قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 01 آب/أغسطس 2023 07:24

أنسنة الأخلاق

كتبه  الأستاذ أحمد بلقيس
قيم الموضوع
(0 أصوات)

سؤال الأخلاق من أكثر الأسئلة تشعباً و إشكالية على صعيد الأسئلة الإنسانية و الفلسفية. و تمكن صعوبة فهم علم الأخلاق من خلال بعض الجوانب المعينة. فإن” مفاهيم الخير و العدالة و السعادة و الضمير معروفة جيداً للجميع، و على الرغم من صعوبة إدراك طبيعة هذه المفاهيم، فإن السلطة التي تملكها – هذه المفاهيم- على الإنسان كبيرة.. فبماذا تكمن قوتها و من أين تنشأ سلطتها السحرية؟.. علم الأخلاق مدعو لأن يجيب على هذه الأسئلة و أسئلة كثيرة غيرها، و هو ميدان قديم جداً و جذاب جداً للمعرفة البشرية.”[1]

و على الرغم من المحاولات التاريخية للإنسان للإجابة عن المفاهيم الغامضة التي تكتنف جوانب علم الأخلاق بعيداً عن الدين، كأسئلة النشأة و سلطة الأخلاق، إلا أنها محاولات بقيت حبيسة الفشل.

لقد حاول الإلحاد المعاصر أنسنة الأخلاق باستخدام نظريات علمية و فلسفية تمحورت حول نظرية التطور الدارويني و النفعية الأخلاقية، إلا أنها لم تؤد إلا إلى فشل ذريع.

فالنفعية الأخلاقية التي أسسها الفيلسوف البريطاني جيرمي بنثام و التي تربط خير الفرد بخير الجماعة، و تقوم على مبدأ اللذة و تجنب الألم و التي طورها هربرت سبنسر و دمجها مع نظرية التطور ليخرج لنا بنتيجة مفادها أن ” الأخلاق تقدم على مبدأ الملاءمة بين حياة الإنسان و قوانينها الأساسية. فينطلق الإنسان ليدرك أن منفعته تزداد بالتعاون مع إخوانه، لكن هذه الأخيرة لا تستند إلى فكرة الواجب الميتافيزيقي، و إنما إلى فكرة التطور بمعناها العضوي القائم على تبادل المنفعة من أجل البقاء”[2] و على الرغم من أنه لا يوجد برهان يمكن التدليل به على أن السعادة و اللذة هي الغاية العظمى لكل نشاط إنساني[3] إلا أن صلب المشكلة يكمن في معايير معرفة اللذة و الألم، و هنا تظهر النسبية بأوضح صورها لتفسد عملية أنسنة الأخلاق. و الداروينية التي تنتهي إلى الاعتراف بأن الإنسان “و تحت واجهة الوعي المحترمة، مع نظامه الأخلاقي المنضبط و نياته الحسنة، تكمن القوى الغريزية الفجة للحياة كحيوانات المحيطات الهائلة، و هي تفترس و تدمر إلى ما لا نهاية”[4] كان أبوها الأول في شك من قدرات عقل الإنسان و عبر عن مشاعره في بعض رسائله فقال: إن شكاً فظيعاً ينتابني دائماً و بشكل متكرر حول قناعات عقل الإنسان و التي بدورها تطورت من عقول كائنات أدنى، هل هذه القناعات تحمل أي قيمة أو تستحق أدنى ثقة؟ هل من أحد يثق بقناعات عقل القرد؟ في حال أن عقلاً كهذا يحمل قناعات أصلاً؟!”[5] فما الحاجة إذا للمنطق و لأنسنة الأخلاق بناء على قدرات الإنسان العقلية؟ و الحال أن المنطق نفسه موضع سؤال. ألا يدفعنا ذلك إلى القول إن الصور و القوانين المنطقية إن هي إلا سمة عارضة للنوع البشري، و انها قد تكون مختلفة، و تصير كذلك في سياق التطور المقبل؟[6] و أمام هذا التشكيك هزت الدراوينية رأسها في حيرة خرقاء.

