قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 14 تشرين1/أكتوير 2015 19:27

دورة نبوية مدتها 15 يوما

كتبه  د.جاسم المطوع
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لفت نظري حديث نبوي استخدم فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم أسلوباً تربوياً خاصاً، درب من خلاله صحابيا جليلا عاطلا عن العمل و يحتاج لمساعدة مالية على استخدام مهارات التفكير و علمه كيف يخطط للمستقبل و استثمار طاقته بما يفيده، و جعله يكتشف مواهبه و قدراته لتوظيفها في علاج مشكلته الاجتماعية و الحياتية خلال خمسة عشر يوما من التدريب و المتابعة و الإشراف، فكأنها دورة تدريبية أو ورشة عمل تربوية بتوجيه نبوي، و قد حقق الصحابي الجليل نتائج مبهرة خلال خمسة عشر يوما و نجح في تطبيق التوجيهات النبوية العملية و كأني أراه و قد استلم شهادة التخرج من رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم.

و تفاصيل القصة يرويها لنا أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول: (إن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه و سلم يسأله (أي يسأله العطاء لأنه فقير) فقال له رسول الله: أما في بيتك شيء؟ قال: بلى حلس (جلد) نلبس بعضه و نبسط بعضه، و قعب (فخار) نشرب فيه الماء، قال: آتني بهما، قال: فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده و قال: من يشتري هذين؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: من يزيد على درهم؟ مرتين أو ثلاثاً، فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين! فأعطاهما الأنصاري و قال: اشتر بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك و اشتر بالآخر قدوماً (فأساً) فائتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله عوداً بيده ثم قال له: اذهب فاحتطب و بع و لا أرينك خمسة عشر يوماً، فذهب الرجل يحتطب و يبيع فجاء (بعد 15 يوماً) و قد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوباً و ببعضها طعاماً، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: هذا خير لك من أن تجيء المسألة (أي سؤال الناس) نكتة (علامة) في وجهك يوم القيامة).

فالمتأمل في هذه الدورة التدريبية النبوية التي استغرقت خمسة عشر يوماً، يلاحظ أن رسولنا الكريم غير (سبع) قيم و معان لدى الصحابي الأنصاري رضي الله عنه و دربه عليها، فالمفهوم الأول غير عنده مفهوم (الاعتماد و الاستعانة) من أن يكون معتمدا على الناس إلى أن يكون معتمدا على نفسه، و الثاني غير عنده مفهوم (المال) من مال نقدي إلى أن المال قد يكون فأسا أو قطعة جلد، و الثالث غير عنده مفهوم (البيئة) فبدلا من أن يراها لا تفيده إلى أن ما فيها قد يوظفه لصالحه و تنمية حياته كقطع الشجر و بيع الخشب، و الرابع غير عنده مفهوم (النظر للأغراض المنزلية) من أن أغراض البيت و لو كانت قديمة لا يستفاد منها، إلى تدوير الأشياء القديمة في المنزل و استثمارها لتفيدنا باستخدام آخر، و الخامس غير عنده مفهوم (التخطيط و الإنجاز) من أن يعيش الإنسان من غير هدف إلى أن يضع لنفسه هدفا يسعى لتحقيقه بشرط أن يحدد له وقتا، و قد ساعده رسول الله في تحديد وقت له و هو خمسة عشر يوما لتحقيق هدفه التنموي، و السادس غير عنده مفهوم (النظرة لنفسه) فبدلا من أن ينظر لنفسه بأنه إنسان عاجز ضعيف لا يملك شيئا، إلى إنه يمتلك مواهب و قدرات و مهارات عقلية و جسدية وهبها الله له يمكنه الاستفادة منها لإسعاد حياته و عائلته و مجتمعه، و السابع غير عنده مفهوم (الرزق) بأن الله هو الرزاق و قد أعطى لكل إنسان ما يعينه على العيش بالحياة، و لكن الإنسان يحب الاعتماد على الآخرين و عدم تشغيل عقله أو استثمار مواهبه،

إذن النبي الكريم صلى الله عليه و سلم لم يكتف بتلقينه درسا نظريا أو نصيحة عابرة، و إنما أدخله في معهد مهني و مشروع فني يستطيع أن يتميز به عن الآخرين إذا استثمر ما وهبه الله من قدرات و مواهب، و هذا ما فعلته كوريا التي لا تملك شيئا سوى البشر فوظفت قدراتهم في تقليد المنتجات حتى تفوقت على العالم اقتصاديا، و يا ليتنا نستفيد من هذا المنهج النبوي في مدارسنا لتكون عملية، و في بيوتنا لنبتعد عن التربية النظرية، فهذا حديث نبوي واحد و لكنه منهج متكامل لرقي فرد، و إنقاذ أسرة، و نهضة مجتمع، و قيادة أمة.

http://www.alyaum.com/article/4093942

قراءة 1344 مرات آخر تعديل على الجمعة, 16 تشرين1/أكتوير 2015 05:52

أضف تعليق


كود امني
تحديث