.

ثم يصف لانج طبيعة الملحد الهشة وطبيعة علاقاته وحياته الداخلية قائلًا: “سرعان ما تعلمت أن لا أحد يعرف الوحدة كالملحد. فعندما يشعر المؤمن بالوحشة فإنه يناجي من أعماق روحه الواحد الأحد الذي يعرفه، و يكون بمقدوره أن يشعر بالاستجابة؛ و لكن الملحد محروم من هذه النعمة، لأنه عليه أن يسحق هذا الدافع، و يذكّر نفسه بسخفه. فالملحد هو إله عالمه الخاص..”.

و يشرح لانج بقدر من التفصيل ثنايا هذا العالم الضيق للملحد فيقول: “و عالم الملحد عالم صغير جدًا، يحدده مجال إدراكه، و هي حدود في تناقص مستمر. و الملحد لا يشبع احتياجاته شيء، لأن عقيدته تخبره أن ليس للحياة هدف، أن ليس هناك شيء كامل أو مطلق، فعادة ترى الملحد منشغلًا بنفسه يحاول الحفاظ على اتزانها و وحدتها لتصبح ذات معنى”.

ثم يختم لانج كلامه قائلًا: “إننا جميعًا نصبو للخلود. و بمقدور المؤمن أن يتخيل السبيل لتحقيق ذلك، أما الملحد فعليه أن يفكر في حلول بديلة آنية، ربما عن طريق الزواج و إنشاء أسرة، أو تأليف كتاب أو إنجاز اختراع ما، أو القيام بمأثرة أو عمل بطولي أو رومانسي، بحيث يعيش في أذهان الآخرين. إن هدف الملحد الأسمى ليس الذهاب للجنة، بل أن يذكره الناس”.

تعتبر تجربة لانج الثرية كما حكاها في كتابه (الصراع من أجل الإيمان)  التي لم يُسلط عليها الضوء كثيرًا، على الرغم من الثقل المعرفي للأستاذ جيفري لانج و أهميتها في إدراك جوانب عدة من تركيبة الملحد الذهنية و النفسية. و قد استعان لانج بأدواته الأكاديمية من أجل إضافة مزيد من التحليل و العمق إلى شخصية الملحد، و هو الآن بفضل الله داعية إلى الإسلام، و يحكي عن شعوره عند قراءة القرآن مترجمًا لأول مرة قائلًا: “عندما شرعت في قراءة القرآن شعرت أن القرآن هو الذي يقرأني.”

الرابط : https://rawasekh.com/%d8%ac%d9%8a%d9%81%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%ac%d8%8c-%d8%b6%d9%8a%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%ad%d8%af-%d8%a3%d9%85-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d8%b1%d9%87%d8%9f-%d8%a5%d8%b3%d9%85/

Read 384 times Last modified on Wednesday, 05 April 2023 07:43