إن النسبية الأخلاقية و التي تعرف بأنها” القول بأن الأفعال الصائبة أخلاقياً تختلف من ثقافة إلى أخرى، و ليس هناك صواب مطلق في مجال الأخلاق.. و التي ينظر إليها أنصارها باعتبارها رحابة في الأفق.. تؤدي حتماً إلى التشكك فيما إذا كان هناك صواب مطلق حقاً في مجال الأخلاق”[7]

 و على الرغم من وضوح العلاقة بين أنسنة الأخلاق و بين النسبية الأخلاقية، إلا أن منظري المذهب الإنساني في الغرب تفطنو لخطورة هذا الأمر، و حاولوا أن يتبرؤوا من مذهب النسبية الأخلاقية.

يقول ستيفن لو أحد أشهر منظري المذهب الإنساني: “كثيراً ما يتم تصوير الإنسانويين المعاصرين على نحو مبالغ فيه على يد معارضيهم على أنهم مؤيديون للنسبوية، و لا سيما النسبوية الأخلاقية.. إلا أن الإنسانويون معارضون للنسبوية عامة و للنسبوية الأخلاقية خاصة”[8]

و لكن في الحقيقة لم يستطع ستيفن لو – فضلاً عن غيره – إقامة أي حجة تدحض إدعاء النسبوية هذا، بل إن النظر المجرد لا يوصل إلا إلى هذه النتيجة الظاهرة. لذلك يتسق مايكل روس الفيلسوف الملحد الشهير مع هذه النتائج و يذهب إلى آخر نتائج هذا الالتزام ليقول أن الأخلاق ليست سوى وهم يساعدنا على البقاء و التكاثر.[9] و لا عجب من هذا، فإن المغالاة في النسبية يقود إلى العدمية، بما يترتب عليه من خسارة فضيلة اليقين و منزلة الإحسان، و الإغراق في الارتياب و الحيرة و اللاحسم”.[10]

و على الرغم من أن ديفيد هيوم – و هو فيلسوف ذو أهمية خاصة من وجه نظر الإنسانوية كما قال ستيفن لو – يرى أن المعتقدات الأخلاقية غير قابلة أساساً للتبرير بالاحتكام إلى العقل أو الخبرة مؤكداً أنه لا ينافي العقل أني أفضل تدمير العالم بأسره على أن تخدش إصبعي[11] إلا أن الإنسانويين يصرون على إنكار الزعم القائل بأنه لا يمكن وجود قيمة أخلاقية بدون الإله، و أن البشر لن يكونوا أخياراً دون الإله أو دون دين يرشدهم..”[12] و بانتظار بيان المنهج الإنساني في كيفية وضع منهج أخلاقي و تحديد القيم الأخلاقية على أساس إنساني، يجيب ستيفن لو عن سؤال: ” كيف يتأتي لنا معرفة الصحيح و الخاطئ؟”  بأنه يجب علينا أن نقرر بأنفسنا الصحيح و الخاطئ، لا أن نعهد بهذا الأمر إلى سلطة دينية. و”شئت أم أبيت، لا مفر من أداء دور الإله”[13]  و بهذا يكشف ستيفن لو عن فكرة الإله الخفي الذي كشف عنه عبدالوهاب المسيري، و الذي يعبر عن البحث غير الواعي للإنسان المادي عن المقدس.[14]

و لكن ماذا حدث عندما لعب الإنسان دور الإله؟ هل تحسنت حياة الإنسان؟

“يعد صلب سؤال الأخلاق هو: ماذا ينبغي أن نفعل”[15]  هذا السؤال يشكل كابوساً يراود الإنسانية منذ قررت القيام وحدها و التخلي عن الإله. و إذا عدنا للتاريخ و هو خير مخبر، فالتاريخ ” ليس معرفة و تأملاً فحسب”[16] ، نجد أن الإنسان وقع في حيرة و اضطراب و عاد ناكصاً على عقبيه بعد هذه الخطوة. فقد “أدرك الفلاسفة أنهم و قد رفضوا الأسس اللاهوتية للأخلاق ، أنهم ملتزمون-أدبيا بالعثور على أساس آخر و على نسق آخر للإيمان يحمل الناس على السلوك الكريم بوصفهم مواطنين و أزواجا و آباء و أبناء ، و لكنهم لم يكونوا إطلاقا واثقين من إمكان السيطرة على هذا الحيوان البشري دون ناموس أخلاقي مكرس تكريسا فوق طبيعي. و انتهى فولتير و روسو إلى الاعتراف بالضرورة للأخلاق لإيمان ديني شعبي، أما ديدرو ففي النصف الثاني من حياته فكر مليا في وضع أخلاقيات طبيعية، ثم اعترف بفشله ) بل إنني لم أجرؤ على أن أخط أول سطر.. و لست أخالني كفئا لهذا العمل الجليل.) ثم تساءل ديورانت قائلاً: ” و لنسأل الآن أي ضرب من الأخلاق ساد فرنسا بعد أربعين عاماً حفلت بالهجمات على المعتقدات فوق الطبيعية؟ و في جوابنا عن هذا السؤال يجب ألا نصور النصف الأول من القرن الثامن عشر في صورة مثالية. لقد قال الفيلسوف و الأديب الفرنسي فونتنيل قبيل موته عام 1757 م إنه يتمنى لو مد في أجله ستون سنة أخرى ليرى النهاية التي تنتهي إليها الخيانة الزوجية المستشرية و الخلاعة و تحلل جميع الروابط” و لربما قال الفلاسفة و المفكرون بحق إنه قد أسئ فهمهم على نحو قاس، و لكنه كانوا مسئولين بقدر ما استخفوا بأثر الدين و التقاليد في ضبط الغرائز الحيوانية للبشر[17]

و دونك هذه الحقيقة المربكة “لم يكن القرن العشرون عصر إيمان و مع ذلك كان مروعاً. لينين ستالين، هتلر، ماو.. لا يمكن أن يحسبوا ضمن القادة الدينيين للبشرية. و أيضاً لا يمكن لأحد أن يجادل في أن فظائع القرن العشرين كانت غير متوقعة. نعم جاءت كالصدمة إلا أنها لم تكن مفاجئة. هتف إيفان كارمازوف: إن لم يكن الله موجودا فكل شيء مباح. خلال القرن التاسع عشر، و بينما كان المعتقد الديني ينحسر خارج مؤسسات الثقافة الغربية، انتاب الشعراء و الفلاسفة إحساس مزعج بأن انحساره مؤذن بظهور شر عظيم في العالم، و قد كانوا محقين في هذا.. ما الذي يجعل الناس أخيارا ؟ لا شيء. هذا جواب التجربة التاريخية و التفكير العادي الذي أعياه القلق..”[18]

و هكذا بقي الإنسان المعاصر يعيش أزمة الشعور بالحاجة الماسة إلى قيم تعطي حياته مفهوماً و معنى. و مما لا شك فيه أن المنبع الوحيد الذي يستطيع أن يستمد منه قيمه إنما هو الإيمان الديني بأوسع معانيه.[19]

هل يعني هذا أن الإنسان لا يمكن أن يكون خيراً دون أن يؤمن؟

لقد أجاب المفكر البوسني الشهير علي عزت بيجوفيتش عن هذا السؤال قديما، و قال مقولته الشهيرة: ” يوجد ملحدون على أخلاق، و لكن لا يوجد إلحاد أخلاقي. و السبب هو أن أخلاقيات اللاديني ترجع في مصدرها إلى الدين.. دين ظهر في الماضي ثم اختفى في عالم النسيان، و لكنه ترك بصماته قوية على الأشياء المحيطة..[20]

بهذه الكلمات يوضح لنا بيجوفيتش إشكالية عميقة تتمثل بقضية الإلزام الخلقي، و الذي يقصد به جانب الإلزام و التكليف في الأخلاق، فالأخلاق ليست مجرد بحث عن نتائج سارة أو غايات سعيدة أو خبرات نافعة، بل هي قانون يلتزم به بنو الإنسان. ” و لا بد للشخص المفكر أن يواجه عاجلاً أم آجلاً تلك المشكلة التي هي أصعب المشكلات الأخلاقية جميعاً، و أعني بها من أين تأتي قوة الإلزام الخلقي؟ إن أي إلزام يتضمن ضرورة قيام شخص ما بعمل شيء ما فما مصدر هذه الضرورة؟[21] فإن كان الإنسان يمكنه أن يطبق هذه القواعد السلوكية و الأخلاقية في حال الرخاء، فإنه لن يضمن استمرار العمل بها في حال الشدة إلا إن عرف مصدر الإلزام بها، و كان إلزاماً حقيقياً لا نسبياً.

و الإلزام الأخلاقي عند المؤمنين ” حالة مركبة من المعاني الفطرية و الوجودية و المعرفية، فبعضها راجع إلى مصدر الأخلاق و بعضها راجع إلى طبيعة الأفعال الموجودة و بعضها راجع إلى الآثار المترتبة عليه، و لقد حاول كثير من غير المؤمنين أن ينشئوا مرجعاً يحدد لهم الإلزام الأخلاقي في المجتمعات الإنسانية كقولهم أن المجتمع له سلطة على الناس و أخلاقهم أو أن المنفعة هي التي تدفعهم للإلتزام بالأخلاق[22] ، إلا أنها باءت بالفشل. و يرجع هذا الفشل إلى إنكار وجود الله سبحانه و تعالى و مصدرية تشريعه للأخلاق، و إن كان الإلتزام بالأخلاق هي حالة مركبة كما ذكرنا من معان متعددة، فإن إنكار الله تعالى و لو بالفكر فقط يفكك جميع الأشياء كما صرح بذلك جون لوك.[23]

قال إيمانويل كانط مرة: “شيئان لا يفتآن يبعثان في النفس الإعجاب و الروعة: السماء المرصعة بالنجوم من فوقي، و القانون الخلقي في باطني.”[24]

” قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى” قال الحسن و قتادة : أعطى كل شيء صلاحه ، و هداه لما يصلحه."

.


  • [1] علم الأخلاق الماركسي، مجموعة من الأساتذة السوفيت، ص13
  • [2] صلاح عثمان، الداروينية و الإنسان، نظرية التطور من العلم إلى العولمة، ص120
  • [3] توفيق الطويل، مذهب المنفعة العامة في فلسفة الأخلاق، 184
  • [4] الإنسان: ذلك الكائن الفريد، ص248
  • [5] Francis Darwin, The Life and Letters of Charles Darwin, New York, Published by
  • Appleton and Company ,1887 ,285.
  • [6] إيدموند هوسرل، فكرة الفينومينولجيا: خمسة دروس، ص54
  • [7] فلسفة العلم: مقدمة معاصرة، أليكس روزنبرج، ص 316
  • [8] الإنسانوية: مقدمة قصيرة جداً، ص18
  • [9] Michael Ruse, “Evolutionary Theory and Christian Ethics,” in the Darwinian Paradigm, London, Published by: Routledge, 1989, 268-9.
  • [10] مآلات الخطاب المدني، إبراهيم بن عمر السكران
  • [11] انظر: الإنسانوية المستحيلة، إبراهيم الرماح، ص79
  • [12] الإنسانوية: مقدمة قصيرة جداً، ص9-10
  • [13] الإنسانوية: مقدمة قصيرة جداً، ص77
  • [14] عبدالوهاب المسيري، العلمانية الجزئية و العلمانية الشاملة، مصر، دار الشروق، 1423 ه 2002 م،
  • 189
  • [15] هنتر ميد/ الفلسفة أنواعها ومشكلاتها، ص258
  • [16] الفلسفة في 100 كلمة، مجموعة من الباحثين، ص 70
  • [17] ويل ديو ا رنت، قصة الحضارة: روسو والثورة، تاريخ الحاضرة في فرنسا و انجلتره، و ألمانيا من
  • 1756 إلى 1789 ، ترجمة فؤاد أندرواس، الجزء الرابع من المجلد العاشر، بيروت، دار الجيل،
  • 1988 م، 42 ، 397 .
  • [18] ديفيد برلنسكي، وهم الشيطان: الإلحاد و مزاعمه العلمية، ص49،63،65 بتصرف.
  • [19] تاريخ الفكر الأوروبي الحديث، رونالد سترومبرج، ص652
  • [20] الإسلام بين الشرق و الغرب، ص209
  • [21] هنتر ميد، الفلسفة أنواعها و مشكلاتها، ص261
  • [22] سلطان العميري، ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي الحديث، 2،642
  • [23] جون لوك، رسالة في التسامح، ترجمة منى أبو سنه، القاهرة، المشروع القومي للترجمة، 1997 م،57
  • [24] من كتاب المشكلة الخلقية، زكريا إبراهيم، ص3
  • الرابط :https://rawasekh.com/%d8%a3%d9%86%d8%b3%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%82/
قراءة 412 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 01 آب/أغسطس 2023 07:47

أضف تعليق


كود امني
تحديث